لقد بدأت الثورة الليبية تأكل أبناءها

mainThumb

05-08-2019 09:30 AM

إن صرخة الحرية إذا انطلقت يصعب إرجاعها وإذا تحطم حاجز الخوف يمكن الوصول الى أعلى القمم بكل جرأة وشجاعة . وحين يؤمن الإنسان بقضيته تصبح الشهادة هي طريقه الى الله.
 
المقدمة:
بتاريخ 17/2/2011 اجتاحت الثورة الليبية المدن الليبية وعلى رأسها مدينة بنغازي ولحقت بركب الثورة التونسية والمصرية. ولم يصدق العقيد معمر القذافي في بداية الأمر أن نظامه يتعرض إلى ثورة حقيقية وتضاربت لديه الأمور واختلطت الحسابات ولم يصدق أن الثورة في تونس سوف تنجح وأن الرئيس زين العابدين بن علي سوف يغادر تونس الى السعودية. ولقد أصيب بالصدمة الثانية وهو يرقب ويتابع الثورة في مصر وهي تحقق أولى نجاحاتها بإجبارها الرئيس حسني مبارك في التنحي والتخلي عن صلاحياته
 
لقد بدأت مظاهرات سلمية تجتاح مدينة بنغازي ومن ثم انتشرت لتشمل المدن الليبية رداً على الجيش الليبي الذي تعامل منذ البداية بعنف شديد مع الثورة واستخدم الأسلحة الثقيلة في محاولة لقمعها مما أدى الى تحول الثورة إلى حرب مسلحة .
 
ونحن في بحثنا هذا لا نريد إعادة سرد وتوثيق للمراحل التي مرت بها الثورة منذ لحظاتها ألأولى وتدرجها منذ حصولها على أول قرار للأمم المتحدة وتدخل قوات الحلفاء ولا أقول قوات حلف الأطلسي في فرض الحظر الجوي والتدرج بالمهام من حظر جوي الى القيام بشن الغارات على قوات معمر القذافي وتدمير المجنزرات والآليات العسكرية والإغارة على معاقل القذافي ومساعدة الثوار الليبيين في السيطرة على المدن الليبية مدينة تلو الأخرى وفي إلحاق الهزائم بالقوات التابعة للعقيد القذافي حتى تمكن الثوار في نهاية المطاف من تحقيق نجاح الثورة والإعلان عن مقتل القائد معمر القذافي بتاريخ 20 10/2011 لأن هدفنا ينصب في هذا المقال على مستقبل الثورة والتركيز على الخطوات الواجب اتباعها لتخطي الماضي المؤلم والإحتفال بليبيا الجديدة.
 
بتاريخ 20/10/2011 شاهدتُ كغيري من المشاهدين صور اعتقال القذافي واستمعتُ الى أولى كلماته ومن ثم تعرضه الى الضرب ونقله الى السيارة التي نقلته من سرت الى مصراته كان حيا حين تم إلقاؤه في السيارة ولكنه كان ميتا حين وصل الى مصراته وكان هناك أثر لطلقة في الجبهة فوق العين اليسرى اخترقت جمجمته وتسببت في وفاته. وحتى هذه اللحظة لم يتم حل لغز قتله ولم يتم التصريح عن الشخص أو الجهة التي أمرت بقتله.
 
لقد كان هناك التفاف جماهيري عام 1969 حول القائد الشاب وكان هناك إعجاب بشخصية القذافي في بداية الثورة حيث وجد الليبيون في معمر القذافي القائد الشاب العربي المناضل ولكن هذا الشعور قد أخذ يتبدد مع مرور الزمن وغادر الوطن آلاف المفكرين وتحولت الثورة عن أهدافها الرئيسية وغرقت البلاد في قضايا جانبية لا ترحم وأنا في هذا المقال كما ذكرتُ آنفاً لا أريد التطرق الى فترة التحول من ثورة للشعب الى ثورة ضد الشعب ولا أريد أن أتحدث عن السياسات والتحالفات والحروب الجانبية التي قادها القائد القذافي ولا أريد تحليل ما ارتكبته ثورة القذافي لأن اهل مكة أدرى بشعابها . وإنما أريد التحدث عن ليبيا الآن . ليبيا الثورة الجديدة . ليبيا التي قدمت أكثر من أربعين ألف شهيد وقتيل . ليبيا التي تكبدت أكثر من سبعين ألف جريح وأكثر من ثلاثين ألف مفقود.
 
ليبيا:
بلغ حجم إنتاج ليبيا من النفط الخام في عهد القذافي  1.474 مليون برميل يوميا بالإضافة الى 350 ألف برميل يوميا من المشتقات البترولية. ويقدر الخبراء احتياطات النفط الليبي 46.6 مليار برميل. كما بلغ إنتاج ليبيا من الغازالطبيعي15.9 مليار متر مكعب. كما بلغ الناتج المحلي الإجمالي إبان عهد القذافي 62 مليار دولار بالإضافة الى وجود احتياطيات ضخمة من العملات الأجنبية بلغت 107 مليارات دولار بالإضافة الى وجود استثمارات ليبية خارجية من خلال الصندوق السيادي الليبي ووجود ودائع لا تُعرف قيمتها في المصارف الدولية. وهناك استثمارات شخصية في العديد من الشركات والبنوك الأوروبية والأمريكية والعربية وودائع ذهبية بإسم القذافي بالإضافة الى حسابات سرية تحتاج الى وقت طويل حتى يتم الكشف عنها تتجاوز مئات المليارات.
 
كما أن الشواطىء الليبية التي تبلغ 1955 كم من أغنى الشواطىء في الثروة السمكية في العالم حيث أن السمك قد هرب من الشواطىء المصرية والتونسية والإيطالية والمالطية واستقر بكميات هائلة في خليج سرت الليبي وليست هناك شركة صيد عالمية ليبية واحدة لإستغلال هذه الثروة الحيوانية الهائلة. وكانت الحكومة الليبية تعطي إمتياز صيد السمك لليابانيين والكوريين لصيد أسماك التونا  التي تزخر بها المياه الإقليمية الليبية 
 
كما أن هناك المئات من الشواطىء الليبية العذراء التي لم تشوهها الأيادي البشرية . وعشرات المدن التاريخية الغنية بآثار تحدت الطبيعة ووقفت صامدة في أحلى حللها نظيفة جذابة غنية تروي قصص التاريخ وقصص الحضارات التي مرت عبر كثبان الرمال والتي تستطيع استيعاب مئات المشاريع السياحية .
 
ولا بد لنا هنا من أن نذكر بعض المحطات المفصلية في حياة الثورة الليبية بدءا بتشكيل مجلس الثورة الإنتقالي برئاسة وزير العدل المستقيل مصطفى أحمد عبد الجليل وقيام مجلس الأمن بإتخاذ مجموعة من القرارات كان أهمها القرار رقم 1973 القاضي بفرض حظر جوي على ليبيا “واتخاذ كافة الإجراءات الضرورية” لحماية المدنيين ومن ثم قيام العديد من دول العالم بالإعتراف بالمجلس الإنتقالي الليبي ممثلين شرعيين للشعب الليبي.
 
إن أصعب مراحل الثورة أي ثورة في العالم أن يتم الإتفاق على تشكيل مجلس انتقالي دونما صعوبة أما قمة النجاح فهو التوصل الى تشكيل حكومة الثورة الأولى دون وقوع أي صدام مسلح أو وقوع انشقاقات داخل رجال الثورة ولحسن طالع الثورة الليبية فلقد تم عقد اجتماع من أجل تأسيس المجلس الوطني في مدينة البيضاء بتاريخ 23/2/2011 وحضر ذلك الإجتماع العديد من السياسيين والضباط العسكريين السابقين وزعماء عشائر وقبائل وأكاديميون ورجال أعمال وترأس الإجتماع الأول وزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل الذي استقال من الحكومة وناقش المجتمعون العديد من السيناريوهات والمقترحات لإنشاء إدارة مؤقتة . وتم عقد أول اجتماع رسمي للمجلس الوطني الإنتقالي المؤقت بتاريخ 5/3/2011 في مدينة بنغازي وتم انتخاب وزير العدل المستقيل مصطفى عبد الجليل رئيساً للمجلس كما تم تكليف الأمين العام السابق لمجلس التخطيط الوطني محمود جبريل بمنصب المسؤول التنفيذي ومسؤول الشؤون الخارجية. وبتاريخ 22/11/2011 تم الإعلان عن التشكيلة النهائية للحكومة الإنتقالية برئاسة السيد عبدالرحيم الكيب .  وفي العام 2016  تم الإتفاق على تشكيل حكومة الوفاق الوطني  برئاسة فايز السراج حيث تم الإعتراف به دوليا  بالإضافة إلى حصوله  على ثقة مجلس النواب .
 
من هو خليفة بلقاسم حفتر :
من مواليد 1943 في مدينة أجدابيا وهو أحد الضباط الذين شاركوا معمر القذافي في ثورة الفاتح عام 1969  وأطاحوا بحكم الملك ادريس السنوسي وكان عضوا في مجلس قيادة الثورة وفي عام 1973 قاد القوات الليبية  التي إرسلها القذافي إلى مصر لدعم القوات المصرية في الحرب ضد إسرائيل  وشغل بعد ذلك  منصب قائد أركان . ولقد قام العقيد معمر القذافي بمكافأة خليفة حفتر بتعيينه  قائدا عاما للقوات التي خاضت  المعارك ضد التشاد  وذلك تقديرا لولائه وفي بداية المعارك مع تشاد حقق إنتصارات ميدانية كبيرة وطالب القذافي بتزويده بالأعتدة والذخيرة ولكن حفتر لم يتسلمها حيث تخلى القذافي عن خليفة حفتر وأنكر بداية أي وجود للقوات الليبية في تشاد وكانت تلك بداية سقوط حفتر  إذ  تمكنت القوات التشادية بمساعدة القوات الفرنسية من إيقاع الهزيمة بالجيش الليبي  وتم أسر خليفة حفتر مع 700 من جنوده عام 1987 وطالب القذافي بإعادة  جنود حفتر إلى ليبيا  وتمكن الأمريكيون بالإتفاق مع الحكومة التشادية من ترتيب سفرهم إلى زائير  بدلا من ليبيا .
 
وفي أواخر عام 1987 انضم حفتر ومجموعة من الضباط  إلى الجبهة الوطنية  لإنقاذ ليبيا  وهي جماعة معارضة تدعمها الولايات المتحدة  وبتاريخ 21/6/1988 تم الإعلان عن إنشاء الجناح  العسكري للجبهة الوطنية  وتمت تسميته بإسم الجيش الوطني  الليبي ولكن الولايات المتحدة أوقفت  مساعداتها المالية للمعارضين الليبيين  في زائير وتم طردهم إلى كينيا  حيث قدمت لهم إقامة مؤقتة  وتفاوضت كينيا مع وكالة المخابرات المركزية  على تسوية قضيتهم عام 1990  مما مكن حفتر ومجموعة كبيرة  من جنوده من الإنتقال إلى الولايات المتحدة  بموجب برنامج اللاجئين الأمريكي . حيث سكن في ولاية فرجينيا الأمريكية وحصل على الجنسية الأمريكية .  وفي آذار / مارس 1996 عاد حفتر إلى ليبيا وشارك في  إنتفاضة ضد القذافي  في جبال برقه قبل أن يعود إلى الولايات المتحدة ومن مدينة فيينا في ولاية فرجينيا  أدار حفتر إتصالاته مع وزارة الدفاع الأمريكية  ووكالة المخابرات المركزية  من أجل الإطاحة بنظام القذافي .
 
وفي شهر مارس 2011 عاد لينضم إلى  ثورة 17 فبراير ضد القذافي وكان متواجدا في بنغازي قبل دخول قوات القذافي وأثناء دخول قوات القذافي  مدينة بنغازي كان  حفتر متواجدا في كوبري بنغازي مع الثوار  حيث كان له دور بارز في دعم الثوار ماديا ومعنويا في جبهات القتال . وخلال إعادة تشكيل الجيش الوطني الليبي في نوفمبر 2011 توافق نحو 150  ضابط وضابط صف  على تسمية خليفة حفتر  رئيسا لأركان الجيش  معتبرين أنه ألأحق  بالمنصب نظرا لأقدميته  وخبرته وتقديرا  لجهوده من أجل الثورة . ولقد حارب حفتر  إلى جانب جماعات المعارضة الإسلامية  التي أطاحت بالرئيس القذافي قبل أن يتحول إلى عدو لدود لها .
 
وفي فبراير/ شباط عام 2014  ظهر حفتر  عبر التلفزيون في تسجيل مصور  وهو يعرض خطته  لإنقاذ البلاد داعيا الليبيين إلى النهوض في وجه  المؤتمر الوطني العام وهو البرلمان المنتخب الذي تشكل بعد الثورة  . وفي  مايو / أيار 2014 أطلق حفتر ما أسماه  عملية الكرامة في بنغازي  وفي الشرق ضد جماعات إسلامية مسلحة من بينها  جماعات مقربة من الأخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي  فضلا عن هجوم متواصل بالأسلحة الثقيلة  على البرلمان الليبي .
 
مما أكسبه دعم وتأييد كل من مصر والإمارات العربية . كما هاجم مبنى البرلمان في العاصمة طرابلس ووصف هذه العملية بأنها إنتفاضة ضد ما أسماه الحكومة التي يسيطر عليها الإسلاميون وفي 24 نوفمبر 2014 هاجمت الطائرات الحربية  التابعة لقوات حفتر  مطار معتيقة الدولي  في طرابلس . وفي مارس  2015  عينه مجلس النواب الجديد  الذي حل  محل المؤتمر الوطني العام  قائدا عاما لقوات الجيش الوطني الليبي  والذي تمكن بعد  عام من طرد الفصائل الإسلامية المسلحة من معظم أنحاء  بنغازي .
 
وفي سبتمبر / أيلول 2016 قاد حفتر  عملية البرق الخاطف  للسيطرة على منشآت النفط الرئيسية في منطقة الهلال النفطي  مفتاح أهم صادرات النفط الليبي وفي أوائل تموز / يوليو عام 2017 أعلن حفتر أن قواته  قد سيطرت بالكامل على بنغازي .
 
ووقع الخلاف بين حفتر  قائد الجيش الوطني الليبي  وبين حكومة الوفاق الوطني  برئاسة فايز السراج الذي طالب أن تكون قيادة الجيش خاضعة لحكومته . وبتاريخ 4 أبريل نيسان 2019  دعا حفتر قواته إلى التوجه نحو طرابلس بعد تمكنه من السيطرة على مدينة غريان التي تبعد عن العاصمة الليبية  طرابلس بنحو 100 كيلومتر فقط وبتاريخ 7 نيسان 2019 شنت إحدى الطائرات  التابعة لحفتر  غارة جوية على الجزء الجنوبي من طرابلس حيث استهدفت  مجمع باب العزيزية  العسكري  وفي شهر حزيران 2019 أعطى أوامره بإستهداف  السفن والشركات التركية  العاملة في ليبيا  وفي الأول من تموز 2019  قامت قوات حفتر بإختطاف ستة مدنيين أتراك ولكنه أطلق سراحهم  بعد تهديد من وزارة الخارجية التركية  جاء فيه ( نتوقع إطلاق سراح مواطنينا على الفور   وإلا ستصبح عناصر حفتر أهدافا مشروعة لطيراننا )
 
ولقد قامت حكومة الوفاق الوطني  بتجنيد  مجموعات من الفصائل المسلحة من أجل  الحماية وضبط الأمن في طرابلس  .  واليوم هناك جبهتان تتحاربان على السطة الأولى هي حكومة الوفاق الوطني في طرابلس  والتي تدعمها تركيا وقطر  وحاصلة على الإعتراف الدولي بشرعيتها  أما الثانية فهي حكومة أخرى موازية  في شرق ليبيا بالتحالف مع الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر , واليوم وقد تعددت المعارك والغارات الجوية بين كل من  الفصائل المسلحة التابعة لحكومة  الوفاق الوطني وبين قوات حفتر أصبح صوت السلاح  هو صاحب الكلمة الفصل . وبين مشاريع الموت والدمار يقف العالم موقف المتفرج فلا الأمم المتحدة  تبذل الجهد المطلوب منها لوقف النزاع ولا الجامعة العربية  تتدخل من أجل وقف النزاع ولا المنظمات الدولية ولا الإتحاد الأوروبي ولا منظمة المؤتمر الإسلامي الكل يترقب أمتداد الصراع  يرقبون الثورة الليبية وهي تأكل أبناءها وترقب دمار دولة عربية  غنية جديدة تدخل حربا أهلية وتهدر ثرواتها وأرواح شعبها في حرب أهلية لا ترحم .
 
كان آخرها إغارة طائرة مسيرة تابعة لقوات حفتر على مدينة مرزوق استهدفت عرسا أحالته إلى عزاء وبكاء . كما أن هناك معلومات تسربت تؤكد قيام حفتر بدفع مبلغ كبير لشركة كندية من أجل تزويده بألف من الجنود السودانيين . ولا يعلم أحد ما يخبىء الغد هل يستمر الصراع على حساب الشعب الليبي من أجل السيطرة على كرسي الحكم أم تقع المعجزة ويتفق طرفا النزاع على إيجاد حل للصراع القائم عن طريق التفاوض وهو أمر شبه مستحيل في ظل الظروف الحالية .
 
هناك تحديات هائلة  كانت تقف في  وجه القيادة الليبية بل وفي وجه الشعب الليبي بأسره منذ القضاء على نظام  معمر القذافي وهي تحديات عاجلة لا تحتمل التأخير أو التأجيل وهناك تحديات بحاجة الى وقت أطول من التخطيط والتنظيم فما هي هذه التحديات ؟؟
 
1: وضع دستور جديد
ولعل أهم هذه التحديات تكمن في المبادرة الى وضع دستور جديد للدولة الجديدة وفي التخلص من آثار وأعباء النظام السابق والتصرف بكل دقة وموضوعية للعودة بالشعب الليبي الى ظلال الأمن والإستقرار وإلى إعادة الوحدة الوطنية الى أفراد القبائل الليبية والى كافة أبناء المدن وإعادة الأمن والقانون فالدستور “هو القانون الأعلى الذي يحدد القواعد الأساسية لشكل الدولة ونظام الحكم وشكل الحكومة وينظم السلطات العامة فيها من حيث التكوين والإختصاص والعلاقات بين السطات وحدود كل سلطة والواجبات والحقوق الأساسية للأفراد والجماعات ويضع الضمانات لها تجاه السلطة. ويشمل الدستور اختصاص السلطات الثلاث السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية” وبتعريف آخر الدستور “هو مجموعة المبادىء الأساسية المنظمة لسلطات الدولة والمبينة لحقوق كل من الحكام والمحكومين”.
 
أما كيفية وضع الدستور الليبي والأسلوب للجؤ الى تحقيق وضع دستور حديث إنساني عادل فهذا يعتمد على القيادة الليبية ممثلة بمجلسها الإنتقالي والحكومة الليبية ولا بد من الرجوع الى مجموعة من الدساتير المنبثقة من خلال مراحل التاريخ الحديث والإستعانة برجال القانون والفكر والفقه والتشريع والإدارة العامة والسياسة والإجتماع .
 
ومن ثم الإنتهاء بشكل قانوني من اللجان الثورية وتاريخها المنصرم والعودة الى الإنتخابات النيابية بعدالة إجتماعية تمثل كافة القبائل والمدن والفئات السكانية. والتوصل الى نظام انتخابي دستوري عادل لكل أبناء الشعب
 
2: المحافظة على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية
ولعل أهم القرارات الواجب اتخاذها فورا بعد أن تم اختيار الحكومة الليبية يتمثل في المحافظة على القوات المسلحة الليبية “الجيش الوطني الليبي ” والأجهزة الأمنية الليبية السابقة وكوادرها المختلفة . لا سيما أؤلئك المأمورين الذي لا يتعدون في رتبهم العليا رتبة العقيد أو المقدم حتى أصحاب الرتب العالية من عمداء وألوية ممن لم يساهموا في عمليات القتل والتنكيل العمل على الإستفادة من خبراتهم أو إحالتهم على التقاعد وإعطاءهم كافة حقوقهم التقاعدية والمعنوية غير منقوصة ومساعدتهم للعيش بكرامتهم. لا سيما وأن عملية هدم الجيوش وتدميرها وحرقها في عالمنا العربي هي عملية سهلة جدا في زمن الثورات وفي مراحل تسليم السلطة لقيادات تعتمد سياسة التنكيل والتعذيب وقتل كافة أتباع النظام السابق ونستطيع أخذ عبرة فيما تم بالجيش العراقي السابق في زمن صدام.
 
كما أن الفقر والحرمان والفراغ لأفراد الجيش السابقين يدفعهم إن عاجلا أم آجلا الى البحث عن لقمة العيش ونظراً لكونهم مدربين على استخدام السلاح فلا شك بأنهم سيقومون بإثارة القلاقل والفتن ويساهمون في عدم الإستقرار ويستمرون في إثارة الفتن الطائفية والإقليمية والدينية والقبلية والعشائرية فبدل أن ينضووا تحت ظل الثورة الحديثة يصبحون أعداء لها. صدقوني أن عملية بناء الجيش من جديد هي عملية باهظة جداً من الناحية المادية وإن عملية إعادة تأهيل وتجنيد مدنيين جدد تستغرق أوقاتا طويلة فحافظوا على أبناء الجيش السابق لا سيما في الرتب المتوسطة وضباط الصف والجنود .
 
وعلى الوحدات التي لم تكن محسوبة مباشرة على النظام السابق وحاولوا كل الجهد لكسب الجميع وضمهم تحت الراية الجديدة هم وعائلاتهم.
 
لقد تم صرف مئات المليارات على الجيش الليبي في عهد القذافي ونحن نعلم أن هناك الآلاف من الدبابات الحديثة وناقلات الجنود والأسلحة الخفيفة والأسلحة المضادة للطائرات والمدافع وهناك نواة ممتازة من طياري سلاح الجو الليبي وهناك أجهزة اتصالات ورادارت متقدمة بمليارات الدولارات . فبدل إضاعتها يجب الإستفادة منها.
 
كما أن فكرة الإستفادة من الثوار من حيث المشاركة في قوات الشرطة تمثل مخرجاً مؤقتاً وهروبا سريعا لحالة آنية طارئة ولكنها وسيلة فعالة لضم الثوار الى حكومة الثورة شريطة أن يخضعوا لدورات في الأمن العام لأن عمل رجال الأمن العام يقوم على التعامل المباشر مع المواطنين وياحبذا لو تم استيعاب أعداد كبيرة منهم في الجيش الليبي ويمكن تشكيل وحدات خاصة منهم وتدريبهم أفضل أنواع التدريب العسكري الإحترافي وتشكيل ألوية من المغاوير أو المظليين أو القوات الخاصة منهم.
 
هناك أهداف واتجاهات وتطلعات من قبل الدول العظمى وبالذات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وتتبعهم إيطاليا تصب وتتجه نحو ملء الفراغ الحاصل بعد سقوط النظام ليس في المجال العسكري فحسب وإنما في المجال الإقتصادي والتجاري والنقل الجوي والبحري والمجال الطبي والنفطي وتكنولوجيا المعلومات والإتصالات ومشاريع البناء والنشاط البنكي والعملية التربوية والجامعات والمدارس العلمية والثقافية والمهنية .
 
وكل هذه الدول تريد الوصول الى المجلس الإنتقالي والحكومة الليبية من أجل توقيع اتفاقيات من أجل تدريب الجيش الليبي ومده بالأسلحة والذخائر المتطورة كلها شركات هدفها الربح قبل أن يكون هدفها إعداد جيش عربي حديث قادر على استلام مهام الدفاع للحفاظ على مكتسبات الدولة والدفاع عن الوطن وإنما خلق جيش تابع لإدارة أجنبية من حيث التدريب ومن حيث التجهيز للمعدات والأسلحة في المستقبل
 
3: آلاف من الجرحى وضحايا الحرب
كما أن هناك مشاكل ناجمة عن الثورة منذ أولى لحظات حرب الحرية حتى اقتطاف النصر منها وجود الآلاف من جرحى الحرب الذين يحتاجون المعالجة الفورية دونما تأخير أو مماطلة لا سيما وأن معظم المستشفيات الليبية خالية من الأجهزة الطبية المتقدمة وهناك نقص في الكوادر الطبية وهناك نقص هائل في الأدوية وفي أعداد المستشفيات والأسرة وتوفر الكوادر الطبية والأجهزة اللازمة وغرف العمليات . وضرورة التركيز على فتح مئات بل آلاف المختبرات الطبية من أجل إجراء الفحص الشامل لكشف الأمراض المعدية والسارية والأمراض الجنسية لا سيما مرض الإيدز بالإضافة الى البحث عن الكبد الوبائي والتي تبلغ نسبا عالية في دول إفريقيا.
 
كما أن هناك حاجة ملحة الى الإستعانة بالأطباء المختصين في مواضيع الأطراف المبتورة من أرجل وأقدام وأذرع وأيادي والقيام فورا بإنشاء أكثر من مصنع للأطراف الصناعية في المدن الليبية التي شهدت معارك طاحنة والإستعانة بأطباء من الدول الأوروبية المتقدمة في هذا المجال وبناء مراكز للتأهيل والمعالجة الحكمية .
 
بالإضافة الى ضرورة التصرف فورا من أجل مساعدة كافة العائلات الليبية التي فقدت مصدر رزقها ورب عائلتها إبان الثورة وتقديم المساعدات المالية العاجلة لها وإنشاء وإقرار نظام تقاعد عادل يكفيهم ذل السؤال وإعداد كشوفات بكل هذه العائلات وحفظها في وزارة التنمية الإجتماعية وتخصيص مشاريع مستعجلة لتأمينهم بالمسكن الذي يحفظ لهم كرامتهم ويقيهم ذل السؤال.
 
4: المواد التموينية
العمل على استيراد كميات فائضة من المواد الغذائية الأولية وبالذات المواد الأساسية وإغراق كافة المراكز التجارية والجمعيات الخيرية والأسواق الشعبية في القرى والمدن وتشجيع الأفران على العمل بأقصى طاقتها الإنتاجية واستيراد المواشي وبالذات الخرفان وإقامة المسالخ وتوفير الثلاجات الكبيرة ووسائل التبريد وتوزيعها على كل أنحاء الوطن بسعر التكلفة . وإعادة تأهيل وتشغيل كافة مضخات النفط بكافة أنواع الوقود وتوفير الغاز لتسريع عملية العودة الى الحياة الطبيعية وبيعها بأسعر زهيدة وإعفائها من كافة أنواع الرسوم والضرائب.
 
5: الإعلام
العودة الى تصليح وإعادة تأهيل وبناء الأجهزة الإعلامية ومحطات الإذاعة والتلفزيون ووضع خطة إعلامية مدروسة شاملة على المستوى الوطني والعربي والإقليمي والدولي ومخاطبة عقول الناس وعاطفتهم من منطلق الحفاظ على المبادىء والحقوق الإنسانية والدعوة الى الوحدة والأخوة والتسامح وتكريم سيل الشهداء الذي قضوا في سبيل الحرية والوصول الى العالم بأسره وبالذات العالم الغربي بصورة بيضاء ناصعة بداية جديدة من خلال احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والدعوة الى العدل والمساواة وتحقيق القيم الإنسانية وتوفير المستوى الإجتماعي والصحي والتعليمي العالي لكل أبناء الشعب الليبي.
 
والبدء بحملة إعلامية للمحافظة على حقوق الإنسان الليبي من خلال الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتحقيق مبادىء الحرية والمساواة في الكرامة والحقوق دونما تمييز بين لون أو جنس والحق في الحياة بعيدا عن العبودية والرق والإستعباد والإحتفاظ بالحقوق القانونية .
 
وقيام الحكومة الليبية بالإنضمام الى لجان حقوق الإنسان ولجنة الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية ولجنة القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ولجنة القضاء على التمييز ضد المرأة ولجنة مناهضة التعذيب ولجنة حقوق الطفل ولجنة العمال المهاجرين ولجنة حقوق الأشخاص دوي الإعاقة.
 
6: ثوار ليبيا الأحرار
لقد أحسن الثوار الليبيون بإعادة المعتقلات الى الشرطة القضائية والى وزارة العدل وقد آن الأوان لتسريع عملية عرض هؤلاء المعتقلين على القضاء الليبي ولا بد في هذا المجال من إعادة النظر في المعتقلات من النواحي الصحية والإنسانية كما لابد من إعادة تأهيل كافة السجون الليبية والتأكد من صلاحيتها وتوفير كافة متطلبات الحياة الكريمة للمعتقلين قبل وبعد اتخاذ القرار القضائي والنطق بالحكم عليهم.
 
لا شك بأن صرخة الحرية إذا انطلقت يصعب إرجاعها وإذا تحطم حاجز الخوف يمكن الوصول الى أعلى القمم بكل جرأة وشجاعة وحين يؤمن الإنسان بقضيته تصبح الشهادة هي طريقه الى الله . ولا بد هنا من الوقف الفوري لكل مظاهر النزاع المسلح وعودة القانون الى الحكومة المنتخبة والعمل على تسليم السلاح الى الجهات الأمنية والمساعدة في إعادة الأمن والنظام والتقريب بين وجهات النظر المختلفة وتطمين كافة الفئات من قبل الحكومة المنتخبة بأن الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وروت دماؤهم أرض ليبيا الغالية لن تذهب هدرا ولن تضيع سدى وأن الثوار الذين ثاروا من أجل تحقيق الحق والحرية والعدالة الإجتماعية لن تنتقص مكانتهم ولن ينسى دورهم وتضيع تضحياتهم العظيمة .
 
ولا بد للدولة من أن تكرمهم وأن تقدم كل قرية وكل مدينة وكل قبيلة وكل عائلة أسماء الشهداء الذين سقطوا من أجل أن تنتصر الثورة فإن هؤلاء يجب تخليدهم في سجل الشهداء لكل معركة ولكل مدينة ولكل موقع كما يجب إختيار يوم معين يسمى يوم الشهداء كما يتوجب اختيار موقع لبناء (نصب للشهداء) بحيث يكون في موقع لمعركة كبيرة من معارك التحرير ولا شك بأن مدينة مصراته في كل زنقة وفي كل حارة وفي كل بيت تصلح أن تكون موقعا لبناء نصب الشهداء فوالله لقد صمدت مصراته في وجه الطغيان وتحمل أهلها ما لم يتحمله بشر وقدموا الشهيد تلو الشهيد وهم يسطرون مرحلة من مراحل النضال الإنساني في صفحات التاريخ. علما بأن كل معركة من معارك الثورة مهما صغرت وأينما وقعت فستظل كبيرة وغالية في ذاكرة الوطن .
 
كما يتوجب على الحكومة أن تعمد الى تخصيص رواتب تقاعدية لعائلات الشهداء وأبنائهم بحيث لا يصيبهم ضيم أو جوع أو نقص في المال وأن يحافظوا على كرامتهم في رحلة الحياة الطويلة.
 
7: الثروة النفطية
الإهتمام بالبنية التحتية لكل آبار النفط وإعادة تعمير وإصلاح الآبار التي تم قصفها وفتح الباب الحر للتنافس الشريف بين الشركات العالمية ومنع كل أشكال الفساد. وزيادة الإنتاج لكل من النفط والغاز لا سيما وأن النفط الليبي هو من أفضل وأجود أنواع النفط في العالم كما أن الغاز هو أقرب المصادر الى أوروبا  من خلال أنابيب الغاز تحت سطح البحر مثل الأنبوب بين ليبيا وإيطاليا  الذي تم بناؤه في عهد القذافي وبرلسكوني . مع الأخذ بعين الإعتبار بضرورة إعادة النظر بالإتفاقيات والعقود التي تم توقيعها من قبل النظام السابق . واستبدالها بعقود جديدة عادلة بعيدة عن الفساد والعمولات المشبوهة بحيث تضمن للشعب الليبي أعلى درجات الفائدة وأفضل الأسعار العالمية لأجود نفط في العالم وأقرب منابع الغاز لأوروبا.
 
كما وأن الإنطلاق في صناعة البتروكيماويات ومنتجات النفط المختلفة ومضاعفة مردودات النفط وإرسال بعثات دراسية للطلاب المتفوقين في مختلف المجالات النفطية حتى يتمكن الإنسان الليبي من بناء القدرة الذاتية في التكنولوجيا الحديثة بحيث يكون صاحب معرفة وعلم وصاحب قرار لإختيار الأفضل وإحياء صناعة البتروكيماويات والمشتقات الليبية وتوفير أكبر فرص عمل للشعب الليبي لإستخراج ولإنتاج ولإدارة الثروات الوطنية
 
8: نقلة نوعية في التعاملات المالية
إعادة رسم السياسة المالية ووضع الأسس والقواعد الرسمية السليمة للإنفتاح على القوانين والأنظمة في الإقتصاد الحر والتجارة العالمية الحرة وفتح المجال للإنفتاح المالي ومنح البنوك العالمية الحق والترخيص في فتح فروع لها تبعا لسياسة مالية حديثة تخضع لرقابة البنك المركزي الليبي حسب الخاصية الليبية وظروفها المالية والإقتصادية بعد استعراض أفضل الخطط والقوانين لإحداث نقلة نوعية في التعامل المالي . ولا مانع هنا من الإستعانة بالخبرات العربية والدولية المتخصصة والمتقدمة في الإقتصاد والتجارة والبنوك والأسواق المالية
 
كما أن قضية الحجز على الأموال الليبية إبان العهد السابق تستلزم إجراء سلسلة من المباحثات وبحاجة الى العديد من الإجراءات القانونية ولعل أقصر الطرق هي المباحثات السياسية المباشرة مع الدول التي عمدت الى تجميد الأموال الليبية والإتفاق معها من خلال القوانين الدولية ومن خلال الأمم المتحدة والتوصل الى اتفاقية وخطة وجدولة زمنية لإعادة هذه الأموال الى السيادة الليبية
 
9: الإتصالات
إعادة استعراض مشاريع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبدء بدراستها من النواحي الفنية وتقييمها والتركيز على إعادة النظر في كافة الشركات التي تم التعاقد معها من خلال ممثلي النظام السابق والعمل على تحديث هذه العقود والبحث عن أفضل الشركات وأكثرها تقدما في العالم وأفضلها مردودا على الشعب الليبي لأن الشركات السابقة قد استنفذت من خلال مواصفات ظالمة مئات المليارات كان يدفعها الشعب الليبي من خلال وسطاء لشركات لاهم لها إلا استنزاف قدرات الشعوب وبيع تكنولجيا متخلفة بأضعاف ما تستحق واحتكارها وسؤ استغلالها من قبل مجموعة من المتنفذين
 
10: المواصلات
إعادة النظر في البنية التحتية الخاصة بالطرق ووسائل النقل والشحن البري ووسائل المواصلات المختلفة وشبكات المياه ومصادرها وإعادة بناء شبكات المجاري ومعالجتها بواسطة أحدث محطات التنقية الحديثة وعدم السماح لهذه المجاري بتلويث مياه البحر. وإرسال المئات بل الآلاف للتخصص في هندسة المدن وتخطيط المدن
 
إعادة النظر في كافة الموانىء البحرية ووسائل النقل البحري بالإضافة الى التركيز على الموانىء البحرية الخاصة بنقل البترول الليبي وإعادة تأهيل العديد من الموانىء الرئيسية للمدن الليبية الكبيرة وإنشاء العديد من الموانىء والأرصفة التجارية لسفن الشحن الكبيرة والمتوسطة الحجم
 
إعادة بناء وتحديث الطيران الليبي بشقيه الوطني والخاص وإعادة تأهيل كافة المطارات الليبية وتوسعة مدرجاتها وتحديث كافة الأبراج وأجهزة الإتصال فيها من أجل الوصول الى أعلى درجات السلامة العامة . وبناء ورش للصيانة الخاصة بأحدث طائرات النقل وطائرات الشحن وتزويدها بطواقم فنية هندسية ذات كفاءة عالية . نحن نعلم أهمية النقل الجوي والشحن الجوي ولا شك بأن التكلفة ستكون باهظة جداً لا سيما من حيث أسعار الطائرات الحديثة ولكنها ضرورة من ضروريات الحياة في العصر الراهن وهي على المدى المتوسط عملية مربحة من الناحية التجارية والناحية المعنوية ولا بد من تأهيل نخبة كبيرة من الطيارين الليبيين وإيفادهم الى أكبر وأشهر أكاديميات الطيران في العالم والتخطيط في المستقبل الى بناء أكاديمية ليبية لتدريب الطيارين الليبيين. وهناك مبدأ اقتصادي شهير يقول إن الإقتصاد السليم لأي دولة ينبني على ثلاثة أرجل نظام مالي عالمي سليم حر ومتفتح . نظام اتصالات متطور ومتقدم .وشبكة مواصلات مع كل العالم برا وبحرا وجوا.
 
11: التعليم
إعادة التقييم والبدء بالتخطيط الفعلي لكل المناهج الدراسية ووضع الخطط الموضوعية من أخصائيين متعلمين ذوي الخبرة والإختصاص من أجل رفع مستوى التعليم الإبتدائي والثانوي والجامعي والسماح في البدء بتعليم اللغات الأجنبية في المراحل الإبتدائية . ولا بد لنا من أن نعترف أن كثرة المدارس وكثرة الجامعات لا تعني إنتاج جيل متعلم محترف إذا كان مستوى التعليم منخفض وإن كانت التخصصات غير مطلوبة وغير مدروسة ولا تصب في مصلحة الوطن.
 
يجب إنتقاء أصحاب العقول ونخبة من الأساتذة المتمرسين لإجراء مسح شامل عن حاجات الوطن وطبيعة التخصصات المطلوبة في هذه المرحلة الزمنية ولا بد من وضع ضوابط ومقاييس للحفاظ على المستوى العلمي المطلوب تحقيقه ليس على مستوى الجامعات فحسب بل على مستوى المدرسة الثانوي والإبتدائي ولا بد من إعادة النظر في كافة مناهج التدريس ووسائل التعليم ووضع استراتيجية تعليمية حديثة تواكب النهضة العلمية والفكرية والقانونية والصناعية والتجارية والطبية والمالية والمهنية والهندسية.
 
وفي النهاية ان من نعم الله أن ليبيا غنية ماديا وفكريا وفيها من الثروات ما يقيها الحاجة . وفيها والحمد لله من الدين الإسلامي ما يقيها عثرات المستقبل وفيها من العروبة مواعظ وعبر وهي بلا شك بحاجة الى لملمة الجراح والخروج من ذكريات الماضي والتطلع الى المستقبل بكل ثقة وثبات .
 
ولكننا اليوم نشهد بداية الصراع الذي لا يرحم بين حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج وبين الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر  ونحن نأمل ألا يكون السلاح هو صاحب الكلمة الفصل بما تجلبه الحروب الأهلية من مشاريع  الموت والدمار والخراب يكون وقودها الناس والحجارة .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد