الزعبي يبدأ بنشر سلسلة يوميات سالم في السوسنة .. إليكم الحلقة الأولى

mainThumb

07-05-2019 12:06 AM

 السوسنة - يبدأ الشاعر والاديب وعضو الهيئة الادارية برابطة الكتاب الاردنيين أكرم الزعبي بكتابة سلسلة من الحلقات عن الشخصية المُتخيلة " سالم " في صحيفة السوسنة . 

وشخصية سالم التي يرصد من خلالها الزعبي واقع المواطن الاردني  تتسم بالتناقض في تدبير شؤونها الحياتية كما تسلط الضوء على ما الواقع الاجتماعي والسياسي للمواطن الاردني .  

حلقة 1

أكرم الزعبي 

 

قبل سنةٍ من الآن كتبتُ لكم عن سالم (اللي ما خلّيت عليه ثياب الستر)، سالم لازمني السنة الماضية بطولها ومنعني من الكتابة عنه، وظلّ يقول (ول عليك، فضحتني)، ولأنّ سالم قرر أن (يُبيّض) صفحته فقد أخبرني أنه سيعتكف في بيته للعبادة (ويخلّيني بحالي) تاركاً الأمر لضميري.

سالم (يا حرام ما بعرف إنه المرحوم ضميري كان كوشووك لمّا كان عايش، ولا بعرف إنّي كنت اراقبه طول السنة الماضية، طبعاً سالم رح يقرأ كل شي لكن انا مش خايف لأنه سالم صايم ومعتكف للعبادة 😊) 

تعالوا نشوف شو صار معه :

 

- يا رجل راجع الضريبة، مش نازل اسمك عندنا.

- وليش اراجع الضريبة؟ العام الماضي لمّا قدمت الطلب ونزل الدعم جيت عندكم وسلّمتوني اياه.

- يخوي، يا حبيبي، والله عندي ألف قصة براسي، قرّب، قرّب جاي وشوف بعينك ع الكمبيوتر، هات اعطيني اسمك الرباعي.

- سالم سالم سالم السالم.

- شفت بعينك؟ ما الك اسم عندنا، لا دعم خبز ولا دعم زفت.

- يزم ليش بتصرّخ، وليش شايف حالك علينا؟ 

- الله معك حجي، الله معك.

- حجّي؟ ليكون هازّ بسريرك لا سمح الله!!

- الله يجيبك يا طولة البال، عمي راجع الضريبة وخليهم ينزلوا اسمك وخذ فلوس الدعم من عيوني.

خرج سالم من البنك وطلب (أوبر) وذهب باتجاه الضريبة ليستفسر عن عدم حصوله على دعم الخبز، وفي الطريق إلى هناك دار بينه وبين سائق (الأوبر) الحديث التالي :

- خال الله يرضى عليك وصلني لدائرة الضريبة.

- أمرك خال.

- يا رجّال شو هالبنك هذا، بخبّوا عنّك الدعم حتى يستثمروا ويوخذوا عليه فوائد، حتى الرواتب آخر الشهر بحكولك مش نازلة، وبأخروك يومين ثلاث مشان الفوائد.

- يا خال مصرياتك شو رح تفرق مع البنك، كلهن يا دوب ميتين ثلث مية ليرة، أي فوائد بدها تيجي للبنك من التأخير؟

- يا خال مهو ميتين على ميتين بجمعوا، والبنوك شاطرة بهيك قصص.

- أنا خريّج محاسبة، وصدقني البنك ما بقدر يأخر تسليم رواتب موظفي الحكومة ولا الدعم لمّا ينزل دقيقة وحدة لأنه عليه مراقبة من البنك المركزي.

- بعدك زغير يا بنيي، هذول شاطرين وما حدا بقدرلهم، إذا بتعاملوا بالربا وما بيخافوا الله تا يخافوا من البشر!!

- لا إله إلا الله.

- أنا أخذت قرض منهم و هَروا وَبْرِي بالفوائد.

- ماخذ قرض وبتحكي عن الربا؟؟

- الله يلعن الحاجة بس، خلص نزلني هون.

- لسه ما وصلنا خال.

- معلش بدي أمشي هالأكم متر، احرك رِجْلَي.

نزل سالم من السيارة ومشى خمسة دقائق حتى وصل دائرة الضريبة حانقاً على الحكومة وعلى البنك، ودخل الدائرة وهو ينوي الشر، فتفاجأ بوجود العشرات من الناس يقفون في خمسة طوابير للاستعلام عن استحقاقهم للدعم.

بعد حوالي الساعتين وصل سالم إلى رأس الدور واستفسر من الموظف عن استحقاقه للدعم فطلب منه الأخير اسمه الرباعي، وبعد أن أعطاه إياه سأله الموظف :

- عندك شقتين باسمك؟

- صحيح.

- ومسجَّل باسمك ٣ سيارات تكسي؟

- مزبوط.

- وعندك محلات تجارية مأجّرة؟؟

- آه والله عندي.

- وعندك كمان شركة استيراد وتصدير؟؟ 

- اف اف، هذا كل شي مسجل عندكوا، آه عندي.

- ما بطلعلك دعم.

- ليش ان شالله!! العام الماضي طلعلي.

- طلعلك بالغلط، خليني اشوف اللي بعدك لو سمحت.

يتنحى سالم قليلاً، ثم يُخرج جواله ويقوم باتصال لمدة عشرة دقائق ويعود للموظف :

- بعد إذنك ممكن تشيّك على اسمي مرّة ثانية؟

- يا حج الله يرضى عليك، هو ما فيه وراي غيرك.

- معلش، تأكد مرة ثانية، من ساعة لساعة يُغيّر الله الحال إلى حال.

- لا حول ولا قوة الا بالله، حاضر يا سيدي، اعطيني اسمك الرباعي مرة ثانية.

- سالم سالم سالم السالم.

- كيف هيك يعني؟؟

- خير ان شاالله، بشّر.

- عجيب، اسمك نزل على استحقاق الدعم.

يبتسم سالم ويخرج من الدائرة، وأثناء خروجه يُصادف جاره أبو محمد جالسا على الدرج واضعاً يده على خده :

- خير يا ابو محمد، جاي تدفع الضرايب اللي عليك؟؟

- ضرايب شو يا سالم؟ ما انت عارف البير وغطاه.

- طيب شو بتعمل هون؟

- جيت اسأل ليش مش طالعلي دعم.

- طيب وشو حكولك؟؟

- قال يا سيدي عندي سجل تجاري.

- سجل تجاري؟؟

- بتتذكّر قبل خمس سنين لما فتحت دكانة وانكسرِت بسبب الديون اللي لهسه ما حصّلتها.

- آه بتذكّر.

- السجل التجاري تاع الدكانة هو سبب قطع الدعم لأني نسيت اشطبه.

- الله يكون بالعون يا جار.

يمضي سالم في طريقه و يقول في نفسه (الناس مخبّية بقشورها، ابو محمد ما اعترف إلا بالسجل التجاري، أبصر شو مخبي تحت العتبة،،، ، ول عليه ما اطمعه).

#وبعدين مع سالم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد