عندما لا يكون هناك طريق للعودة

mainThumb

21-04-2018 11:23 AM

لو لم يتدخل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في سوريا و ترك الامور تجري وفق السياق المرسوم لها، هل كان يمكن للنظام الديكتاتوري السوري أن يستمر و يبقى ليومنا هذا؟ لو يكن ?ل ذلك الدعم المادي و المعنوي الهائل المقدم من جانب طهران لدمشق، هل كان بإمكان نظام الديكتاتور الاسد أن يرتكب كل تلك الجرائم المروعة؟
 
الحديث عن الملف السوري، شئنا أم أبينا يقود للتدخل الايراني في هذا البلد و الذي غير الكثير من الامور بل و قلبها رأسا على عقب، وقد كان التدخل من الضخامة بحيث كانت آثاره و تداعياته السلبية واضحة الى أبعد حد على الاوضاع المختلفة في إيران وخصوصا الاوضاع الاقتصادية و المعيشية بشكل خاص، وهو أمر صار معروفا و معلوما للشعب الايراني كله، وإن إطلاق شعارات رفض التدخل في بلدان المنطقة عموما و في سوريا خصوصا، في إنتفاضتي عام 2009 و 28 ديسمبر/كانون الاول 2017، كان يعكس الموقف الفعلي للشعب من تلك التدخلات التي لم يجني من ورائها الشعب سوى الفقر و المجاعة و الحرمان و المشاكل الاجتماعية العميقة.
 
لو ألقينا نظرة على التدخل الفرنسي في فيتنام في خمسينيات القرن العشرين و من بعده التدخلا الامريكي، فإنهما و على الرغم من تورطهما الكبير هناك ل?نهما إنسحبا وهما يجران أذيال الخيبة أمام  الارادة الشجاعة للشعب الفيتنامي، لكن مشكلة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، إن تدخله من نوع آخر، فهو تدخل مصيري لأنه راهن بكل شئ على تدخله الى الحد الذي ربط فيه مصيره بمصير النظام السوري، وإن خروجه خالي الوفاض من سوريا أو بعدم الحصول على مكاسب تعوضه عن صرف المليارات من أموال الشعب الايراني، يمكن تشبيهه بالهزيمة العسكرية إن لم تكن أسوء، وهذا ماينتظر النظام الايراني لحد الان.
 
روسيا وبعد تدخلها على أثر الانكسارات و الهزائم التي باتت قوات النظام السوري و حلفائه الايرانيين و الميليشيات الشيعية التابعة لإيران، لم يكن تدخلا عشوائيا وانما كان تدخلا مدروسا فالروس لم يكونوا في ورطة و خوف و رعب من سقوط محتمل كما كان الحال مع النظام الايراني، بل إنهم كانوا على أحسن مايكون ولذلك فقد تدخلوا عن علم و دراية، وقد كان واضحا ولايزال من أن تدخلهم ?ان على حساب التدخل الايراني بحيث زحزحه من موقعه و جعله ثانويا، والاهم من ذلك إن الروس قد أبرموا إتفاقيات عسكرية و سياسية و إقتصادية استراتيجية مع النظام السوري حصدوا فيها أهم المكاسب و أفضلها ولم يبقوا لإيران سوى مايمكن وصفه بالاقل من القليل بحيث لايمكن القول بأنه من المستوى بحيث يحفظ ماء وجه طهران.
 
المشكلة أن الايرانيين يقدون الان فە وضع و موقف صعب لايمكن أن يحسدوا عليهم وهم مضطرون للإستمرار فيه وعلى مضض ظاهر و واضح من جانبهم، إذ لم يبقوا من خط رجعة لهم، وإن الشعب الايراني و المعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية يقفان بالمرصاد للنظام فبعد مغامرة خاسرة و فاشلة بدأت في عام 2011، ولازالت مستمرة، فإن عليه أن يدفع ثمن هذا التورط الذي ألقاه على كاهل الشعب الايراني!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد