كلام في الوطنية

mainThumb

28-08-2017 12:35 PM

كثرت في الآونة الأخيرة في بلدنا العزيز الدعوات العنصرية البغيضة ، سواء كان ذلك عن طريق الندوات أو المحاضرات أو الكتابة في وسائل الإعلام وغيرها ، ولا شك أن هذه الدعوات تنال من وحدة مجتمعنا وتماسكه ، وتغيظ الصديق وتسر العدو
خلق الله الناس على الفطرة متساوين في كل شيء ، ولم يخيرهم متى وأين سيولدون  فليس باختياري أن ولدت في نابلس أو عمّان أو دمشق أو بغداد .. .
 
إن أصول العرب واحدة فمعظمهم جاء من جزيرة العرب واستوطن بلاد الشام وغيرها من أنحاء الوطن العربي ، ناهيك عن كون الناس كلهم لآدم وآدم من تراب
 
أما نحن في الأردن فلنا ميزة أخرى ، إذ أن تقسيم الأردن وفلسطين طيلة فترة التاريخ الإسلامي وحتى الاستعمار الانجليزي لبلادنا  كان عرضياً ، بمعنى أن الحد الفاصل بين الأردن فلسطين كان نهر الزرقاء ، فشمال النهر من الضفتين يسمى جند الأردن ، وجنوب النهر من الضفتين يسمى جند فلسطين ، ولذلك تداخلت عشائرنا وتشابكت مع بعضها  ، ولم يتحدد شكل فلسطين والأردن الحالي إلا زمن الاستعمار  الانجليزي .
 
بعد الاحتلال الصهيوني لمعظم فلسطين سنة 1948 ، انضمت الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية عام 1950 في اتحاد فدرالي وأصبحت تسمى المملكة الأردنية الهاشمية وأصبح أهل الضفتين كلهم أردنيون ، أي أن وحدة الضفتين حدثت قبل أن يولد من يدعون إلى العنصرية ، ولما حدثت هزيمة 1967 ونزح أهل الضفة الغربية إلى الشرقية فإنهم  نزحوا من بلدهم الغربي إلى بلدهم الشرقي.
 
انصهر الأردنيون من الضفتين في بوتقة واحدة ،وتداخلت أنسابهم وعملوا معاً ونهضوا ببلدهم  وعيونهم تتطلع إلى تحرير المغتصب من أرضهم ومقدساتهم .
 
فبالله عليكم لا تفسدوا علينا وحدتنا وأخوتنا ، ودعوكم من الأصوات النشاز والتصرفات الفردية التي تنادي بالعنصرية المقيتة ، ونعم لمقولة كلنا أردنيون وكلنا فلسطينيون في مواجه العنصرية أم الفساد ، ولنتفرغ لبناء وطننا ومجتمعنا .
 
فمن كان يحب وطنه فليعمل على تماسكة ورفعة شأنه ووحدة شعبة ، فليست الوطنية بالكلام المعسول والخطب الرنانة والتسحيج والتطبيل ، وصدق من قال :
 
وطن يباع ويشترى                
 
وتصيح فليحيا الوطن
 
لو كنت تبغي خيره          
 
 لبذلت من دمك الثمن 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد