هي بِضعُ كلمات - مرام سعيد أبو عشيبة

mainThumb

18-02-2018 09:42 AM

هي بضعُ كلماتٍ نقولها بعد وضعِ الريشة ِفي دواة ِالحبرِ لتكتبَ ، نقولها بعد تمعنٍ وتأملٍ لبديعِ خلقِ اللهِ، هي الفراشات تحلقُ وتطيرُ سابحة جارية في الهواءِ في مساحاتٍ شاسعةٍ تسيرُ ماضية بسرعةٍ منطلقةٍ تهوي بها الريح تتنقلُ بينَ الحقولِ والتلالِ والبساتين الخضراء والرياض والقيعان ذات شجر ونزهة وأماكن مثمرة عذبة المنابت ، فراشاتٍ منثورة منشورة متطايرةٍ هنا وهناك على وجه الأرض مرفرفة باسطة أجنحتها تدور حول الأشياء تريد أن تقع عليها ، تريد أن تقع على الأزهار، وعلى ضفاف الأنهار والأودية، وعلى أطراف أعالي الجبل المتشعثة المتفرقة، هي جميلة بجمالِ هذا الكون الفسيح بحسنِ ألوانها ذات الأشكال المختلفة المضيئة النضرة، التي يعجزُ اللسان عن وصفها وصف يثلج النفس ويطمأنها، سريعة هي كالسهم، طفلٌ قد وضعها في زجاجةٍ ليتأملها ، وطفلةٌ صغيرة قد تتبعتها لتنظر ما هذه الكائنات الدقيقة اللطيفة، وأشجارُ نخيلٍ مختلفةَ الطولِ منها الطويل الباسق السامق الذي بلغ غاية الطول، ومنها القصير الصغير، في أرض خصبة مبتهجة بنخيلها يافعة، التمر والبلح الناضج والثمار متدلية عنها، أغصان وسَّعَفُ شجر النخيل كريشة الطائر متدلية أغصانها من جوانبها كمظلة تظلل من تحتها ،مرصعة مرصوصة كرص الزمرد بعضه إلى بعض ، وجداول ماء سريعة تسقي الأشجار وسنابل الأرز لتنتعش فتحيا، ونرى شجر الكرسف وهو القطن المنفوش ككرات الثلج البيضاء، ونرى شجرة السمسق وهي شجرة الياسمين بزهراتها العطرية تأخذنا إلى عالم بعيد بلطفها ورقتها ولين أوراقها مخملية الملمس كالدثار المخملي، هي بديع وعجيب صنع خلق الله في الكون يعجز القلم عن وصفها وينحني وينثني القلم الخشبي تواضعاً لها.     
 
 
ماجستير في تفسير القرآن الكريم
كاتبة وباحثة
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد