تشوّه الأجنة .. أسبابها وطرق الوقاية منها

mainThumb

05-02-2018 02:03 PM

السوسنة - شروق الكلباني - تعاني العديد من الأمهات من القلق والخوف والتوتر طول فترة الحمل لأسباب عديدة وأهم هذه الأسباب هي التي تتعلق بالجنين وخصوصا بتشوهات الأجنة، فقد تظن للحظة أنها أساءت التصرف أو طريقة الأكل أو النوم او الطعام أو تناول أدوية مضرة في الجنين.
 
تبقى الأم في قلق دائم حتى ترى ابنها أمام عينيها سالما معافى من أي أذى، وخصوصا بعد انتشار حالات تشوه الجنين بكثرة هذه الأيام على عكس ما كان قديما، تشوهات الأجنة كانت قليلة بفعل الظروف المحيطة، أما في هذه الأيام هناك الكثير من العوامل التي تلعب دورا هاما في تشوه الجنين داخليا وخارجيا، مثل التشوهات العقلية، نقص السمع، خلل في البصر أو انعدامه، تشوهات النمو،  تشوه الشفة الأرنبية وغيرها الكثير، منها ما هو بفعل الحروب ومنها بسبب عادات الطعام  السيئة التي يتخللها مواد مسرطنه ومشوهة للأجنة بالإضافة للهواء الملوث المنتشر في مدننا، فيما أشار العلماء الى أن حوالي ٥٠٪ من تشوهات الأجنة لم يكن لها سبب معروف.
 
 
أسباب تشوه الأجنة:
 
أولا: سوء التغذية: أشارت الدراسات الى أن نسبة ٩٤٪ من حالات تشوه الأجنة تكمن في الدول الفقيرة، وذلك بسبب سوء التغذية الذي تتعرض له الأم كالكالسيوم، ونقص حمض الفوليك، التي من شأنها فيما بعد أن تكون سببا في تشوه العظام والعمود الفقري للطفل.
 
ثانيا: عمر الأم: لا شك بأن العلم أثبت منذ زمن أن كبر عمر الأم له دور كبير في تشوه الأجنة وهو أحد أسباب إصابة ٣٠٪ من الأجنة بخلل في الكروموسومات، وفي مقدمتها متلازمة داون ( المنغولية).  
 
ثالثا: زواج الأقارب: منذ زمن بعيد وذلك قبل أكثر من ٢٠٠٠ عام عندما حذر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من زواج الأقارب وذلك لما له أثر على صحة الجنين وتشوهه.
 
رابعا: الأمراض المعدية: كمرض الحصبة، الجدري، النكاف، ارتفاع درجة حرارة الجسم لأكثر من ٣٩° درجة مئوية بسبب الالتهابات المختلفة للجسم بين الأسبوع الرابع والرابع عشر من حمل الأم، وكل هذه الامراض من الممكن ان تؤدي تشوهات في الأجنة.
 
خامسا: الأمراض المزمنة: مثل مرض السكري الذي يلعب دورا هاما في تشويه الجنين وذلك كما حدد الاطباء بنسبة ١٠٪، وخاصة التي تصيب الجهاز العصبي والهضمي والقلب والكليتين.
 
سادسا: التدخين: وذلك بتقصير عمر الجنين واجهاضه أو الولادة المبكرة بسبب التدخين، أو ولادة الطفل بوزن قليل جدا مما يضطر الأطباء الى وضعه في الخداج حتى يستعيد صحته ووزنه.
 
سابعا: الأدوية والعقاقير الطبية ومستحضرات التجميل : أن أي دواء تتناوله الأم بجهل منها وبدون استشارة الطبيب قد بكون له تأثير على الجنين بشكل سلبي ويزيد من احتمالية ولادته مشوها، وكذلك مستحضرات التجميل مثل كريمات الوقاية من الشمس وتفتيح البشرة أو مرخي ومسكن العضلات مثل الفولتارين.
 
ثامنا: الأشعة: إن تعرض الأم للأشعة وخصوصا أشعة « X » تضر على الجنين بشكل كبير، واذا اضطرت الأم لذلك فيجب أن يكون ذلك تحت اشراف الطبيب المختص ومراقبته وبحدود.
 
تاسعا: الكحول: وذلك لان هناك ما بسمى بمتلازمة الطفل _ الكحول والذي يتصف بالتخلف العقلي وتشوهات في الوجه والمفاصل والقلب. 
 
عاشرا: أطفال الأنابيب : كما بين العلماء أن تشوهات الأجنة تزداد عند الحصول على طفل عن طريق الإنجاب الصناعي.
 
تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة، وفي كل يوم يخرج الأطباء والباحثون بأسباب جديدة تزيد من احتمالية تشوه الأجنة.
 
متى يكتشف تشوه الجنين؟
تشوه الأجنة منها ما يمكن معرفته خلال الأشهر الأولى أو أنواع من التشوهات يمكن ظهورها بعد ست شهور من الحمل ومنها ما تظهر بعد الولادة خصوصا التشوهات الشكلية، وبعض الأنواع التي تتعلق بتشوه الأعضاء الداخلية كالقلب والرئتين والكلى يتم معرفتها بعد فترة من الولادة، ويستطيع الطبيب تمييز ذلك عن طريق جهاز السونار  الذي يكشف وضع التشوهات في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
 
طرق حماية الأم من ولادة أجنة مشوهة: 
 
أولا: تناول حمض الفوليك بشكل يومي كما يحدده الطبيب المختص للأم وذلك للسيطرة على الامراض المزمنة.
 
ثانيا: الابتعاد عن تناول الادوية دون الرجوع الى الطبيب وذلك للتأكد من عدم اضرارها على صحة الجنين.
 
ثالثا: اتباع نزام صحي وغذائي مناسب باستشارة اخصائية التغذية.
 
رابعا: الابتعاد عن التدخين والأرجيلة والكحول.
 
خامسا: الحرص على إجراء الفحوصات الدورية في موعدها أثناء فترة الحمل لتشخيص العيوب الخلقية في مرحلة مبكرة قبل فوات الأوان.
 
سادسا : المحافظة على مستوى السكر في الدم.
 
سابعا : تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من فيتامين (أ) مثل الكبد، لما أثبته العلماء أنها تسبب تشوهات للجنين.
 
ثامنا : الحرص على عدم تأخير الحمل لفترات بعيدة لتجنب التشوهات الجنينية لذلك.
 
وأخيرا يجب أن تلتزم الأم الحامل بمواعيد زيارة طبيب النسائية المحددة لها كي يتم تفادي أي مشكلة و اكتشاف و أي مرض يتعرض لها  وللجنين بشكل مبكر  وقبل وقوع خسائر لكلا الطرفين، وكذلك أن لا تتردد الأم في سؤال الطبيب عن أي مخاوف تؤرق حياتها وأي أعراض تشعر بها مهما كانت صغيرة، وذلك لأن "الوقاية خير من قنطار علاج".
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد