تركيا همزة الوصل بين إخوان مصر وقيادي حماس - لارا احمد

mainThumb

24-06-2019 09:17 AM

منذ اندلاع الشرارة الأولى للربيع العربي، راهنت الحركات الإخوانية في البلدان التي شملتها هذه الموجات التحررية على تركيا كداعم رئيسي لمشروعهم السياسي والحضاري، خاصة وأن أنقرة لم تتردد لحظة في ما سبق في مساندة الشق الإخواني الفلسطيني ممثلاً بحركة حماس الإسلامية معنوياً ولوجيستياً.

الدعم التركي وإن كان ذا أهمية بالغة بالنسبة لهذه الحركات إلا أنه دعم مشروط، فتركيا على يقين أنها غير قادرة على تعزيز نفوذها في المنطقة وتوسيع مناطق تغلغلها دون دعم الإخوان المسلمين لمشروعها وتبشيرهم به خاصة وأن هذه الجماعة كانت ذات شعبية عالية لدى شعوب المنطقة في تلك الفترة.
 
إثر سقوط حكم الإخوان في مصر صيف 2013، لم تجد القيادات الإخوانية المصرية سوى تركيا للجوء إليها هرباً من المحاكمات التي تنتظرهم أمام دور القضاء المصرية، أنقرة كانت وفية لتحالفاتها السابقة ولم تكتفي باستقبال جحافل الإخوان على أراضيها بل سارعت إلى قطع علاقتها بالنظام المصري الجديد معتبرة إياه نظام انقلابي باطل.
 
مع تزايد عدد الإخوان المصريين الفارين من مصر بسبب الحملة الشعواء التي قادتها الحكومة المصرية الجديدة ضد كل من تعلقت به شبهة الانتماء للجماعة، تحولت تركيا إلى مركز التقاء للإخوان من مختلف أصقاع العالم وبدأنا نشهد تنسيقاً غير مسبوق بين فروع هذه الجماعة العابرة للقارات فعلى ذات الخطى التي خطاها إخوان مصر، انتقل العديد من قادة حركة حماس في قطاع غزة إلى تركيا.
 
حركة المقاومة الإسلامية حماس وإن حاولت أحياناً التنصل من إرثها الإخواني لا تستطيع بأي حال من الأحوال أن تتبرأ من ميثاقها التأسيسي الذي ينصَ على أنها فرع تنظيم الإخوان المسلمين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م وهو ما يفسر الاجتماعات السرية التي تعقدها قيادات حماس بإخوان مصر باستمرار بإسطنبول كما أشارت لذلك تقارير عديدة.
 
مهرجان شكراً تركيا هو إحدى نتائج هذا التنسيق الوليد، بين قيادات حماس وقيادات الإخوان المصريين في تركيا ممثلة في محمود حسين أمين عام الجماعة وعمرو دراج ويحيى حامد.
 
المهرجان كان مهرجاناً إخوانيّاً بامتياز، أرادت الجماعة من خلاله التعبير عن امتنانها لأردوغان خاصة مع تواصل مساندته لهم رغم ضغوطات جحافل القوميين والعلمانيين الأتراك الذين ضاقوا ذرعاً من الحظوة التي تتمتع بها القيادات الإخوانية المصرية والفلسطينية على الأراضي التركية، فتركيا التي تعيش على وقع ضائقة مالية شديدة توفر إلى اليوم شهرياً آلاف الدولارات لقيادات الإخوان إضافة إلى المساكن الفخمة.
 
تحولت تركيا إذاً تحت تأثير الوفود الجديدة إلى نقطة أساس للحشد والتعبئة لصالح جماعة الإخوان ولصالح حليفها الأول رجب طيب أردوغان في العالم العربي.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد