اسلمة الادارة

mainThumb

15-02-2018 09:09 AM

جميع المفاهيم والممارسات الادارية القديمة والحديثة لها جذورها الراسخة في الفكر الاسلامي والامثلة على ذلك كثيرة ولايمكن حصرها بهذه العجالة واذكر منها مثلا مفهوم الجودة وممارساتها التي يعمل في كنفها العديد من الممارسات الادارية للوصول بالخدمة او المنتج لاعلى درجات الاتقان. ومعنى الاتقان أداء العمل دون خلل فيه والالتزام بمتطلبات ذلك العمل من التقيد بضوابط وتقنيات ومواصفات معينة وأداؤه في الوقت المحدد دون تأخير. الإتقان صفة من صفات رب الأرض والسماء فهو الذي أتقن كل شيء خلقة وأحسن كل شيء أبدعه قال الله تعالى ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾[النمل: 88] فأحسنه وجوده وأتقنه، والذي يتأمل بإتقان الله تعالى لمخلوقاته وكيف انه أعطى كل شيء خلقه ثم هدى لهتف لا إله الا الله. ونحن هنانريد الاتقان الفعلي المنسجم مع رثم الحركة العالمية والمنسجم مع باقي التغيرات.
 
ولا يفوتنا التنويه الى ان اسلمة الادارة ليست منعزلة عن العالم بقيمها وممارساتها ومفاهيمها ومبادئها بل هي منسجمة ومتفاهمة ومتناغمة مع التوجهات العالمية في الفكر والممارسة، فهي ليست تجييش العقل والفكر الاسلامي وعزله في غياهب الجب.
 
الادارة كممارسة موجودة منذ القدم، وهناك جدلية واسعة حولها ان كانت علم له اصوله ومبادئه مثل العلوم الطبيعية كالهندسة والطب او فن يمارسه المشرفين  لتنظيم العلاقات العملية والوصول الى الاهداف المنشودة من كل مشروع. وان جاز لنا التعبير بعلمية الادارة بعد ان اتضحت معالمها وانتشرت الابحاث والدرسات الادارية والتي بدات في اوروبا وامريكيا التي احتضنت البحوث التجريبية بشكل موسع حيث تم بناء عليها تطويرها وتكييفها واصبحت عملية التحكم بالعمل والسيطرة عليه اسهل. كما ان الاستفادة من علوم الاحصاء زادت من اهمية علم الادارة في عمليات الضبط والمتابعة والمطابقة. 
 
في ظل التقدم الاداري فكريا وعمليا في العالم الغربي انحصر دور العالم الاسلامي والعالم العربي بالنقل والتقليد المشوه فقط والترجمة واختراع الكلمات المعوربة فظهرت بعض الافكار المتناثرة المترجمة ترجمة حرفية زادت الامر تعقيدا نتيجة عدم وجود الكلمات العربية المناسبة لعلوم الادارة المتجددة، فظهرت كلمات مثل "الهندرة"، "الاتمتة"، "الخصخصة او الخوصصة"، "الحوكمة او الحكمانية" الى غير ذلك والتي تعد بداية حسنة لايجاد نظرية اسلامية في الادارة لو تنصب الجهود تجاهها وارجاع جذورها الى الكتاب والسنة والبناء عليها.
 
ولابد من التنويه الى ان المفكر العربي يعيش ظروف تجعل همه الاول الاستمرار المتواضع بجمبع جوانب الحياة نظرا لما يعانيه من ظروف تعصف به وتمزق افكاره ليعيش حالة من التصحر الفكري والذي لا يخفى على احد.
 
*خبير تخطيط استراتيجي واداء مؤسسي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد