المغرب .. مكانس تستضيف مهرجان للكلمة والحكمة .. صور

mainThumb

27-05-2018 08:13 PM

السوسنة - عاشت مدينة  مكناس في المغرب ، السبت ، على إيقاع يوم ثقافي بامتياز، ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الكلمة والحكمة، تم خلاله الاحتفاء بكلام سيدي عبد الرحمان المجذوب وأقواله، التي تستمر في الزمان بعد ما يناهز أربعة قرون ونصف على وفاته، وذلك من خلال تنظيم ندوة علمية اختيرت لها تيمة "أحوال الروح في أشعار سيدي عبد الرحمان المجذوب"، احتضنتها دار الثقافة ميشيل جوبير.
 
وقد شارك في الندوة باحثون مختصون في التراث المغربي، منهم الباحث عياد السباعي والدكتور محمد رمسيس، وسيرها الباحث والإعلامي عبد المجيد فنيش، وذلك محاولة من المنظمين للتطرق لجانب جديد من جوانب رباعيات وقصائد سيدي عبد الرحمان المجذوب، حسب ما أكده محمد بنعلي المدير الفني للمهرجان.
 
محمد رمسيس، الذي قارب موضوع "أحوال الروح في رباعيات المجذوب" من زاوية نقدية في مداخلة مبنية على أسس علمية تمحيصية للرباعيات، خلص إلى كون سيدي عبد الرحمان كان زاهدا مجذوبا عارفا بالله، لكنه سار في أفق الأغلبية التي تبخس الجسد وتمجد الروح، والدليل على ذلك نصوصه في كل من "القول المأثور" و"المجذوبيات"، وهذا عبارة عن رد فعل لا واعية جماعية على زلة جسد سيدنا آدم الذي أكل من الشجرة المحرمة"، حسب قراءة الباحث.
 
وأضاف رمسيس متحدثا في ذات المداخلة، كونه يختلف مع المجذوب ف هذا الشق، لأن تبخيس الجسد يحول الإنسان إلى الدرجة الصفر، ولكون الجسد يعبر قبل الكلام عن مكنوناتنا، ولأنه يملك دون غيره القدرة على تحويل كل الموضوعات الخرساء إلى شيء مفهوم"، مؤكدا أنه كان من حق المجذوب أن يناصر الروح دون تبخيس الجسد.
 
من جهته، اعتبر عبد المجيد فنيش، كون استمرار كلام المجذوب قائما كمتن شعري رغم مرور 450 سنة على وفاته، وتداوله في الحياة اليومية وداخل تجمعات مثل هذه الندوة، يعود لسبب رئيسي، وهو أنه ذهب لنقطة الجرح في الحس الشعبي، ولأنه ترجم الواقع إلى كلام مقفى وموزون بشكل عميق، وصنع الحكمة الذي أرادها المغاربة وعاين الهامش وترجمه شعرا، معتبرا أن دخوله لمجال البحث العلمي جاء مع الطيب الصديقي عبر المسرح، الذي جاء به إلى الحياة التأملية، أي صناعة الفرجة عبر مسرحيته.
 
كما تم خلال الأمسية ذاتها، توقيع كتاب "جماليات الكتابة في القصيدة الزجلية المغربية الحديثة... الممارسة النصية عند أحمد لمسيح" للدكتور مراد القادري، وهو أول أطروحة دكتوراه من نوعها بالمغرب، ليتم بذلك تسليط الضوء على محاولة في البحث العلمي في مجال الزجل لأول مرة بالمغرب، فالقصيدة الزجلية لم يسبق لها ان حظيت باحتفاء أكاديمي سابقا سوى من قبل عباس الجيراري سنة 1968 لكن في القاهرة.
 
أما الأمسية الموسيقية، التي احتضنتها دار الثقافة محمد المنوني، فقد كانت نسائية بامتياز، إذ نشطتها مجموعة الصفاء التي تؤدي فن المصمودي، وهو فن مكناسي صرف له إيقاعاته وآلاته الخاصة، وتنشد نساء الفرقة خلاله قصائد ملحونية، واعتبرت رئيسة المجموعة ومؤسستها، المعلمة خلافي زهور، الملقبة بهباب، كون المشاركة بالمهرجان بالنسبة لفرقتها فرصة لتجديد التذكير بفن مكناسي أصيل تأمل أن لا يندثر، لأنه فن يجمع بين المديح والبسط والغزل يقدم في المناسبات الدينية ومناسبات خاصة كالأفراح التقليدية.
 
كما تخللت السهرة قراءات زجلية نسوية لكل من: سعيدة أملال من تطوان، فتيحة لمير وثريا القاضي من الدار البيضاء، ثم سارة ولد الغزال من سلا، هذه الأخيرة التي تشغل منصب مهندسة دولة في مجال الهندسة الصناعية وباحثة في سلك الدكتوراه، قادها عشق الملحون إلى الزجل، لتستمر رحلة الإنتاج فيه إلى غاية سنة 2013 حيث أصدرت ديوانها الأول بعنوان ياقوت.
 
هذه الأخيرة، أمتعت الحضور بشذرات من ديوان خيط الجوهر ونص من ديوان ياقوت، واعتبرت مهرجان المجذوب خطوة جد متميزة بالنظر للشخصية التي يحتفي بها أولا، وبالنظر لكون تيمته لها علاقة بالقصيدة التقليدية، وأيضا لكون أهدافه متجلية أساسا في الحث على استمرارية البحث في التراث الشفهي المغربي وإدخاله لمجال البحث العلمي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد