غربة

mainThumb

14-01-2019 09:45 AM

لم نعد نتذكر من نحن وإلى أين نحن ذاهبون

ومن أيّ الأصقاع جئنا وإلى أيّ الأصقاع ننتمي ؟ نسينا أنفسنا فنسينا العالم ..جميعنا لا نفكّر إلاّ في الإغتراب مع أن الغربة أنستنا من نحن لأن 
 
المغترب في حقيقة الأمر ممتهن مهما بلغت درجته الإجتماعية فهو في رأي الآخرين باحث عن الثروة أو طالب معيشة ، لا يوثق بولائه فهو صفر على اليسار لا يساوي شيئا غير ما تجود به نفسه من عمل وإن تقاعس فالويل له لا يستحق الرثاء ولا الشفقة ويظلّ حتى بين الذين 
 
اختصهم بعنايته مجرد رقم من الأرقام يسهل تبديله في أي ساعة وفي أي وقت وبدون إبداء السبب يخضع بذلك لمزاج السيد صاحب العمل كما لو أنه يعيد للرقّ سطوته وجبروته مع انني أذكر تماما ما قيل قبل ألف وخمسمائة عام تقريبا متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟
 
وكل من يريد أن يغترب عليه أن لا يفكّر بالعودة إلى البلد الذي ينتمي إليه إلاّ إذا طردوه أو استغنوا عن خدماته ومن الطرافة بمكان أن أحد المغتربين سأل أحد مسؤولي جوازات ذلك القفر قائلا أنا هنا من سنين طويلة أخدم البلد فلماذا تعاملونني كأني قدمت البارحة ؟ فما كان من المسؤول إلاّ أن أجاب بجلافة : أنت لم تخدمنا بل خدمت نفسك ويجب أن تشكرنا لأننا صبرنا عليك كل هذه السنوات  ولم نكتب عليك منتهي الصلاحية . 
 
وأعجب من الذي يتخرج اليوم من أنبل الجامعات لدينا وأرقاها كيف يضع نصب عينيه الإغتراب وكأنه لا يعلم عن الغربة شيئا وكأنه لم يرى المغتربين حين يعودون يقبلون تراب الوطن ؟  وأسأل:هل جوعك في الغربة وتوحدك حريّ بمعادلة حرمانك من خيرات وطنك وحريّ بمعادلة حرمانك من أهلك ومن أصدقاء طفولتك ومن أحبابك ؟
 
أشكّ في ذلك كثيرا ..
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد