نهاية الديكتاتورية في إيران

mainThumb

02-05-2018 08:52 AM

عندما إنتصرت الثورة الايرانية في 11 شباط 1979، و أسقطت عرش النظام الملكي، فقد ظن الشعب الايراني كما ظنت شعوب العالم و المنطقة برمتها، بأن الديكتاتورية قد ولت الى غير رجعة في إيران وإن هذا البلد ومن خلال النظام الذي سيعقب النظام الملكي سيصبح  في المنطقة بشكل خاص نموذجا و قدوة في منح و توفير الحرية و الديمقراطية للشعب الايراني، لكن هذا الظن سرعان ماتبدد عقب إستيلاء رجال الدين المتشددين على زمام الامور و تأسيسهم لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي صار واضحا فيما بعد إنه أكثر إستبدادا و قمعا من النظام الملكي خصوصا بعد أن أضفى طابعا دينيا على النظام برر من خلاله الممارسات القمعية التعسفية التي يرتكبها ضد الشعب.
 
الشعب الايراني و قواه الوطنية وفي مقدمتها منظمة مجاهدي خلق، الذين خاضوا صراعا مريرا ضد النظام الملكي و عانوا الامرين حتى إسقاطه، لم يعلموا من إنهم على موعد جديد مع مقارعة عهد ديكتاتوري إستبدادي أشد قسوة و دموية من نظام الشاه ولاسيما بعد أن بدأ يرتكب مجازر واسعة النطاق تحت غطاء الدين و التي كان من أبرزها فتوى الخميني بإبادة أكثر من 30 ألف سجينا سياسيا من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق لمجرد إعتناقهم لأفكار و مبادئ لاتتفق مع النظام.
 
لم يكتف النظام الجديد بالممارسات القمعية التعسفية و بجعل إيران بمثابة سجن كبير و التعذيب في السجون و تصعيد الاعدامات، بل إنه أضاف الى ذلك تفقير و تجويع الشعب الايراني و التجني حتى على البيئة الايرانية حيث جف العديد من الانهار و البحيرات و صارت إيران مهددة بالتصحر خصوصا بعد أن باتت المياه الجوفية مهددة بالنفاذ من جراء الاستخدام غير الصحيح لها من جانب النظام، وهذا ماضاعف من تأثير النظام الاستبدادي الديني و أجبر الشعب على أن يخوض نضالا ضاريا ضده من أجل تغييره و إلحاقه بنظام الشاه.
 
إنتفاضة ديسمبر/يناير المنصرمة للشعب الايراني و التي كان شعارها الاساسي إسقاط النظام و تغييره من خلال رفض جناحي النظام وعدم القبول بهما و الاصرار على إن المشكلة تكمن في النهج الديكتاتوري للنظام و الذي لابد من أن يوضع له حدا و أن يتم القضاء عليه والى الابد، إذ أن الشعب الايراني لم يعد بمقدوره أن يتحمل ظلم و جور النظام الديكتاتوري الذي كان تارة بإسم الملكية و اليوم بإسم الدين، وصمم على أن يسدل الستار والى الابد على هذا النظام و يبدأ مرحلة جديدة يتنسم فيها عبير الحرية بحق و حقيقة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد