دراسة تكشف أن الرجال ينزعجون من الألم أكثر من النساء

mainThumb

09-02-2019 10:14 PM

السوسنة -  كشفت دراسة جديدة حول الالم بأن الرجال وإن كانوا يتحملون الألم أكثر من النساء الإ أنهم  يظهرون انزعاجا كبيرا عندما يتعلق الأمر بتذكرهم للألم.

 
وقدمت دراسة طبية حديثة نشرت في مجلة "كارنت بيولوجي" تقييما بشأن كيفية رؤية الإنسان والفئران -ذكورا وإناثا- للألم.
 
وقد كشف الباحثون أن الرجال وذكور الفئران يتذكرون التجارب المؤلمة السابقة بوضوح، وأظهروا توترا وحساسية شديدة تجاه الشعور بالألم القديم عند عودتهم إلى المكان الذي عايشوه فيه. من جهة أخرى، لم يتجلَّ لدى النساء وإناث الفئران التوتر نفسه.
 
ومن خلال دراسات حول الألم، يمكن للباحثين معرفة ما إذا كانت ذاكرة الألم هي العامل الدافع إلى هذا الشعور المزمن. ومن خلال تحديد هذا الجانب، قد يستطيعون المساعدة في علاج الأسباب التي تجعل الناس يتذكرون الألم، وذلك وفقا لتقرير نشر في موقع هيلث لاين.
 
وأجرى الباحثون اختبارات شملت 41 رجلا و38 امرأة تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة، ونُقل المشاركون إلى غرفة خاصة ووضعت على سواعدهم أداة ساخنة. وقد قيم المشاركون الألم الذي يشعرون به على مقياس مكوّن من مئة نقطة.
 
بعد فترة وجيزة، وضعوا أداة قياس ضغط دم ومارسوا الرياضة لمدة عشرين دقيقة، وفي اليوم التالي عاد المشاركون إلى غرفة الاختبار الأولى نفسها.
 
 
ومن بين المشاركين الذين اصطُحبوا إلى الغرفة التي خضعوا فيها للاختبار السابق، قيَّم الرجال ألم الحرارة بدرجة أعلى مقارنة مع ما شعروا به في اليوم السابق، في حين لم تقيم النساء درجة الألم الذي شعرن به بالمرتفعة.
 
وعن هذا الشأن، قال كبير مؤلفي الدراسة جيفري موغيل: "كان هناك سبب يجعلنا نتوقع أننا سنشهد زيادة في ما يتعلق بالحساسية تجاه الألم خلال اليوم الثاني من التجربة، لكن لم يكن هناك سبب يجعلنا نتوقع أن تقتصر هذه الحساسية على الذكور".
 
وأراد الباحثون إثبات أن الألم قد ازداد بسبب ذكريات الألم السابق، لذلك حقنوا عقارا يعرقل الذاكرة في أدمغة الفئران الذكور. وعندما أجروا التجربة، لم تظهر تلك الفئران علامات تدل على الألم.
 
وعن هذه النتائج، أوضح الباحثون أن هذا الاستنتاج مهم لأن الدلائل تشير إلى أن الألم المزمن يمثل مشكلة في حال تذكرته.
 
الشعور بالألم
وذكر الموقع أن موغيل أكد عند تطرقه إلى موضوع الشعور بالألم أنه "في الماضي، أجرى تجارب الألم على الذكور فقط، لذلك كان من الصعب مقارنة الألم بين الجنسين". وتكشف نتائج هذه الدراسة وجود اختلافات بين الجنسين في كيفية تذكر الألم.
 
وأضاف أن هذا البحث يعزز الفكرة القائلة إن الألم المزمن يعتبر بمثابة مشكلة للذاكرة. ويستطيع الأطباء إذن معالجة الذكريات المرتبطة بالألم وليس الألم فقط، ويمكنهم القيام بذلك عن طريق جلسات علاج نفسية أو عن طريق الأدوية.
 
وعلى سبيل المثال، لجأ الباحثون إلى إعادة صياغة الذاكرة لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة. ووفقا لنتائجه، يمكن لهذا النوع من العلاج أن يستخدم للتخلص من الألم أيضا.
 
وقال موغيل: "كانت هذه الدراسة حول ذكرى الألم أو التوتر الناجم عن الألم. لقد تذكر الذكور الألم بشكل أفضل من الإناث وكانوا أكثر توترا عند استرجاعه". كما أشار إلى أن هذا الأمر لا يعني أن الرجال أكثر حساسية للألم، لكنهم يشعرون بنسبة توتر أعلى عند استرجاعه أو تذكره.
 
 
توقع وتذكر الألم
ويعتقد موغيل أن هناك بعض التفسيرات لاختلاف مستوى التوتر بين الذكور والإناث فيما يتعلق بتذكر الألم.
 
وفي هذا السياق، قال الدكتور صامويل ماكلين أستاذ علم التخدير وطب الطوارئ والطب النفسي ومدير معهد علاج الصدمات في جامعة كارولينا الشمالية في تشابل هيل، إن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة تشير إلى أن تطور مشاعر الألم ربما قد صوّر كيفية توقع أو تنبؤ الذكور للتجارب المؤلمة المتكررة بشكل مختلف عن النساء.
 
وذكر ماكلين أن الطريقة التي يتوقع بها الأشخاص تجربة ما تؤثر على مقدار الألم الذي يعايشونه أثناء ذلك.
 
وقال إن الأطباء ينصحون -على سبيل المثال- بتجنب استخدام عبارات مثل "سيؤلمك ذلك" أو "ستشعر بوخزة صغيرة" عند إعطاء حقنة من دواء التخدير للمريض، لأن تقديم مثل هذه الملاحظات يؤدي في الواقع إلى زيادة تجربة الألم لديه.
 
وفي الواقع، يمتلك الرجال الذين يعانون من الألم باستمرار بعد معايشتهم لأحداث مؤلمة على غرار حادث سيارة، قدرة أقل على التعامل مع الألم مع مرور الوقت، وهو أمر يمكن أن يعزى إلى الاختلافات البيولوجية التي كشفتها هذه الدراسة.
 
المصدر : مواقع إلكتروني
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد