كيف سقط العالم بين انياب الربا؟ - محمد سامي ابوغوش

mainThumb

24-02-2018 03:18 PM

لقد خُدع الأميركيون قبل مئة عام وبنى لهم المرابون امبراطورية من ورق
 
عندما تتصفح الكتب الاقتصادية التعليمية سواء كانت عن تاريخ النقود والقروض والبنوك فلن تجد تعريفاً منطقياً  للاوراق المالية او لكلمة ( الفائده الربا)  بشكل  صحيح , فنظام الاوراق المالية مغلق بمعنى ان النظام الائتماني والربوي للبنوك والمصارف عامة  يصعب تفسيره من حيث علم الاقتصاد لانه يقوم على مبدا الربا واكل اموال الناس بالباطل وكون الاوراق الماليه ليس لها غطاء معدني كالذهب وبالتالي لا تساوي الحبر المطبوع عليها واما علم الاقتصاد فهو نزهيه كالتبادل التجاري والعقود والبيع .
 
في مرحلة ما بعد الثورات البرجوازية في اوروبا اصبح نظام الفائدة (الربا usury) مقننا على مستوى الدولة بعد ان كان في بلدان المختلفة  وكان التعامل به من خلال مكاتب خاصة وحكراً على العائلات يهودية الثرية التي اتخذت منه طريقا لاستعباد الشعوب  حسب اهواءهم ونزواتهم فانخفضت مستويات القيم والاخلاق الاقتصادية في تلك المرحلة وكانت مكاتب الفائدة (الربا) على صلة وثيقه بميدان الأخلاق الوضيعة , ولكن اين الترابط ما بين نظام الفائدة والثورات البرجوازية ؟ومن الذي قام بالثورات البرجوازية في اوروبا؟ ومن سدد الحساب عنها ومن دبرها ؟ ببساطة انهم (المرابون) وهذا الامر مثبت وليس بحاجه الى برهان ,فقد كانت مهمتهم الرئيسية و اهدافهم استلام السلطه من الذين وضعوا عليهم قيوداً وموانع  للوصول الى تلك السلطه  بهدف تعميم ونشر نظام الفائدة (الربا) وانا اقول لا جدال في هذه الحقائق , فقد كانت هناك قيوداً على (المرابين) الذين كانوا يتاجرون بطريقة غير شرعية من خلال اعمالهم الربوية والهدف من هذا الانحلال هو زيادة الثراء الناتج عن اكل اموال الناس بالباطل , اما السلطة وبخاصة سلطة الكنيسة في تلك الحقبه فقد كانت تمنع وتبغض نظام الفائدة (الربا) وحاربته ولذلك قام المرابون باشعال الثورات وقيادتها وتوجيهها ودعمها وتسديد كامل حساباتها من اجل تقنين نظام الفائدة واجازته شرعاً لامتصاص الاموال وابتزازها من (الطبقه البرجوازيه) التي  ظهرت في القرنين الخامس والسادس عشر، وكانت هذه الطبقه تمتلك رؤوس الأموال والحرف, كما تمتلك القدرة على الإنتاج والسيطرة على المجتمع باكمله وخاصة  مؤسسات الدولة القضائيه والتنفيذيه للمحافظة على امتيازاتها ومكانتها,  بحسب وجة نظر الفليسوف والاقتصادي الالماني ( كارل هانرك ماركس Karl Heinrich Marx) الذي اعتبر أحد أعظم الاقتصاديين في التاريخ , فقد اعتبر ان الطبقة المسيطرة و الحاكمة في المجتمع الرأسمالي دائما تكون فاسده ولذلك كان يساعد في تاسيس الحركات الاشتراكيه ضد المرابين والمصرفيين المحتكرين والبرجوازيين على حد سواء.
 
 
 
ظهرت (عائلة روتشيلد  Rothschild family ) اليهودية ألالمانية ايضا في تلك الفتره وكانت ثرية جداً، فقد كانت تُقرِض الدول الأموال والذهب مما اعطاها هيمنة مطلقة على تلك الدول وعلى سياساتها وقراراتها حتى لحظة كتابة هذا المقال ، تأسست على يد( إسحق إكانان   Isaac Elchanan Rothschild) قارون اليهودية الجديد ومن قبل على يد (ماير أمشيل روتشيلد Mayer Amschel Rothschild) وهو ايضا مصرفي ألماني يهودي ويعتبره المؤرخون الأب المؤسس( لعائلة روتشيلد) توفي أبوه وهو في الحادية عشرة بعد أن دربه على كل ما يتعلق بأمور الربا والصيغاة ، ابتدأ (ماجيراشيل) حياته كاتباً في مصرف ( أوبنهايمر Oppenheimer) وما لبث أن ترقى حتى أصبح شريكاً جزئياً في المصرف، مع ذلك فقد عاد (ماير أمشيل) إلى المؤسسة التي كان قد خلفها أبوه ليعيدها إلى الحياة وكان عندها قد أتخذ اسماً جديدا لعائلته هو( روتشيلد ( وتعني الدرع الأحمر باللغة الألمانية) آخذاً إياه من الدرع الذي كان قد علقه والده فوق باب المؤسسة، توفي ماجيرشيل عام 1812 م وترك وراءه خمسة من الأبناء قد دربهم تدريبا دقيقاً ليكونوا من انبياء المال والذهب واباطرة الربا والفسق والدعاره والمخدرات عالميا. 
 
انتشر الربا عالميا وبشكل قانوني مع  بزوع شمس الولايات المتحده الامريكيه مع بدايات القرن التاسع عشر، تمتلك العائله أكبر ثروة القطاع الخاص في العالم، وكذلك أكبر ثروة القطاع العام والخاص في تاريخ العالم الحديث  تقدر ثروتهم ب 700 تريليون دولار اي 70% من ثروات العالم  تم تقسيم تلك الثروات بين افراد الاسره  بين الفروع المختلفة للعائله ابناءه  فقط  واليوم مصالحها تغطي مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك الخدمات المالية البنوك بمجملها، والعقارات اكثرها، تمتلك معظم المستوطنات اليهوديه في فلسطين والتعدين والطاقة في كل شي تقريبا واحتكار صناعة الالماس والذهب ، والزراعة المختلطة، وصنع الخمور والترف والقمار والدعاره المنظمه.
 
كان المرابون  الذين يديرون تلك الثورات البرجوازيه قد رفضوا افكار (كارل ماركس Karl Heinrich Marx) المتطرفه والاشتراكيه وايضا وسطيه القسيس والقديس الايطالي ذو الاصل دومينيكاني ( القس توماس لاكويني  Saint Thomas Aquinas ) والذي سمح (بالبربا Usury) او الفائدة جزئيا مع الابقاء على موانع تكاد ان تكون اخلاقيه وعدم السماح بممارسة (الربا) لاي شخص كان وانما محصورة في من لهم علاقات طيبه و وطيده مع الكنيسه , ولكن اليهود المرابين من امثال عائلة روتشيلد ارادوا اجازة الفائدة (الربا) بشكل مطلق وليس جزئيا وان يصبح الربا عملا قانونيا كما هو الحال الان .
 
بعد انتهاء الثورات البرجوازيه وانتصار المرابين غيرت تلك المكاتب لوحات محلاتهم ولم تعد مؤسسات مصرفيه خاصه واطلقوا عليها اسم (بنوك- Banks) , ومن جهة اخرى لو راقبنا الاحداث التي رافقت ظهور البنوك المركزيه في اوروبا تحديدا فقد حدثت في انجلترا ثوره برجوازيه في منتصف القرن السابع عشر وفي عام 1694 ظهر فيها البنك المركزي (بنك انجلترا) وكذلك الثورة الفرنسيه والاستيلاء على الباستيل في عام 1789 وفي عام 1800 تاسس (بنك فرنسا المركزي) وكان لكل بنك برنامجه حسب تعليمات مؤسس عائلة ال- روتشيلد  وتتلخص البنود الاولى لاي بنك مركزي اضفاء الشرعيه والقانونيه على نظام الفائدة (الربا) والسيطره على النظام المالي لتلك الدول ولذلك بعد الثورات البرجوازيه تجذر نظام البنوك المركزيه في اوروبا على اساس (الربا) او الفائده , و تجذر في بريطانيا ,فرنسا ,هولندا , سويسرا , السويد ولكن في الولايات المتحده لم يتسنى تعديل النظام او تاسيسه الا بعد مائتي عام تقريبا.
 
 
 
حاول المرابون الدخول الى الولايات المتحده منذ القرنين السادس والسابع عشر ولكنهم كانوا يصطدمون بحائط الوطنيه والنزاهه الامريكيه التي كانت تفيض في بعض صدور روسائها في تلك الفتره فقد  كانوا على علم بجشع المصرفيون اليهود وقذارة التعامل الاقتصادي معهم فهم اساس الربا وعاصمة الفساد الاخلاقي الابديه , كان (الاسكندر هاملتون  Alexander Hamilton) مؤسس اول النظام مالي امريكي و اول وزير خزانه وكان عميلا للمصرفيين البريطانيين فهو الذي كافح من اجل انشاء المصرف الوطني الامريكي وفي اواخر القرن الثامن عشروبالفعل تم تاسيس بنك مركزي امريكي وبعد فترة وجيزه تم تاسيس البنك الثاني وحصل كل منهم على فترة محدده للعمل غير قابله للتجديد وبعد ذلك استنتج الرؤساء الامريكيين ان هذه المؤسسه لا حاجة لها ولكنها كانت ضروريه للمصرفيين المرابين البريطانيين وبالتحديد اليهود البريطانيين .
 
الرئيس الامريكي اندرو جاكسون قال: "" خلال حملتي الانتخابيه لن اسمح خلال فترتي الرئاسيه بسلطة بنك مركزي""  كانت الحملة الانتخابية للرئيس الامريكي( أندرو جاكسون Andrew Jackson) من عام 1829-1837  تحت شعار "نعم لجاكسون ولا لأي بنك". وقد تعرض لعدة محاولات اغتيال نجى منها بأعجوبة , وبهذه التصريحات دخل الرئيس (اندرو جاكسون Andrew Jackson) في مواجه مفتوحه مع (نيكولاس بيدل Nicholas Biddle) ممثل البنك والمحامي والسياسي الامريكي الذي تولى منصب نائب في ولاية بنسلفانيا عندما بدا (جاكسون) حملته الانتخابية الثانيه عام 1832 بشعار " نعم لجاكسون لا لاي بنك" وقال في مناسبات عديده "" ان السيطرة على عملتنا والحصول على اموال مجتمعنا جعل الاف من مواطنينا خاضعين للتبعيه التي من شانها ان تكون اكبر الاخطار بكثير من العدو المسلح"" وبعد صراع طويل تمكن الرئيس جاكسون من تصفيه البنك المركزي الثاني ولكنه توفي طبيعيا بالرغم من تدبير الكثير من محاولات اغتياله من قبل اليهود المرابين المصرفين .  
 
وهنا اقتباسا اخر قاله احد الاباء المؤسسين للولايات الامريكية الرئيس (توماس جفرسون Thomas Jefferson) ثالث رئيس امريكي ومن واضعي بيان الاستقلال الامريكي عام 1776 اذ قال : "" أنا أرى أن مؤسسة المصارف أكثر خطرا من الجيش المسلح. إذا كان الشعب الأمريكي سيسمح للبنوك الخاصة بإصدار العملات فانه سيحدث تضخم في البدايه ثم انكماش مالي وستحرم الشركات التي يديرها المصرفيون أصحاب البنوك الشعب من اي ممتلكات وسيصبحون مشردين في القاره التي عمرها اباءهم وهكذا يجب الغاء هذا الحق واعادته الى الشعب والكونغرس  وانني على قناعة تامه بان المؤسسات المصرفيه اكثر خطرا على حريتنا من الجيوش النظاميه"" , وهذا صحيح وهذا ما يجري عندما تحدث الازمات الاقتصاديه يصبح الناس بلا ماوى او عمل او نقود تسلبهم البنوك كل شي والامر نفسه يتكرر كل عقد من الزمان بعد تاسيس نظام الاحتياطي الفدرالي الامريكي وقال ايضا : لا يثير اي شك واقع ان هذه المؤسسات المتنفذه والقويه قد شاركت بنشاط في التاثير في انتخابات موظفي الدوله بواسطة المال "" وهذا ما حدث في الكثير من الحملات الانتخابيه فلم يتمكن المصرفيون الاوروبيين من احراز نصركبير وتقدم في الكونغرس حول الحصول مرسوم لصالح  قانون انشاء الاحتياطي الامريكي الا في عام 1913 حين وقع على مرسوم انشاء الاحتياطي الفيدرالي الرئيس الامريكي (توماس وودرو ويلسون Thomas Woodrow Wilson) الذي اغدق المصرفيون على حملته الانتخابيه اموالا طائله ومن الملفت للنظر ان معظم مشاريع القوانيين التي تمر بموافقة الكونغرس تبقى لاسابيع على طاولة الرئيس الا ان هذا المشروع تم توقيعه بعد ساعه من اقراره في الكونغرس , لم يصوت كل اعضاء الكونغرس لصالح القانون فعلى سبيل المثال وقف عضو مجلس الشيوخ (لويس توماس ماكفادين  Louis Thomas McFadden) بوجه الاحتياطي الفيدرالي بكل جراءه وقال كلمته المشهوره امام المجلس " يبذل النظام الفيدرالي قصارى جهده لاخفاء امكانياته الحقيقه ولكنه في الواقع قد استولى هذا النظام على الحكومة بالكامل اذ انه يشرف على كل ما يجري في بلادنا ويسيطر على جميع علاقاتنا الخارجيه ويشكل الحكومة وفق هواه " وتجدر الاشاره هنا انه قتل في ظروف غامضه .
 
 ومن العجيب ان الحرب العالميه الاولى اندلعت بعد عدة اشهر بعد تاسيس بنك الاحتياطي الفيدرالي فاصحاب البنوك الان بحاجة الى الحرب من اجل ان تزيد الحكومات نفقاتها العسكريه مقترضة الاموال اللازمه من الاحتياطي الفيدرالي الامريكي , وهكذا عادت الحرب بمكاسب خياليه على المساهمين الرئيسسن حسب مبدأ عائلة ال – رودتشيلد " لنشعل الحروب ونجني الاموال " , اما الرئيس الذي وقع على مرسوم انشاء الاحتياطي الفيدرالي ويسمونه مؤسس الاحتياطي الفيدرالي الامريكي الرئيس ( توماس وودرو ويلسون Thomas Woodrow Wilson)  فقد قال لاحقا : انني رجل تعيس بحق فقد دمرت بلدي دون قصد اذ بات نظام القروض يتحكم بدولتنا الصناعيه الكبيره , ان نظام القروق متمركز في ايدي قليله ولذلك فان نمو الامه ونشاطنا كله بات تحت سيطرة عدة اشخاص وتحولنا الى احدى اسوا الحكومات العالم المتحضر المتحكم بها بدقه واكثرها تبعيه , لم نعد بعد الان حكومة للتفكير والاراء الحره وصوت الاغلبيه بل اصبحنا حكومة لراي وضغط مجموعة صغيره من محبي السلطه "
 
 
 
عندما تولى الرئيس أبراهام لنكولن مهام منصبه، أدرك أهمية المال بالنسبة للمجهود الحربي  و أخذ ذلك في الاعتبار مجريات الاحتكار للبنوك بنظام القروض فعين( لينكولن سالمون بي تشيس Salmon Portland Chase )  أمينا للخزانة. وبوصفه أمينا، أذن وزير الخزانه فقط السيد( تشيس) وحده بالعمل على جميع المسائل المتعلقة  بالتمويل للحرب  مثل الجميع تقريبا في ذلك الوقت وفوضه للتقليل من مدة وتكلفة الحرب وفي غضون أشهر قليلة كان من الواضح أن تكاليف الحرب ستتجاوز بكثير الدخل المحدود للحكومة من التعريفات والرسوم سعت إدارة لينكولن للحصول على قروض من البنوك الكبرى الاخرى، ومعظمها في مدينة نيويورك. وطالبت البنوك بمعدلات فائدة مرتفعة جدا تتراوح بين 24 و 36 فى المائة. رفض لينكولن الاقتراض على مثل هذه الشروط ودعا إلى حلول أخرى , ان قصة الصراع المستميت للهيمنة على أمريكا باي ثمن ومن خلال أمريكا على العالم  فالحرب الاهليه التي دارت رحاها في عهد هذا الرئيس تحديدا (أبراهام لينكولن Abraham Lincoln ) كانت المصارف بقذاره  تمول طرفين النزاع الشمالي والجنوبي لشراء السلاح ومن ثم تطالب المنتصرين بالاموال التي انفقت عليهم وبفوائد كبيره  , بعد الحرب كانت خزائن الحكومه الامريكيه فارغه فتوجه الرئيس (أبراهام لينكولن) الى المقرضين الاوروبيين للحصول على المال فوافق بنك (ال- روتشيلد) ولكن بفائده عاليه قدرها 36%  فرفض الرئيس العرض وبعدها وبعد الصراع المستميت مع الاباء المؤسسين تمكن المصرفيون المرابين  من تاسيس اول بنك مركزي في امريكا عام 1781 وكان نسخة طبق الاصل عن البنك المركزي البريطاني وسمي باسم (بنك امريكا الشماليه) وكان البنك الوحيد الذي يصدر العملات غير مكفوله بالذهب وكان يقرض الاموالاً للحكومة الفيدراليه على شكل سندات ويحتفظ  باموال الكونغرس في حساباته وهذا لفت انتهباه الرؤساء المؤسسين الامريكين ان هذا البنك يجعل امريكا و الحكومه تحت اشراف المرابين لذا قرروا اغلاقه . عندما عاد الرئيس الامريكي ابراهام لينكولن من اوروبا غاضبا بسبب تصرفات المصرفيين والمرابين قرر الغاء التعامل بالدولار الامريكي من طباعة ال – روتشيلد واصدر قرارا بطباعة  دولار جديد امريكي اسمه (الدولار الاخضر) وكان مكتوبا عليها مضمونه باحتياطي من الفضه وهذه الدولارات لم تخلق ديوناً او فائدة ربويه وهذا كان تحديا واضحاً للمصرفيين وتحديا للاحتياطي 
 
الفدرالي الامريكي ايضا , وبعد بضعة اشهر من ذلك القرار قتل ابراهام لينكولن وزعموا بان القاتل رجل مهووس كما يحدث كل مره يقتلوا فيها رئيسا او زعيما يدعوا بان القاتل مهووس او مجنون , لقد دفع الرئيس الأمريكي "أبراهام لينكولن" حياته ثمن الصراع المستميت ضد المصرفيين المرابين  لمنعهم من السيطرة على الدولة الأمريكية وحذر أمريكا  من ذلك علنا بقوله: "إن سلطة المال تنهب البلاد في وقت السلام وتحيك المؤامرات في الأوقات العصيبة... وهي اكثر استبداديه من الحكم الملكي واكثر انانيه من البيروقراطيه واتوقع ان تكون هنالك ازمه في القريب العاجل وهذا يجعلني قلقا على امن بلدي اذا اعتلت الشركات الربويه العرش، فسيحل عهد الفساد. وستسعى سلطة الأموال في البلاد الى إطالة فترة تسيدها من خلال التأثير على وعي السكان حتى تتكدس الثروة في أيدي فئة قليلة، وبالتالي تهلك الجمهورية""
 
اذن ما الذي جعل اكثر من رئيس امريكي يقفوا في وجه اكثر العائلات نفوذا في العالم ؟ وبالتحديد ال- روتشيلد وروكفلر  لماذا تحدث الازمات الاقتصاديه العالميه تقريبا كل عشر سنوات ؟ من خلال دراستي في الجامعه وبالتحديد تاريخ الفائدة (الربا) توصلت الى استنتاج لا علاقة له بالاقتصاد وهو اكثر فظاعه فالازمات الاقتصاديه تحلل البشريه من روحها وعقلها فالمواطن يصبح تابعا للبنك بقروضه والفوائد المستحقة عليه والدعايات المروجه له في كل مكان فالبنوك تتبع نظام تسويقي قذر من المتابعه والمحاصره واقتناص الازمات والفرص لتوقع بالمواطن الكادح في شباك الربا وتسهل عليه تصديقها ومغرياتها , لقد تنسى للمصرفيون المرابون ان يحققوا كل ما يطمحون اليه واكثر وخصوصا في الولايات المتحده الامريكيه بالمواظبه على جعل الشعب الامريكي يعمل لمصلحة عائلة ال روتشيلد اليهوديه للسيطره على العالم .
 
كذلك عندما ارسلوا احد اقارب الملك عبدالله بن عبد العزيز ال سعود لقتله واتهموه بالجنون  ذلك بسبب اصراره على تحرير القدس واعادتها لاصحابها مقابل النفط الذي كان اساس لسيطرة و لثراء اليهود وتكررت القصه بعد 100 عام تقريبا عندما قتلوا الرئيس جون كيندي في مدينة  دلاس بولاية تكساس عام 1963 وادعوا ان الاغتيال جاء بسبب سياساته في الشرق الاوسط وكوبا وعلاقاته بالمخابرات الامريكيه ولكن تم التعتيم والتكتم عن السبب الرئيسي عندما وقع جون كيندي مرسوما يقضي بطباعة الدولار الامريكي بعيدا عن الاحتياطي الفدرالي الامريكي مما اثار استياء المرابين المصرفيين وكذلك معارضة جون كينيدي للمشروع النووي الإسرائيلي فقرروا التخلص منه وهو رابع رئيس امريكي تتخلص منه عائلة ال – روتشيلد  بواسطة القتل , وكانت تصرفات نائب الرئيس الامريكي كندي  (ليندون بينز جونسون Lyndon Baines Johnson)  مريبة!  فقد اصر على أن يحلف اليمين الدستوري كرئيس للولايات المتحدة في ولايته تكساس قبل العودة إلى البيت الأبيض وفيما بعد قام بتغيير عدة قرارات اصدرها كينيدي ومنها مرسوم طباعة الدولار, كذلك عندما عارض زيارة (مناحم بيغن Menachem Begin ) للولايات المتحده  فالذين حول الرئيس الأمريكي (هاري ترومان Harry S. Truman ) قاموا بتهيئة للزيارة لمقابلة الرئيس الأمريكي فكتب الى لجنة الاستقبال الامريكيه يقول فيها :" علمت مؤخراً بسجله وعليه أرغب سحب أسمي من لجنة الاستقبال لمناحيم بيجين ، رئيس منظمة " عرقون " السابق وعندما قبلت دعوتكم كنت أجهل حقيقة وطبيعة أنشطته وأرغب في عدم الوصال والاتصال بهم نهائياً . أنا عضو الكونجرس صاحب الرسالة " جون ف . كينيدي"
 
 
 
في عام 2008 اثناء الازمه الاقتصاديه توجهت وكالة (مايكل بلومبيرغ نيوز Bloomberg News)  الاخباريه بسوال الى الاحتياطي الفيدرالي الامريكي " لمن تقرضون ملياراتكم وترليوناتكم ؟؟  رفض الاحتياطي الفيدرالي الامريكي الجواب علما بانه اقرض خلال الازمه ستة عشر تريليون دولار"  في حين تمكن النائب الجمهوري (رون بول  Ron Paul ) عن ولاية  تكساس ونواب معارضون لنظام الاحتياطي الفيدرالي من تمرير قانون في الكونغرس الامريكي حول المراجعة الجزئيه الماليه للاحتياطي الفيدرالي الامريكي وحين تمت مراجعة الجزئيه الماليه لمن يحصل على القروض اثناء الازمات وتحت اي  شروط  تبين  ان المقترضين الرئيسيين من البنك هم انفسهم المساهمين الاساسين في الاحتياطي الفدرالي الامريكي من امثال ( بنك ستي جروب  Citigroup Inc. ), (ساكس جولدمن The Goldman Sachs Group, Inc. ),( جي بي مورغان JPMorgan Chase ) وجميعهم  مؤسسات خدمات مالية و إستثمارية أمريكية متعددة الجنسيات، تعتبر من أشهر المؤسسات المصرفية في الولايات المتحدة  ومن الاوروبيين (سوتيه جنرال Société Générale S.A ) تاسس عام 1864 وهو مملوك لعائلة ال- روتشيلد  , (وباركليز Barclays ) وتعود اصوله لعام 1690, و( رويال بانك اوف سكوتلند The Royal Bank of Scotland Group plc) تاسس عام 1727  اي ما مجموعه خمسة وعشرون بنكا مقترضا اساسيا وهي امميه اوروبيه  ويؤمن (رون بول  Ron Paul )  أيضاً بالعملة المغطاة بالذهب ويطالب بإلغاء البنك المركزي الأمريكي ويطالب بإلغاء ضريبة الدخل الفيدرالية وبإغلاق الكثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية يعتبر جميع الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية حروباً غير دستورية لعدم إعلان الكونغرس الأمريكي الحرب في أي منها. يعارض بول أيضاً تقديم المساعدات المالية لأي دولة خارجية بما فيها إسرائيل, ويجدر الاشاره الى ان مرشح الرئاسة الجمهوري، (رون بول) قال في كتابه،( نهاية الإحتياطي الفدرالي) انه يناقش إذا كان الإحتياطي الفيدرالي الامريكي مؤسسة (فاسدة) تقوم تدميرالإقتصاد أكثر من إصلاحه. كما يسال إذا كان الإحتياطي الفيدرالي، مثل البنوك المركزية حول العالم، هدفها الرئيسي هو إبقاء عملة الدولة مستقره.
 
استطيع القول راي الشخصي كمستشار اقتصادي ان نقطة الانعطاف التي تم بعدها تاسيس الاحتياطي الفيدرالي وتقنين الفائده او الربا على مستوى الدوله عندما قامت البنوك والعائلات اليهوديه الكبيره المسيطره عليها بتمويل مكثف للعديد من الرؤساء الامريكيين من امثال (توماس وودرو ويلسون Thomas Woodrow Wilson) ضد حملة الرئيس الامريكي المحامي والسياسي (ويليام هوارد تافت William Howard Taft ) الذي كان رئيس المحكمة العليا بنفس الوقت والذي كان ضد مشروع انشاء البنك الوطني بصفته اساسا للربا وبادارته المسيطر عليها من اليهود الاقليه  فقد كان يخالف مبدا المنافسه حسب تعبيره خدم اربع سنوات ولكنه هزم عندما ترشح لفترة ثانية من قبل (وودرو ويلسون Thomas Woodrow Wilson ) في انتخابات عام1912   فلم يفز الا بولاية يوتا وفيرمونت  وبدعم من اللوبي اليهودي والربويين المصرفيون  لصالح (وودرو ويلسون) وبعدها اصبح الاحتياطي الفيدرالي الامريكي محتكراً لـ 12 بنك رئيسي اوروبي تمتلكهم عائلة ال – رمتشيلد  في نفس الوقت فقد كان هذا الامتلاك خداعا لما يسمى المؤسسيين 12 بنك فهو اجراء شكلي فقط ليصدق الامريكيين انه لا يوجد احتكارا للاحتياطي الفيدرالي ولذلك لكشف الغطاء عن الحقيقه  يكفي ان ندخل الموقع الالكتروني للاحتياطي الفيدرالي الامريكي وننظر الى توزيع الموجودات والمطلوبات من بين 12 بنكا فيدراليا امريكيا سنجد ان اكثر من نصف الموجودات والمطلوبات يعود لبنك واحد انه ( بنك نيويورك الاحتياطي الفيدرالي  Federal Reserve Bank of New York ) وفضلا عن ذلك فهو يحتكر جميع المعاملات الدوليه النقديه .
 
ان السبب الحقيقي لانشاء الاحتياطي الفيدرالي الامريكي واقرار ضريبة الدخل الامريكيه في نفس عام 1913 هو ما كانت لتكتمل الحلقه في السيطره على جميع مقدرات الشعب الامريكي اولا والشعوب الاخرى التي تعيش تحت رحمة الربا والعائلات اليهوديه بدون فرض الضرائب المباشره , فقد ازداد الدين وفاضت انهار القروض بعد عام 1913 ولابد من السيطره على هذه القروض بشكل اكبر كان يجب جباية الضرائب لخدمة الدين بمعنى (دفع فائدة الفائده ومصاريف القروض) وخاصة عندما تكون الدولة فقيره كما يحدث الان في العالم , ومثال على ذلك كانت الولايات المتحده دولة فقيره قبل عام 1913 ولكن لم تكن هناك ضرائب مباشره على المواطنين اما ضريبة الدخل فهي ضريبة مباشره فقد خطط اقتصادي نظام الاحتياطي الفيدرالي ذلك بغض النظر عن القوانين في البدايه ولكنهم جعلوها قانونيهً واساسيةً بفضل اللوبي الصهيوني والعائلات اليهوديه من خلفها , فقد اصبحت الضرائب المباشره وغير المباشره سمة الحياة الامريكيه منذ عقود يدفعوها المواطن لخدمة الدين العام الامريكي وهي صافي ارباح لجيوب محتكرين الفيدرالي الامريكي ومن خلفهم ,  "فقد فاق الدين العام للولايات المتحدة الأمريكية حسب أرقام يوليو 2011 حاجز 20 تريليون دولار أمريكي وهو ما يناهز 98٪ من الناتج المحلي الإجمالي. يبلغ نصيب الجهات الخارجية من هذا الدين 9.7 ترليون دولار أمريكي أما الباقي ومقداره 4.6 ترليون دولار فهو لأطراف داخل الولايات مما يمثله هذا الرقم أن كل مواطن أمريكي مدين بزهاء 46 ألف دولار أمريكي منها 30 ألف دولار أمريكي من نصيب دول العالم. أما حين يقسم الدين العام الأمريكي على عدد دافعي الضرائب الأمريكان فهذا يعني أن حصة كل واحد منهم هي قرابة 129 ألف دولار أمريكي. ووفقا للوتيرة الحالية فإن هذا المبلغ يزداد الى 3.85 مليار دولار يوميا" مصدر خارجي.
 
 
 
ان النظام الاحتياطي الفيدرالي الامريكي اسس اكبر مجموعة احتكاريه في العالم وبتوقيع الرئيس الامريكي على هذا المرسوم عام 1913 اضفى الشرعيه القانونيه اللازمه على حكومة وسلطة خفيه للمال وهذا سيخلق التضخم حينما يريد الاحتكاريون ذلك واصبح الركود الاقتصادي في امريكا يقوم على اسس قانونيه وبشكل مفتعل ومصطنع وبشكل منهجي  متكرر دوريا وقانونيا .
 
ان الاقتصاد الغربي يسيرفي دوائر مكرره وممله وفي نهاية كل دوره هنالك فقاعات فالاقتصاد مبني اساسا على هذه الشاكله اساسه الربا والاحتكار والسيطره والخداع , فمن خلال الدوره تحدث اختلالات بين العرض والطلب ولان الطلب القادرعلى الدفع يكون اقل من العرض بما يعادل الفؤائد الربويه المئويه المتراكمه ولان العمر الافتراضي لهذه القاعده الهشه في الاقتصاد فان الازمات الاقتصاديه المفتعله تحدث كل عشر سنوات تقريبا ولتوضيح ذلك فمثلا قدمت قروض بمبلغ مليون دولار تكون فائدتها خمسون بالمئه مدة القرض يعني 500 الف دولار زياده فوق المليون وعند فترة استحقاق الدين يتضح ان هناك مليون دولار فقط في الاقتصاد!  لماذا؟ لان النقود الحاليه في هذا الزمن هي نقود تسليف ولا وجود لها فيبقى نصف مليون دولارهذا دين في الحسابات الرقميه عند ذلك يقترح المصرفيون اعادة الاقتراض من اجل تسديد الفائده او الربا  لكي يواصل الاقتصاد سيره  في الحلقات الوهميه  بمعنى اعادة التمويل من اجل تفادي استعصاء مالي جديد في الاقتصاد ومن هنا يبدا بناء هرم الديون وعام  بعد عام يتكرر الامر نفسه بمعنى تتجاوز المطلوبات (الكتلة النقديه) بما يساوي الفائده المركبه المحتسبه ومرة تلو مره يعاد تمويل الدين نفسه الى ان ينهار الهرم , هناك اقتصاديون و وزراء مالية دول يفترضون انهم يستطيعون بناء هرم من الفوائد والربا الى ما لا نهاية ولكن النظام المالي الغربي مصصم لفترة من 10 - 15 سنه كحد اقصى ومن ثم تنفجر الفقاعه مع ما ينجم عن ذلك عواقب سلبيه وخيمه على الدول والناس , لذلك عندما تكون النقود في دولة ما كثيره وتفقد قيمتها فهذا هو التضخم ومن ثم ياتي الانكماش بمعنى نقص النقد المتداول والانكماش يعني تدهور الاسعار وعند اذن يشتري اصحاب النقود كل شي بثمن بخس دراهم معدوده .
 
ان النظام الاحتياطي الامريكي ليس بنظام مالي نزيه ولا احتياطي للمواطن الامريكي لوقت الازمات وايضا ليس فيدراليا لانه ليس امريكيا لقد خدع الامريكيون منذ اكثر من مائة عام وكان رؤسائهم اكثر ذكاءا وفطنه من الرؤساء الحاليين,  بقي ان اقول هناك نوعين من أسعار الفائده  اولا سعر فائدة الأموال الإتحادية وهي النسبة التي تقوم بنوك الدرجة الثانيه وما دون   بالإقتراض بها من بنوك الدرجه الاولى وهي اقل من سعر الفائدة الرئيسي وثانيا سعر الفائدة المعلن والرئيسي التي تقوم البنوك بإقراض الأموال التي إقترضوها من بنوك الدرجه الاولى للدول والشركات والعامه على أساس سعر الفائدة الرئيسي الذي يحدده الاحتياطي الفيدرالي، تماما مثل متاجر التجزئة حره في بيع البضائع بأي سعر يريدونه لتحقق هامش الربح الذي يحتاجونه، يمكن للبنك أن يفعل نفس الشيئ  فسعر الفائدة الأساسي الذي يتم نشره من قبل الإحتياطي الفدرالي هو معدل سعر الفائدة الذي يتعامل به أكبر 25 بنك أمريكي و العديد من هذه البنوك تختار أن تحدد سعر فائدتها الرئيسي بنائاً على سعر الفائدة على الأموال الإتحادية على الرغم من ذلك لا يقوم الفدرالي الأمريكي بتحديد سعر الفائدة بشكل مباشر، ولكن الإجراءات التي يقوم بها الإحتياطي الفدرالي تؤثر بشكل كبير وواضح على أسعار الفائدة الرئيسية.
 
مستشار سياسي واقتصادي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد