حبيب ميّ

mainThumb

01-02-2019 03:04 PM

ولا أقصد ميّ القرن العشرين ، ولكن ميّ ذي الرّمة ، الشاعر  الأمويّ معاصر جرير والفرزدق والأخطل والذي قال عنه جرير قدرمن ظريف الشعر وغريبه وعن حسنه على ما لم يقدر عليه أحد ..والذي وضعه ابن سلام في الطبقة الثانية من الشعراء قال ابن جرير عن بائيته :
 
ما بال عينك منها الماء ينسكب    ( لو خرس ذو الرمة بعد قصيدته هذه كان أشعر الناس ) .
 
ولا يعنينا أن مجرد هذه الأسماء كانت لدى الشعراء لمجرد التشبيب ومن ثم الخلوص منه إلى غرض الشاعر إنما الذي يعنينا هو أن شاعرا مثل ذي الرمة اختار اسما عذبا لمحبوبته وهو لا بدّ وأنه كان يراها تمرّ أمامه وعندما كانت تلتفت إليه يقول :
وكنت أرى من وجه ميّة لمحة    فأبرق مغشيا عليّ مكانيا
 
وعندما كانت تختفي عن ناظريه يتابع قائلآ :
 
أصلّي فما أدري إذا ما ذكرتها     أثنتين صليت الضحى أم ثمانيا
 
والعاشق دائما مشغول الفكر على من يحب تراه متلهفا يكاد يجن مما تصوره له خيالاته .. ولكن الذي كان يخشى ذو الرمة منه وقع .. رحل هو ونتخيل أنها حين عرفت بقرب رحيله صدّت عنه بعض الشيء لا لأنها تكرهه ولكن مجرد عتب وتدليل وكأني أراه ضاربا في الأرض ينتقل من هذا القطر إلى ذاك ومن هذا القفر إلى ذاك القفر .. ما أن يدخل هجرة من الهجر حتى يخرج منها 
 
إذا أومضت من نحو ميّ سحابة نظرت بعيني صادق الشوق وامق
 
ويعلم ربي أن قلبي بذكرها     على تلك من حال متين العلائق
 
كأنه يعلن والحسرة تأكل فؤاده فحبها لا زال في أعماقه..يتلمس أين كانت وحين يتعرّف إلى دارها يقول :
 
أحب المكان القفر من أجل أنني    به أتغنى باسمها غير معجم 
 
وما دامت هذه أمنيته فلا بأس دعوه يتغنى باسمها صريحا دون خوف أو وجل ...
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد