ماذا فعل سناب شات بالمجتمع ؟

mainThumb

13-01-2018 09:07 PM

السوسنة – ديما الخطيب - سناب شات تكنولوجيا انتشرت بسرعة البرق، فأصبح الكثير منا يوثق يومياته من خلاله، حتى أصبح هوسا غير طبيعي، فمنهم من يصور نفسه ويسجل حضوره في مكان ما مع أناس معينين، أو يعبر عن الحالة النفسية التي يمر فيها الآن ، أو حضور إحتفال لأسرة ما.. أو موسيقى صاخبة، أو مشاهدة غرف الخاصة بالأفراد في بيوتهم .

وكأن المجتمع أصبح يفتش في حياته السنابية عن حالة ما أو صفة ما ، عن فرح ولو كان مستعاراً ومصروفاً عليه الكثير من الأموال فالمهم أن يأتي الاحتفال وأن تعيشه الأسرة ولكن ليس بمفردهم.. بل إلى كل من تسلل إلى سناباتهم ليشاهد مظاهر المتعة والسعادة التي حتى لو لم تكن صادقة وحقيقية  .
 
وفي هذا الصدد أشارت دراسة، أجرتها الرابطة الأميركية للطب النفسي، إلى أن انتشار هذه الظاهرة بشكل واسع وحاد في صفوف الشباب، يدل على الإصابة باضطراب عقلي لدى مدمنيها. وقد شخصت الدراسة حالة ناشط على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فقد السيطرة على نفسه أمام رغبته الجامحة والقوية  في تصوير نفسه على مدار الساعة، ومشاركة الصور في المواقع الاجتماعية بشكل مستمر، على أنه مصاب بنوع من النرجسية المرضية، واللافت أن الدراسة وجدت أن نسبة مدمني التواصل الاجتماعي تصل إلى 17% بين الرجال، بينما لا تتعدى 10% في صفوف النساء..
 
 ومن جانبها ترى مها القطان الأخصائية الاجتماعية أن البعض يحاول إقامة الحفلات لأبسط المناسبات كنوع من التفاخر على الرغم من أن هناك نوعاً من المناسبات لا تحتمل أن يقام لها احتفال، ويقوم بتصويرها وإبرازها على سناب شات، حتى أصبحت للأسف هذه الاحتفالات لمجرد التكلف والبذخ كنوع من التقليد فالجميع يرغب بإقامة الاحتفالات كنوع من التنافس ورغبة في الحصول على التأييد المجتمعي والشعور بالمثالية وبأن هذه الأسرة مختلفة أو هذه المرأة مميزة فلدى الأفراد شعور بعدم الاكتفاء لمجرد التكلفة والبذخ، ولكن للأسف الإشكالية في التفنن في نوع الهدايا وطريقة إقامة الحفلة وتصويرها  فالبعض يتحمل تكاليف مادية كبيرة من أجل إقامة هذا النوع من الحفلات وإبراز نوع الهدايا التي تقدم والتي عادة ما تكون بقيمة كبيرة حتى انعكس ذلك الترف وممارسته على تفكير الأطفال الذين أصبحوا يطالبون بالاحتفالات وبالسفر حتى لا يشعروا بالأقلية وبأنهم غير مرغوب بهم، حتى أصبحت أعياد الميلاد عادة لدى جميع الأسر بل وصلت إلى كبار السن الذين أصبحوا ينتظرون إقامة أعياد الميلاد لهم والتي تصور على السناب شات كنوع من التفاخر.
وانتقدت القطان كثرة ارتياد الأسواق التي عودت أفراد المجتمع على البذخ والصرف غير العقلاني على الرغم من أن الكثير يشتكي من ضيق المعيشة والضغط المادي ثم نجد أن الكثير يرتاد الأسواق ويتفاخر بشراء الماركات، وإذا ما تأملنا الحقيقة التي تختفي خلف تلك الممارسات نجد أن البعض يستدين من أجل هذا البذخ، وهناك من يحصل على الدعم الضماني ويصرفه على مظاهر البذخ تلك، من إقامة الحفلات غير الواجبة، مبينة أن الشعوب الأخرى لا تمارس هذا الهوس للترف والرغبة في البذخ ففي الدول الغربية لا يهتمون ببذخ المال من أجل التفاخر وممارسة البذخ رغبة في الشعور بالتميز.
 
وأضافت القطان  بأننا مجتمعات تتوق إلى المتعة بشتى أنواعها، وكأن هناك رغبة لابتكار شعور بالمتعة أو السعادة حتى إن كانت غير حقيقية لمجرد أنها تمارس أمام الجميع وتصور من خلال مواقع  التواصل الاجتماعي، ولذلك نحن بحاجة إلى افكار صحية وبرامج ترفيهية للأسرة، والكثير من المبادرات تشغل أفراد المجتمع عن هوس البذخ وإقامة الحفلات ليس لشيء سوى لمجرد البحث عن المتعة، ولذلك نحن بحاجة إلى تغير ثقافة وفكر وأنشطة يمارسها أفراد المجتمع بعيداً عن هذا التسطح . 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد