طريق اربد عمان .. الكارثة المرتقبة

mainThumb

22-10-2018 01:23 PM

 أطلق مختصون تحذيرات للحكومة تدعوها الى ضرورة اتخاذ الحلول الجذرية للبؤر الساخنة على طريق اربد جرش عمان، والمهددة بالانهيار الذي قد يؤدي الى كارثة لا قدر الله.

 
هذه التحذيرات ليست جديدة وانما تحدّث عنها خبراء الجيولوجيا منذ سنوات، ولكن الجديد فيها هذه المرة الانهيار الجبلي على الطريق بمنطقة سيل الزرقاء العام الماضي، و تقشر الاسفلت واكتاف الطريق قرب تقاطع المصطبة قبل ايام الامر الذي يشي الى قرب حدوث انهيارات مع فصل الشتاء المرتقب خاصة ان بعض مناطق الطريق تربة طينية متحركة قد تنهار ان اشبعت بالمياه خلال فصل الشتاء.
 
نقابة الجيولوجيين حذرت على لسان نقيبها صخر النسور من مخاطر الطريق، مشيرا الى احتمال وقوع كارثة، داعيا الحكومة الحكومة الى اتخاذ الاجراءات والحلول اللازمة، مشيرا الى ان النقابة رفعت توصيات بهذا الامر منذ زمن دون استجابة..ولكن لماذا ؟
 
هل تنتظر الحكومة ممثلة بوزارة الاشغال، الكارثة لتبدأ بالعمل، فلدينا مثال وقع العام الماضي المتمثل في الانهيار الجبلي بمنطقة سيل الزرقاء، والتي قال وقتها وزير الاشغال انه يحتاج الى سبعين يوما لاصلاح الضرر الا انه احتاج لاكثر من سبعة اشهر.
 
هذه الحادثة مرت بحمد لله دون وقوع ضحايا بالارواح، ولكن ماذا لو تحركت الكتل الطينية الكبيرة فجأة واغلقت وأغرقت عددا من الحافلات والمركبات في الطريق..من يتحمل المسؤولية وقتها في ظل التحذيرات التي اطلقتها الخبراء ونقابة الجيولوجيين.
 
طبعا الحكومة لا غيرها ستتحمل المسؤولية الكاملة عن اي كارثة قد تقع – لا قدر الله – والمطلوب في الوقت الراهن الاستماع الى راي اصحاب الخبرة في هذا الصد والبدء بمعالجة البؤر الساخنة قبل حدوث ما لا يحمد عقباه، للحفاظ على حياة وممتلكات المواطنين.
 
فليس من المعقول ان نسمع التحذيرات تطلق من اصحاب الخبرة والاختصاص دون ادنى صدى لدى الجهات المختصة التي يبدو انها لا تتحرك الا بايعاز ملكي او عند حدوث الكارثة.
 
طريق اربد عمان، حيوي جدا يربط شمال المملكة بوسطها، ويستخدمه ملايين المواطنين، وشريان نابض بالحياة لا يجوز الاستهانة به، والتحرك فورا للحفاظ عليه وديمومته واجب وطني كبير، فكل من استخدم هذا الطريق يتذكر المعاناة التي عاشها عندما اغلق بسبب الانهيار العام الماضي.!
 
فالمسألة تمس الامن المجتمعي والوطني، ولا بد من الحفاظ على شرايين الوطن متدفقة بالحياة دون اي عائق، وازالة ما يمكن ان يوقف هذا التدفق الحيوي والايجابي.
 
نتمنى ان نسمع ونرى قريبا اليات وزارة الاشغال في الموقع تعمل على معالجة الخلل وازالة الضرر قبيل وقوع الكارثة التي لم تستبعدها نقابة الجيولوجيين خلال الشتاء المقبل.. فحياة الناس على المحك وحمايتها من مسؤولية الحكومة التي يجب ان تتصدى لها بكل اقتدار.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد