خاطرة في ليلة العيد

mainThumb

05-06-2019 07:29 AM

من خلال مراجعة  الذاكرة المؤرشفة وجدت عنوانا اعتقد انه قد يصلح لاعادة صياغة لمثل هذه الايام  حيث  يكتب التاريخ بالدم وآلشهداء في مواقع ساخنة في العالم.

  وتشاء الصدف ان استعيد موقفا مررت به  في مثل  هذا اليوم من العام الماضي  تلبية لدعوة حضور الاحتفالات بالعيد المئوي للمعهد المركزي للثقافة والتربية البدنية (الأكاديمية الروسية للثقافة البدنية حاليا) عرجت على منزل الصديق ديمتري المحارب القديم الذي كان يروي لنا قبل وفاته  في الحديقة العامة بجوار بيته ذكرياته في الحرب العالمية الثانية، حيث كان في  جبهة ستالين جراد وشهد حصار المدينة وقصة بيت بافلوف الشهيرة لأجد حفيده سيريوجا والذي اصطحبني في جولة في مدينة موسكو والتي لازالت تزدان بمظاهر الاحتفالات بيوم النصر على النازية في التاسع من مايو أيار .

وحاولت أن نبدأ الجولة بميادين ( بوشكن وججارين ومكسيم جوركي ) و الساحة  الحمراء لكنني أحسست باصراره على الذهاب اولا إلى حديقة النصر التي تزدان بورودها وقوسها وبميدانها وطرقاتها التي تتسع للآلآف وتقام فيها الاحتفالات الوطنية والاستعراضات العسكرية في دلالة يفهم  منها التمسك بالكبرياء والشموخ  في ثقافة الأحفاد وتوقفنا طويلا عند تمثال كلاشنكوف اسطورة الاسلحة الفردية  والذي توفي حديثا وكان له الفضل في اختراع وتطوير هذا السلاح الرهيب والذي سمي باسمه وبدا يسرد لي عن قيمة ورمزية هذا الاختراع ودوره في تحرر العديد من شعوب العالم في القرن الماضي.

فبهذا السلاح هزم الفيتناميون اميركا وحلفائها وكان شعار الخمير الحمر في كمبوديا وحمله جيفارا في ادغال بوليفيا وكان رفيقا مخلصا لكاسترو في حصار كوبا واصبح النشيد الوطني للثورة الفلسطينية ويعتبر السلاح الأكثر انتشارا في العالم .

واسترسل سيريوجا في الشرح حتى شعرت بأنني في معركة حقيقية في هانوي وفي نهاية الجولة التي امتدت لساعات أيقنت أن التاريخ يكتب بالدم والشهداء ويتورثه الاحفاد بالفخر والكبرياء، وكل عام وانتم بخير؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد