جبل اللويبدة عراقته لم تشفع له لترميم مناطقه التراثية وتطويرها

mainThumb

27-02-2018 12:52 PM

السوسنة - لم تشفع عراقة جبل اللويبدة التاريخية والمعمارية والتراثية والانسانية له ليحظى بجزء من خطط أمانة عمان الكبرى لترميم مبانيه وتطويرها، رغم أنه أصبح منطقة جاذبة للمواطنين والمستثمرين والسياح.

 
والداخل لجبل اللويبدة أحد جبال عمان السبعة من جهة كلية الشريعة يلفت نظره الطراز المعماري القديم والحجر الذي بني به الجامع، وجماليات الابواب والشبابيك التراثية التي تعكس التطور الحضاري الذي وصلت اليه عمان عبر التاريخ، كما يلفت النظر اقبال الشباب والشابات من الاردنيين والجاليات الاجنبية لقضاء أوقات الفراغ وارتياد المؤسسات الثقافية والفنية الموجودة في المكان واقبال المستثمرين لإعادة ترميم البيوت القديمة والاثرية ذات الاطلالة المتميزة من خلال اقامة المطاعم والمقاهي والمعارض الفنية.
 
يؤكد سكان أن جبل اللويبدة يحتاج إلى عمليات ترميم وصيانة لهذا الموقع الفريد من نوعه، بعد أن تهالكت البنية التحتية للأرصفة والشوارع المليئة بالحفر والمطبات وما تحدثه من تشوه بصري نظرا لاختلاف أنواع والوان الارصفة وتركها لكل صاحب محل يضع النوع واللون الذي يريده عليها، ما يحدث تشوها للمنظر العام للمكان التراثي والمعماري للمنطقة.
 
تؤكد المدير التنفيذي للهندسة في أمانة عمان الكبرى المهندسة نعمة قطناني وجود خطة لدى الأمانة بالتعاون مع جمعية أصدقاء جبل اللويبدة والمجتمع المحلي لتأهيل شارعي الباعونية والشريعة ودوار ساحة باريس وتشمل تأهيل الأرصفة وممرات المشاة وتحديد أماكن الوقوف والتوقف وتنظيم الحركة المرورية ومعالجة التشوهات على الجدران والواجهات الحجرية بما يعزز المشهد الجمالي ويحافظ على الواقع التراثي لجبل اللويبدة وكذلك وضع محددات للوحات الإعلانية وتوفير اللوحات الارشادية، مشيرة الى أنه سيتم البدء بتنفيذ الخطة حال انتهاء الدراسات دون أن تحدد موعدا واضحا لعملية التنفيذ.
 
الكاتب والصحفي الزميل باسم سكجها يقول إن خصوصية جبل اللويبدة تنبع من تواجد المؤسسات المعنية بالأدب والثقافة والفن والرسم فيه، لافتا إلى أن الأمانة لم تستثمر هذه الخصوصية لتطوير هذا الواقع بل توسعت في منح الرخص للمقاهي التي اطلق عليها مقاهي الرصيف واستقطبت الشباب والشابات لقضاء وقت الفراغ دون أن ينعكس ذلك عليهم بالفائدة.
 
وأكد أن أمناء عمان المتعاقبين وعدوا بأن تكون هنالك خطة واضحة لتطوير وترميم جبل اللويبدة تعكس خصوصيته من خلال تبليط الشوارع بشكل يتوافق مع الطبيعة المعمارية والتراثية للمنطقة وتخصيص ممرات أو مناطق معينة للمشاة، الا انه لغاية اللحظة لم يتم اي عمل يذكر بهذا الخصوص، داعيا الامانة لفتح حوار مع المؤسسات الثقافية والفنية وأبناء جبل اللويبدة للاطلاع على الواقع بشكل أفضل ومعرفة حاجات الناس في المنطقة كي يصبحوا شركاء في المحافظة على المكان وتطويره، خاصة وان جبل اللويبدة حافظ على روحه القديمة على الرغم من أن ساكنيه القدامى والأصليين رحلوا عنه.
 
وأشار الى أن "جبل اللويبدة لم ولن يلفظ أنفاسه ما دامت هناك عمليات هدم للأحياء والبيوت القديمة التي تشكل روح المكان وخصوصيته".
 
صاحبة بيت الحكايا والموسيقى ربيعة الناصر أشارت الى أن الامانة بالغت في ترخيص المطاعم والكافيهات ما ساهم في خلق ازمة مرورية كبيرة في الجبل، كما شكلت مصدر ازعاج للسكان الاصليين الذين يقطنون الجبل.
 
ودعت الناصر الامانة الى مراعاة المساحة المحدودة للمكان واحترام حقوق الاهالي الاصليين الذين يسكنون الجبل وضرورة تحديث وتطوير البنية التحتية للأرصفة والشوارع، وإعادة فتح متنزه جبل اللويبدة الذي اصبح يغلق عند الساعة الخامسة مساء كونه تابعا للمتحف الوطني، وايضا اعادة فتح المكتبة الموجودة داخل الحديقة التي تم إزالتها واقامة مطعم مكانها.
 
وقال صاحب محل قهوة البدوي عبد الرزاق الجاعوني الذي يقطن ويعمل في جبل اللويبدة منذ بداية السبعينيات، ان الجبل بدأ يفقد خصوصيته الهادئة المحافظة التي تربى عليها أبناؤه والتي تعكس احترام القيم والعادات والجيرة،معتبرا أن ذلك تغير بعد التوسع في ترخيص المقاهي والكافيهات التي استقطبت الشباب والشابات والجاليات الاجنبية من جميع مناطق عمان والمملكة لقضاء الوقت لساعات متأخرة من الليل.
 
ويؤكد الجاعوني حاجة الجبل الى تنظيم حركة المرور والاصطفاف التي اصبحت تتسبب بها المطاعم والمقاهي التي رخصت حديثا، كما أنه يحتاج من الامانة الاهتمام أكثر بالنظافة وتوزيع الحاويات لاستخدامها من قبل المشاة،حفاظا على بيئة المكان، كما يلاحظ انقراض شجرة الياسمين في معظم الاماكن التي كانت تضفي عليها جمالا خاصا ما يؤشر الى غياب الحس تجاه اعادة الروح للمكان، الذي يتميز بعراقة المباني القديمة التي يعود بناؤها الى بداية القرن العشرين.
 
وأشار الى العديد من الشخصيات السياسية والثقافية والعسكرية سكنت الجبل كما يوجد به عشرات المراكز والمؤسسات الثقافية وأبرزها المركز الثقافي الفرنسي ورابطة الكتاب الأردنيين ودارة الفنون والمتحف الوطني للفنون الجميلة التابع للجمعية الملكية الأردنية للفنون الجميلة وجمعية المصورين ومحترف الرمال، وجمعية أصدقاء جبل اللويبدة.
 
--(بترا)


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد