التطبيع .. مغامرة غير محسوبة

mainThumb

07-08-2019 03:41 PM

  كان جالسا في الفناء يحدث شابا يصغي اليه بكل جوارحه، قال له: أرأيت كل الذين يهرولون الى اسرائيل، ومن يجاهرون بقبولها، هؤلاء كلهم لا يمتون الى المجتمع العربي بصلة، هؤلاء صنعتهم الصهيونية قبل أن تصنع الأنظمة في بلاد العرب، وجاءت عائلاتهم الى البلاد العربية حاملة المال الصهيوني، وتسيدت في مجتمعاتنا، من أجل هذه اللحظة التي تحاول الصهيونية فيها ايجاد حاضنة لتوجهات الأنظمة السياسية الصهيونية في أوطاننا، لحقنها بإبر التخدير اللازمة حتى تقبل الجسم الغريب فيها.. وكان ينظر جانبا ثم توجه الى الشاب قائلا: لايمكن أن يكونوا عربا أو مسلمين.. من يقبل بإسرائيل هو منها ولكنه لبس لبوسنا فقط، وعقله وقلبه صهيوني، وهو الآن يمارس الدور الذي أرادته اسرائيل عندما جاءت بجَده الى بلادنا في غفلة من مجتمعاتنا الطيبية.

 
أجابه الشاب: وما قيمة الأصوات الفردية هنا أو هناك، وكل المجتمعات العربية ترفض أن تطبع مع الدولة الصهيونية، ولا تسمح لها أن تتفشى في أوطاننا؟
 
- أحسنت: المجتمعات العربية والاسلامية من أقصى الغرب الى أقصى الشرق، رفضت أي تطبيع مع العدو الصهيوني، وهذا ما يزعج اسرائيل التي عملت على هذا الملف طويلا، ولم تستطع أن تصنع رأيا عاما عربيا لقبولها، وهذا ما يجعلها محمومة وتريد أن تثبت لرعاتها، أن لها مؤيدين في المجتمعات العربية، ومع الوقت سيقوى هذا التيار، وما درت أن العكس هو الصحيح في البلاد العربية وفي العالم، فاسرائيل ينكشف الغطاء عنها مع مرور الوقت، وصار الكثير من أحرار العالم يعرفون حقيقتها وحقيقة وجودها.
 
قال الشاب: هل تكتفي اسرائيل بالأنظمة لحمايتها وتتجاهل الشعوب؟ هب الكهل: لا يمكن فالأنظمة تحتضن اسرائيل منذ مشاركتها في إنشائها ثم توسعها وامتدادها، وخدعت الشعوب، والآن انكشفت عوراتها ولن تستطيع أن "تطبعها" لتركبها اسرائيل، وقد فات الأوان على الأنظمة، وعلى اسرائيل، فالشعوب بدأت تستفيق وتتثاءب من غفوتها والزمان ليس في صالح اسرائيل وأبواقها، وضعفها وتهاويها واضح في أساليب تطبيعها التي تأتي عكس ما تريد..  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد