لله دركما ودر أبيكمــا

mainThumb

06-12-2018 01:55 PM

إن الإنسان بفطرته البشرية يطمح دائما الى الأفضل، فتراه يبحث عن العمل المجزيء، و الزوجة الحسنة، والبيت الكبير، والسيارة الفارهه، ولكنه سرعان مايصطدم بالواقع، فالراتب لا يكفي لسد متطلبات الحياة الرئيسية، وبسبب ذلك يتعكر صفوه، فلا هو بقادر على العيش الكريم ولا التأقلم مع الواقع المرير، فيصبح في مواجهه معه، وهكذا يصبح شغله الشاغل توفير لقمة العيش، فينشغل بذلك وهو غير مدرك له، ويتوقف عند هذا الحد عقله وفكره، ويتخلى عن أحلامه المشرقة والصورة البهية للحياة التي رسمها لنفسه وهو شابا يانعا.
 
وهنالك من فهم هذا جيدا، وأدرك أن الإنسان اذا ما امتلئت معدته ورغد عيشه‘ قد يتجه بإتجاهين متناقضين: الأول الإمعان في رغد العيش ووسائل الرفاهيه، مقدما جسده على عقله، وبهذا يركز على مالذ وطاب في هذه الحياة، وقد يكون ذلك مغضبا للخالق اذا ما انحرف عن إتجاهه وصار مبالغا في هذا أو ذالك العمل الذي يبهجه ويدخل على قلبه السرور المؤقت.
 
أما الثاني فيكون في إستغلال العقل والفكر في مجال التطوير والبحث في حال ما شبع البطن وإكتفى، وهذا النوع قد يكون مقلقا للبعض، لأنه يؤرق راحتهم، فيسعون جاهدين الى: إما إنخراطه في اللهو والترفيه وإما في محاربته، ليعود فقيرا كما كان، وليعاود ضبط بوصلته بإتجاه متطلبات الحياة الرئيسية. التطوير والإبداع مرتبط بالحاجه والتفرغ له، فإذا أردنا أن نرتقي بمجال، فلابد من توجيه العاملين فيه لذلك وتوفير الحياة الكريمة لهم ولمن يعيلون، لأن التطوير والبحث لا يجتمعان مع عدم صفاء الذهن والفكر، أو عدم الإيمان بأهميته في حال كان ذلك من حاجة وليس من رفاهيه، لأن الحاجه تولد المعجزات، اذا ما ارتبطت بإيمان قوي وفهم عميق لأهمية هذا البحث او التطوير للمجتمع عامة وللباحث أو المطور خاصة. 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد