الحادي عشر من سبتمبر في ذكراها الــ16

mainThumb

20-09-2017 11:46 AM

 التاريخ لم يكتب حتى الآن بشكل صحيح وأمين ومنصف لعميلة الحادي عشر من سبتمبر تلك العملية الإرهابية التي ضربت الولايات المتحدة في عقر دارها وبمراكز قوتها  الاقتصادية أو القوى الناعمة متمثلة في برجي  التجارة والعسكرية  المتمثلة في البنتاغون  حيث مرت ذكراها الــ16قبل أيام،  وسط صمت أمريكي ودولي رهيب باستثناء إشارات خجولة  ، وكأن تلك العملية  لم تكن  رغم أنها غيرت وجه التاريخ من حيث إعطاء المشروعية لأمريكا في حرب ما أسمته بالإرهاب  والعدوان على من تشاء  وما تعتقد أنه إرهاب ، وقد ارتكبت بذلك جرائم يندي لها الجبين الإنساني وكانت أول الضحايا  أفغانستان  وتغير نظام طالبان الإرهابي  والكل أيد أمريكا حتى تغير ذلك النظام ، ولكن المعروف أن هناك الآلاف من الأبرياء سقطوا في أفغانستان ضحايا الهمجية الأمريكية حتى بعد إزالة الإرهاب الطالباني وثم العدوان على العراق  الذي كان مطلبا صهيونيا بحتا .

 

ولذلك ليس غريبا ولا من صنع الصدف أن يكون المجرم شارون أول من زار العراق بعد الاحتلال وأول من شاهد الرئيس الشهيد صدام حسين في الأسر ، واطمئن على تدمير العراق كما قال جيمس بيكر ذات  يوم سنعيده إلى ما قبل العصر الحجري وقد كان للأسف  وتحت ذريعة محاربة الإرهاب  .
 
ولكن في المقابل الثمن الذي دفعته أمريكا في سبيل تلك الحماقة والمغامرة ليس سهلا  فهناك أكثر من ثلاثة الآف جندي أمريكي هلكوا في العراق ناهيك عن الجرحى والمشوهين  ومليارات الدولارات التي دفعتها الخزينة الأمريكية (صحيح أنها على حساب إعراب الخليج العربي  في أغلبها وعلى حساب دافع الضرائب من الشعب الأمريكي ) وكان الثمن يستحق كما قالت السيدة مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية السابقة وهو أمن إسرائيل الذي أصبح منذ مطلع ستينات القرن الماضي مرتبط بأمن أمريكا حتى أن السياسة الأمريكية انحازت لأمن الكيان  الصهيوني على حساب الأمن القومي الأمريكي في علاقة جدلية بين الطرفين أصبح مفتاح الدولة العظمى الأولى في العالم هذا الكيان المصطنع الأمر الذي حير المراقبين والمتابعين للأحداث .
 
الحادي عشر من سبتمبر ليس يوما عاديا في تاريخ الإنسانية حتى يمر بلا ذاكرة ولا تذكير وان أراد البعض كذلك فنحن العرب كنا أول الضحايا في محاربة ما يسمى بالإرهاب  الذي عانينا منه وجرائمه ومن صنع تنظيم  القاعدة الارهابي التي تبنت عملية الحادي عشر من سبتمبر هي أمريكا ذاتها ودعم عملائها في المنطقة وجمعيهم اليوم يدعي محاربة الإرهاب بما في ذلك منتجيه .
 
هناك الكثير قيل وكتب عن تلك الحادثة وكتب تحدثت من أمريكا وخارج أمريكا أنها صناعة المخابرات الأمريكية CIA  بهدف الهيمنة على العالم ووضع مشروع تحرير العراق موضع التنفيذ  الذي وقعه الرئيس كلينتون   ونفذه بوش الصغير الأحمق .
وليس غريبا بعد احتلال العراق أن يفاجئنا الكونغرس الأمريكي  بمشروع محاسبة سوريا ، لذلك ما يحدث اليوم من تمزيق للأمة ليس بعيدا عن عملية الحادي عشر من سبتمبر واحتلال العراق هو بداية ما يسمى بالربيع العربي وأمريكا عندما كلفها احتلال العراق الكثير من الخسائر المادية والبشرية لجأت للخيار الآخر تدميرنا بأيدي أبنائنا من الحماقة ، ولأنها تعرف أن نصف أنظمتنا محتقر والنصف الآخر مكروه لذلك جاءت أحداث التاريخ الإنساني لا تصنع بالصدف ولكن يصنعها بشر والمخططات واضحة من بدء ما يسمى بالربيع العربي وانحرافه عن مساره ، كان كل شيء واضح ولكن مشكلتنا في أهل الكهف  من أمتنا الذين لا يزالوا نائمين  رغم أن التاريخ لا ينتظر أحد .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد