تعثر كلية إعلام اليرموك صوره وأسبابه .. د. علي منعم القضاة

mainThumb

09-06-2019 09:18 PM

منذ أن تحول قسم الإعلام في جامعة اليرموك عام (2008) إلى كلية، بدأت تعاني من تعثر شديد، تمثل هذا في نقص أعضاء هيئة التدريس الأردنيين، وزيادة استقدام وتوظيف غيرهم، مع تفاوت الزيادة والنقصان حتى وصلت النسبة إلى (50%) في بعض الفترات، ولكن عندما كانت الكلية ما تزال قسماً في كلية الآداب، لم تتجاوز نسبة الدكاترة غير الأردنيين، أو نسبة حملة الماجستير إلى المجموع الكلي (13.5%)، وهي نسبة تنسجم مع كل معايير الاعتماد العالمية.
 
لذا؛ سنستعرض أوضاع الكلية التي بدأت قسماً قبل أربعة عقود، وأوضاعها بعد ان تحولت إلى كلية نجد ما يلي: 
أولا: كان القسم يضم (25) عضو هيئة تدريس، من كل التخصصات، منهم (19) عضو يحملون درجة دكتوراه في تخصصات الإعلام المختلفة، و(3) أعضاء فقط  يحملون درجة ماجستير من الذين يقومون بالعبء التدريسي، وشكلت نسبة غير
 
الأردنيين منهم فقط (13.5%)، لذلك خرج القسم إلى ميدان العمل ومهنة الصحافة، كفاءات متميزة وبمستوى عالٍ، يشار لها بالبنان.
 
ثانياً: بعد أن أصبحت كلية مستقلة بذاتها؛ وفرت لها إدارة الجامعة في حينه كل الإمكانات المادية، والمعدات الضرورية، لكن إدارات الكلية المتعاقبة لم تبدِ الاهتمام المطلوب بتطوير الجانب الأكاديمي، ولم تعمل على رفد الكلية بالهيئة التدريسية  من الكفاءات الأردنية، حتى وصل الأمر إلى وقف اعتماد بعض التخصصات، لعجز الكلية عن توفير الكادر التدريسي المطلوب، رغم أن الكفاءات الأردنية موجودة.
 
ثالثاً: استمرت إدارة الكلية وبإصرار التعاقد مع غير الأردنيين، حتى وصلت نسبتهم في بعض الأوقات إلى ما يزيد عن (50%) من أعضاء هيئة التدريس.
 
رابعا: بعد أن تحول القسم إلى كلية تضم أربعة أقسام أكاديمية، منها قسم للدراسات العليا، تقلص عدد أعضاء هيئة التدريس فيها إلى (19) عضو هيئة تدريس منهم (10) فقط يحملون درجة الدكتوراه في أقسامها الأربعة،- أحدهم خارج الأردن في إجازة- و(9) يحملون درجة الماجستير، أي ما نسبته  (50%) من المجموع الكلي، (بعد إنهاء عقود غير الأردنيين في الكلية).
 
 خامساً: تبلغ نسبة حملة الماجستير - الآن إلى المجموع الكلي (50%)، وهي نسبة تخالف كل معايير الاعتماد العالمية، وتزيد نسبة حملة شهادة الماجستير على مستوى بعض الأقسام عن (75%)، فكيف ستكون جودة التعليم، والحالة هذه؟
 
سادسا: قبل نحو أسبوعين أوقفت إدارة الجامعة مشكورة - منحازة إلى الوطن - تعيين غير الأردنيين إنصافاً للأردنيين من حملة شهادات الدكتوراه، هذا الموقف الذي ينسجم أيضاً مع موقف هيئة الاعتماد بعدم تجديد، أو تمديد عقد غير الأردني؛ طالماً أنه يوجد أردنيون يحملون المؤهلات نفسها، والخبرات نفسها، وجوهرة العقد كانت باتخاذ مجلس العمداء، قراره التاريخي بعدم تجديد عقد أي عضو هيئة تدريس في جميع الكليات الإنسانية.
 
وعلى ضوء تلك المعطيات تجول في النفس بعض التساؤلات، وتثير الشجون، على وضع الكلية الوحيدة في الجامعات الرسمية التي تدرس إعلام:
 
1. ما سبب ارتفاع نسبة حملة الماجستير في كلية الإعلام لتصل مع قرار إدارة الجامعة الحكيم الذي انتصرت به للكفاءات الأردنية، إلى (50%)، من أعضاء هيئة التدريس الفعليين مقابل (13.5%) عندما كانت قسماً منذ ثلاثة عقود؟
 
2. ما هو سبب تراجع نسبة وأعداد حملة الدكتوراه في الكلية من (86.5%) قبل أربعة عقود مقارنة (50%) فقط ، بعد ان أصبحت كلية.
 
3. هل يكفي (9) دكاترة لقيام كلية مكونة أربعة أقسام أكاديمية، منها قسم دراسات عليا يمنح درجة الماجستير، في حين كان عددهم (25) دكتورا خلال ثمانينيات القرن الماضي؟ ألا يؤثر ارتفاع نسبة حملة الماجستير ليقارب نصف أعضاء هيئة التدريس على مخرجات التعليم في هذه الكلية؟؟!!
 
4. لماذا لم تبتعث إدارات الكلية طلبتها المتميزين، للحصول على شهادة الدكتوراه!! واكتفت بالاعتماد على غير الأردنيين!! في حين وضعت العراقيل أمام تعيين الأردنيين من أصحاب الكفاءة؟؟
 
5. لماذا تبتعث كلية الإعلام طلبة ليس لديهم تتابع في التخصص، وتحارب من يتقدم للعمل وهو حاصل على الدكتوراه، والماجستير في الإعلام وليس لديه تتابع في البكالوريوس فقط؟! ولماذا الكيل بمكيالين؟؟؟؟!!
 
6. لماذا الإصرار على إعادة ابتعاث طلبة على حساب كلية الإعلام!! مع أن سبق ابتعاثهم من كلياتهم ثم فصلهم؟؟!!.
 
7. فهل تنطبق المعايير التي تطلبها الكلية حالياً لاختيار أعضاء هيئة التدريس الجدد، على جميع من هم موجودون الآن على رأس عملهم؟!
 
فإننا نرجو من إدارة الجامعة، ومجلس الأمناء،  إِنْصافُ الْمَظْلومِ وإِزالَةُ الظُّلْمِ عَنْهُ؛ لأن صفة الإنصاف عندكم هي عَدالة نابِعة من طَبيعتكم لا من النُّصوص القانونيَّة. 
 
ونرجو وقف تعسف بعض إدارات الجامعة التي تستخدم السلطة باسمكم، خاصة من يمنعون كل من يحاول التقدم للعمل في كلية الإعلام من الأردنيين بحجج واهية، وغير منطقية .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد