هل سيكتفي حزب الله برد محدود؟

mainThumb

02-09-2019 01:54 AM

 كل يوم يمضي تقترب المنطقة من خطر اندلاع حرب بين اسرائيل وحزب الله، لا أحد يستطيع أن يقدر حجمها إن كانت واسعة أو محدودة بسبب تغير المعطيات في الإقليم عامة وحزب الله خاصة، وقد لا تتوقف عند العمليات المحدودة التي اشتعلت أمس على الحدود.

 
فحزب الله سيظهر بقدرات جديدة، نتيجة مشاركة قواته منذ سنوات في الحرب السورية التي اكسبته خبرة واسعة، فالمعادلة ستكون مختلفة عما كانت عليه في حرب 2006، كما ستكون هذه الحرب إن وقعت أكثر قسوة على الطرفين.
 
لبنان سيصمد وقد اعتاد على الحروب وعرف بشاعة عدوه، إلا أن الإسرائيليين هذه المرة سيكونون في مواجهة مختلفة، وتحت لهيب صواريخ حزب الله الجديدة، الامر الذي سيشكل ضغطاً داخليا على نتنياهو، فإن وقعت الحرب قبل الانتخابات قد يخسرها، على عكس الاهداف التي تطلع اليها من عملية الضاحية الجنوبية بجني نصر انتخابي.
 
قادة حزب الله اليوم جادون في الرد على الاعتداء بالطائرتين المسيرتين على الضاحية الجنوبية، وإسرائيل تأخذ تهديدات نصرالله على محمل الجد وهو ما دفعها لإعلان حالة التأهب في شمال فلسطين المحتلة.
 
فحزب الله رغم الضربات التي تلقاها في سوريا والخسائر التي مني بها إلا أنه اليوم يملك ترسانة عسكرية لا يستهان بها، خاصة من الصواريخ الذكية، ولديه الخبرة الكافية التي يتفوق بها على القوات الاسرائيلية في حرب المدن والشوارع.
 
كما أن لديه مخزونا من الطائرات المسيرة والكثير من الحلفاء من الفصائل الفلسطينية التي ملّت الغطرسة الاسرائيلية والمواقف الاميركية المنحازة، وبعض المواقف العربية المتخاذلة.
 
نصرالله زرع الثقة بصدق تهديداته لدى العقلية الإسرائيلية، ويعلم جيداً أن سكت على الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية سيكون هذا الاعتداء عبارة عن الحلقة الاولى في سلسلة اعتداءات لاحقة، على غرار القصف الاسرائيلي المتكرر لقواعد ميلشيات الحشد لشعبي في العراق وسط صمت رسمي عراقي مريب.
 
رد حزب الله على العملية الإسرائيلية هي مسألة دفاع عن وجوده، فان وقعت الحرب ستكون قد فرضت عليه، وليست باختياره، واعتقد ربما ستكون محدودة ولن تصمد إسرائيل على تحمل قصفها بصواريخ ذكية، فالرأي العام الإسرائيلي سيرفض ذلك بشدة ويحمل نتنياهو مسؤولية التصعيد.
 
وربما يكتفي حزب الله بالرد المحدود الذي قامت به قواته يوم أمس. إلا أن حجم العملية مرهون بالرد الإسرائيلي وقد تتوسع العمليات بأي لحظة.
 
نتنياهو يتمنى استئصال الحزب اللبناني، ويخطط لذلك، ويفكر في تحقيق انتصارات، ولكن قد ترجح كفة الخسارة نتيجة رعونته والانجرار وراء رغبات القتل والدمار ونشوة القوة.. فالظروف اليوم مختلفة


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد