كاريكاتير .. ‎

mainThumb

02-12-2017 10:41 AM

 في فن رسم الكاريكاتير، يركز الفنان عندما يريد رسم مشهده أو حتى وجها، أو أي شيء، على الهدف الذي يريد ابرازه، بحيث تذهب اليه عين المتلقي مباشرة وتهمل ما تبقى من تفاصيل حتى أنها قد تهمل المشهد كاملا وتركز على، ما أراده الرسام.

 
كإبراز الأنف أو الأذن، أو العيون في الوجه، ان كان هدف الفنان التركيز على أحدها، لهدف في نفسه يريد من الناس تبنيه، أو ابراز جزئية في مشهد يريد لفت نظر الناس اليه.
 
وهذا السلوك من الفنانين معروف، ومتبع اعلاميا ايضا، وتستخدمه أكثر من جهة وخاصة الحكومات التي تريد السيطرة على الشعوب، وتوجيههم الوجة التي تريدها، وتُبعد أنظارهم عن وجهة لا تريدهم أن يهتموا بها، أو تشغلهم بموضوع لا أهمية له لتمرر موضوعا آخر لو انتبه له الشعب في وقته لوقعت الحكومة في حرج، أما اذا اكتشفه متأخرا يسهل تبريره، أو كما يقال (اللي صار صار) ونعدكم ( ما نعيدها) أو (احنا آسفين دقينا الاسفين).
 
الآن الأحداث تتسارع، والادارة الأميركية تريد أن تنهي الوضع في الشرق الأوسط لصالح اسرائيل، والشعوب العربية شبه مغيبة عن المشهد، لأن حكوماتها، تبرز لها أحداثا معينة تلهيها بها، وتتعامل بشكل غير مرض لشعوبها مع الادارة الأميركية، وهذا الأمر – تحكّم اسرائيل بالمشهد في الشرق الأوسط - سيكون أصعب بكثير من انشغال الناس في هذه الفترة بالذات، بالأحداث التي تبرزها لهم الحكومة من خلال أذرعها المنتشرة داخل الحراكات الشعبية، وفي وسائل الاعلام، من مطالب شخصية تتعلق بالوضع الاقتصادي والمادي للشخص – المطالب الاقتصادية مهما كانت عامة تبقى شخصية لأنها لا تعالج الوضع السياسي والسيادي للشعب- ولذلك المرتاحون ماديا واقتصاديا قلما يشاركون في احتجاجات اساسها اقتصادي، الا إذا كان دافعهم غير اقتصادي.
 
لذلك الحكومة في هذه الأثناء ستشغلنا بالخبز ودعم الخبز، والرواتب وتأخر الرواتب، وهناك من لا تشغله هذه الأشياء –اسرائيل- ويتحفز للسيطرة التامة على مجريات الأمور في الاقليم ان استطاع، وسنفطن على الأمور بأننا تعرضنا لخداع، مارسته علينا الحكومة، واستخدمت استراتيجية رسام الكاركاتير، فأبرزت لنا الحالة الاقتصادية المتردية، وأغفلت الحالة السياسية التي اهدرت حقوقنا ورهنتنا للمجهول!!.    
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد