الحركة الاسلامية .. شجرة نخرها السوس

mainThumb

07-05-2018 08:16 AM

 انتهت انتخابات نقابة المهندسين بارادة واضحة نحو التغيير وكسر اللون الواحد الذي استأثر بالنقابة لمدة 27 عاماً، عبر الاحتكام الى صناديق الاقتراع، بانتخابات نزيهة وشفافة، في معركة ديمقراطية تابعناها جيداً، وأثرت الحراك الانتخابي والتنافس الشريف.

 
لكن، ما أن أعلنت النتائج التي خسرها الإسلاميون حتى صدمنا أحد قادة الاخوان وهو النائب سعود أبو محفوظ،بتصريح وصف فيه الفائزين ومن أيدهم بأنهم ثلة من « الماسون والمستغربين واللادينيين والمثليين.. الخ «، مما لاقى ردة فعل كبيرة بين مختلف شرائح المجتمع الأردني واعتبروه أمراً معيباً جداً ومثيراً للاشمئزاز.
 
نتساءل هنا كيف لحركة بينها القادة المحترمون والدعاة المتزنون وتحظى باحترام المجتمع الاردني، أن تصمت على اساءة أحد قادتها التي مسّت أغلب مكونات المجتمع الأردني، كما أن رده لم يف بالغرض وأكد على ما قاله !.
 
أم أن المسلمين فقط هم من ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين، وأن بقية الشعب هم كما وصفهم أبو محفوظ في منشوره على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أمس الأول ؟، فهو لم يعترف أو يتطرق الى أن من أيد وفاز جلهم من المسلمين يصلون ويصومون رمضان ويؤدون باقي الفرائض.. بل استعمل مصطلح الناس لوصف اللادينيين والمثليين والماسونيين.. وأما عن نفسه وتياره استعمل مصطلح الاسلاميين !.
 
ما تفوه به أبو محفوظ، يعزز ما كان يقوله خصوم الاخوان عنهم بأنهم «إقصائيون»، ولا يرون في الساحة غير تيارهم، ولا يملكون القدرة على التشارك مع الآخر، وهذا أحد أسباب فشلهم في مصر كما فسره البعض.
 
المنافسة في الانتخابات، ترتكز على مبادئ الحوار وقبول الآخر، وأن ما صدر من النائب ابو محفوظ لم يسيء الى أحد بقدر ما أساء الى صورة الاخوان أمام الرأي العام وأظهرهم بصورة تتعارض مع مبادئ الاسلام السمحة، فكان الأولىّ أن تصدر الحركة الإسلامية بياناً توضح فيه موقفها من الانتخابات ومن تصريحات أبو محفوظ «المسيئة»، إلا أنه كما يبدو ان الأخير عبر عن رأي تيار واسع في الحركة الاسلامية التي تشهد بين الحين والاخر تقاذفات داخلية وارهاصات كثيرة.
 
فقدت الحركة الاسلامية الكثير من شعبيتها خلال السنوات الماضية، نتيجة مواقف كثيرة خذلت فيها الشعب، فلم تعد جماعة الاخوان تياراً مثالياً ومقبولا عند الكثيرين كما كان في السابق، فهاهم يتنافسون على المصالح وعلى السلطة، ويتقاذفون الناس بعبارات عجز عنها « المثليّون «، فقد انحدرت اللغة وانحدر معه نسيج الحركة، فهي بحاجة اليوم الى «التموضع» و»الغربلة» والخروج ببرنامج جديد وقيادات مستنيرة للمضي قدماً في بناء الوطن جنباً الى جنب مع تياراته المختلفة بلغة راقية وحوار بناء، وان يكون سقفهم الوطن ودستوره، لا أنقرة أو اسطنبول.
 
فالاردن، واضح انه لم يمض قدماً في معاداة الاخوان ووسمهم بصفة «الارهاب» كما فعلت بعض الدول العربية، فالحركة الاسلامية في بلادنا جزء من المكون السياسي الوطني، وتضم نخبة من أبناء الأردن وعلمائه الذين نجلهم ونحترمهم، الا أنها اليوم أصبحت كالشجرة التي نخرها السوس، فهي بحاجة الى المنشار لتقليمها لاعادة نموها مجدداً في حديقة سورها الاردن وحده دون غيره.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد