هدف واحد لشعبين

mainThumb

25-07-2018 10:10 AM

الانعطافة الهامة التي شهدتها الانتفاضة الشعبية العراقية التي عمت المحافظات الجنوبية والوسطى وبغداد بأن صارت تركز على النفوذ الايراني في العراق وعلى الفاسدين والذين أغلبهم من ضمن الاحزاب والفصائل الخاضعة والتابعة لإيران والتي أظهرت هذه الانتفاضة مدى كراهية الشعب ضدهم خصوصا بعد أن تم الهجوم على مقراتهم.
 
الشعب العراقي الذي يظهر واضحا بأنه بات يربط معظم المشاكل والاوضاع السلبية التي يعاني منها بالتدخلات الايرانية وكذلك بالاحزاب والفصائل المرتبطة بها والتي تقوم بتنفيذ مخططاتها في العراق، ولاريب من إنه وبعد ولايتين متتاليتين لنوري المالكي الذي صار القاصي قبل الداني يعرف بأنه رجل إيران الاول في العراق وإنه وخلال ولايتيه جعل من العراق بمثابة حديقة خلفية لإيران، تيقن الشعب من التأثيرات بالغة السلبية للتدخلات الايرانية وماتتداعى ويتداعى عنها، ولاسيما وإن معظم الاحداث والتطورات السلبية في العراق تربط جميعها بصورة أو بأخرى بالتدخلات الايرانية.
 
عندما يطالب الشعب العراقي المنتفض بإنهاء التدخلات الايرانية في العراق فإنه وتزامنا مع ذلك هناك إنتفاضة شعبية إيرانية لاتزال مستمرة بصورة إحتجاجات شعبية منذ 28 ديسمبر/كانون الاول 2017، حيث إن الشعب بالاضافة الى رفضه للتدخلات في بلدان المنطقة والمطالبة بإنهائها فورا، فإنه قد جعل من إسقاط النظام وتغييره مطلبا أساسيا له خصوصا وإنه وبعد 4 عقود من حكم هذا النظام فإن الشعب قد صار في أسوأ مايكون حيث إن أغلبيته تعاني من الفقر والمشاكل والازمات تحيط به من كل جانب.
 
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي ظل أوضاعه بالغة السوء ومع قرب تنفيذ الوجبة الاولى من العقوبات الامريكية ضده في أغسطس/آب القادم، فإنه في حاجة ماسة للساحة العراقي كي يستغلها كما إستغلها خلال عهد أوباما من أجل إفراغ العقوبات الامريكية من تأثيراتها والالتفاف عليها، ولكن عندما يصبح نفوذه هدفا وتصبح الاحزاب التابعة له مكروهة ومرفوضة ويتم مهاجمة مقراتها، فمعنى ذلك إن الاوضاع في إيران خطرة جدا لأن النظام قد صار هدفا ليس لشعبه فقط وانما للشعب العراقي أيضا، والاخطر من ذلك إنه من المحتمل أن يتصاعد المد الشعبي في المنطقة الرافض للتدخلات الايرانية ومن المٶمل أن يمتد الى بلدان أخرى وهو أمر يحرج طهران كثيرا وبشكل خاص خلال هذه المرحلة بالغة الخطورة التي يمر بها والتي صار لايمتلك خيارات مٶثرة لمواجهتها.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد