إيران تحاصر نفسها!

mainThumb

12-06-2018 03:17 PM

لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية صفات و مميزات فريدة من نوعها تجعل منه نظاما قلما تجد له من نظير، خصوصا وإن ماقد جرى له و جرى على إيران و المنطقة و العالم بسبب من نهجه، وضعت العالم كله أمام حالة غريبة و شاذة لم يسبق وإن عاصر العالم مثيل له في تأريخه المعاصر.
 
لم يكن التطرف الديني و الارهاب، قبل تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أي دور أو وجود ملموس في المنطقة و العالم، ولم يكن هناك سوى عمليات عشوائية يتم إرتكابها هنا و هناك، لكن و خلال العقود التي أعقبت مجئ هذا النظام، فقد طرأ تغيير نوعي في حجم و شكل العمليات الارهابية التي تم تنفيذها في المنطقة و العالم، والتي ظهرت مٶشرات و أدلة قوية على علاقة هذا النظام بها، خصوصا العمليات الارهابية التي تم تنفيذها في لبنان و الكويت و السعودية خلال عقد الثمانينيات من الالفية الماضية، وهذا الامر أعطى إنطباعا لدول المنطقة و العالم بأن هذا النظام ليس نظاما تقليديا و إنه يحمل في ثناياه الكثير من الاخطار و التهديدات التي تستهدف المنطقة و العالم.
 
تنظيم التظاهرات و التجمعات الموجهة من أجل تحقيق أهداف و غايات سياسية، هو من ضمن المزايا الخاصة للنظام الايراني، وإن مناسبة مايسمى ب"يوم القدس العالمي"، تدخل في هذا الاطار، حيث تعرب من خلاله عن تضامنها مع القضية الفلسطينية، لكن المميز في هذه السنة، إن النظام سعى لإستغلال هذه المناسبة من أجل إستجداء دعم و إستعطاف الشعوب الاسلامية في المحنة العويصة التي تواجهها بسبب من سياساتها المشبوهة و سعيها من خلال عملية خلط الاوراق و اللعب بها إيجاد منفذ خلاص له.
 
خلط الاوراق و عمليات التمويه و الخداع و القفز على الحقائق، مهمة سعى إليها النظام الايراني عندما خاطب رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني عشرات الالاف من الايرانيين المتظاهرين(وهو رقم متواضع جدا قياسا للأعوام الماضية وهو مايثبت إزدياد الهوة بين النظام و الشعب) : "إسرائيل والسعودية هما مصدر الفوضى في المنطقة. مثلث إسرائيل والسعودية وأميركا يريد تحويل المنطقة إلى مشهد فوضوي... أمن المنطقة سيكون مهددا إذا ما حاصروا طهران"! الكلام الذي أطلقه لاريجاني هنا بشأن السعودية و النظام نفسه، يمكن وصفه ب"كلمة حق يراد بها باطل"، ذلك إن هذا النظام وبعد أن وضع نفسه ليس في موضع الشبهات بل صار مكمن و بٶرة الخطر و التهديد الذي يهدد أمن و إستقرار المنطقة و العالم، يحاول من خلال هكذا تصريح مكشوف و فيه دس مفضوح بأن يضمن لنفسه الخلاص و الامان عن طريق إستجداء عطف شعوب المنطقة ولكن فات هذا النظام إن موسم و زمن هذه الاساليب المفضوحة قد ولى الى غير رجعة، وإن الذي يحاصر إيران حاليا هو حاصل تحصيل ممارسات و أعمال و نشاطات النظام طوال العقود الاربعة المنصرمة.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد