وعد بلفور أعطى من لا يملك لمن لا يستحق

mainThumb

22-11-2018 03:58 PM

 لا زلنا  في شهر تشرين الثاني نوفمبر الجاري  وقد مر في مطلع هذا الشهر  الذكرى الأولى بعد المئة على وعد بلفور المشئوم الذي جاء بغفلة من الزمن والأمة العربية تحت الاحتلال البريطاني والفرنسي  .
وخان ذلك البلفور كل ما كانت تدعيه بريطانيا بأنها محايدة ، فقد اجتمع ذلك الصهيوني المجرم بعدد  من رؤوس الأموال الصهاينة وقرر منح وعد لهم بوطن قومي في فلسطين والأردن وأجزاء من الشام ، ولكن لأسباب معروفة تغيرت صيغة الوعد وأعطيت فلسطين كاملة للعصابات الصهيونية المتاجرة بالدين اليهودي .
لذلك المتطرفين من اليمين الصهيوني المتشدد اعتبروا بريطانيا خانتهم وأعطت شرق الأردن للأمير الملك فيما بعد عبد الله بن حسين ولم تفي بوعدها في بعض أراضي الشام بسبب مقاومة ووعي الشعب  العربي .
وهذا المجرم نيتنياهو قال حرفيا في كتابه ( مكان تحت الشمس) أن بريطانيا خانت الشعب اليهودي واقتطعت 80% من أرضه التاريخية وسلمتها  للأمير الملك فيما بعد عبد الله بن حسين لأنه ينفذ سياستها ، واستطرد ذلك النتن وهكذا عرفت تلك المنطقة من أرض إسرائيل بإمارة شرق الأردن التي لا زالت تعاني من ولادتها ، وهذا ما قاله نتنياهو حرفيا .
وليس بعيدا عنه ما قاله شارون وديان وبيغن  والأخير بشكل أكثر تطرفا وعنصرية .
وعد بلفور وبعد مرور عام بعد المائة هو الخنجر الصهيوني الذي غرس في خاصرة الأمة العربية ولعل أبرز من عبر عن تلك الجريمة بشكل مبسط هو الزعيم العربي الغائب الحاضر جمال عبد الناصر رحمه الله في إحدى رسائله التاريخية للرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي،  موضحا له أن بريطانيا أساس البلاء وأن ذلك البلفور قد خان حتى عصبة الأمم المتحدة ( الأمم المتحدة فيما بعد) التي أعطت بريطانيا الحق  بحكم الأمر الواقع بالانتداب على فلسطين والأردن ، كما أعطت حق الانتداب لفرنسا على الشام ولبنان  والهدف  للدول الاستعمارية  تقسيم سوريا الكبرى وزرع هذا الكيان  ليكون كلب حراسة للمصالح الغربية .
لذلك اختصر الزعيم الخالد جمال عبد الناصر تلك المأساة  وبشكل مبسط بقوله لكيندي ( أعطى من لا يملك لمن لا يستحق).
ويقال أن جون كينيدي الرئيس الأمريكي الأكثر تفهما أو أراد ذلك لحق الشعب العربي الفلسطيني في أرضه وإقامة دولته لذلك جرى اغتياله بتلك الطريقة التي لا زالت غامضة حتى اليوم رغم معرفة القاتل  ولكن التحقيق لم يأخذ مجراه الطبيعي لكشف الحقيقة .
ورغم  نجاح وتحقيق ذلك الوعد المشئوم ولكن ليس لدنيا شك أن يوما سيأتي ويلعن ذلك البلفور بقبره من اليهود قبل العرب لأن ما بني على باطل فهو باطل .
وها هو شعبنا العربي الفلسطيني متقدم على قيادته الخانعة  ولا يزال وسيبقى يقاوم حتى يتحقق حلمه بحق العودة لأرضه ووطنه وإقامة دولته المستقلة .
ورحم الله الزعيم جمال عبد الناصر وكل من رفع ويرفع راية المقاومة والصمود وعدم الاستسلام لما يريده العدو وسيذهب الوعد كما ذهب صاحبه لمزبلة التاريخ ولم يبقى منه إلا العار لبريطانيا وكل المتاجرين بحقوق الإنسان  .
ولا عزاء للصامتين . 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد