السوشال ميديا في خدمة التلاقي .. الاب رفعت بدر

mainThumb

02-11-2019 11:36 AM

 أقام المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام على مدار يومين ورشتي تدريب لطلاب وطالبات من مختلف الجامعات الأردنية، وذلك بحضور المدربة التونسية الشابة الدكتورة شهرزاد بن حميدة، وهي أستاذة جامعية ومحامية مختصّة في القانون العام والعلوم السياسية وإصلاح قطاع الأمن، كما تعمل مدرّبة دوليّة في مجال إدارة النزاعات وتيسير الحوار ودعم التماسك الاجتماعي.

 
المهم أنّ الجامعات العزيزة قد تجاوبت وأرسلت طلبتها الأعزاء للاستفادة من هذه الورشة التدريبية التي حملت شعار: «استخدام السوشال ميديا - أو وسائل التواصل الاجتماعي - لخدمة الحوار والتلاقي، وبالأخص بين الأديان».
 
وبعد كلمات ترحيبية مقتضبة من الجهات المنظمة: المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، ومكتب مؤسسة كونراد أديناور الألمانية في الأردن، والجامعة الأميركية في مادبا، الجامعة المضيفة، عرض المركز الكاثوليكي فيلمًا قصيرًا عن أهمية وسائل التواصل، متكئًا على رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني مع نهاية العام الماضي بعنوان «وسائل التواصل أم التناحر الاجتماعي؟»، وكذلك رسالة البابا فرنسيس مع مطلع هذا العام: «من جماعات شبكات التواصل الاجتماعي «الافتراضية» إلى الجماعة البشريّة «عبر الحياة». وابتدأت المدرّبة مرحلة التنشيط والتدريب بشكل رشيق، لم يعتمد على الخطابات والبلاغة، وإنما على إشراك الشباب في الحديث وتطوير ملكة الحوار لديهم، وتقبّل الأفكار المتناقضة، ولكن مع تقييم الغث من السمين.
 
وبعد، فقد أخذ المركز الكاثوليكي منذ تأسيسه عام 2012 على عاتقه في الأردن، أن يكون ناقلاً للأخبار الكنسيّة والإنسانيّة، مع شراكات رائدة مع عدّة مؤسسات محليّة ودوليّة، ولم يتوقف عند نقل الصورة والخبر، بل تخطاه إلى أن يكون ناصحًا ومقدّمًا «للإشارات المرورية» على درب الاستخدام اليوميّ لوسائل التواصل. فمن جهة حثّ الشباب على الاستخدام الحَسَن، وعلى أخلاقيات الاستخدام، وعلى أن يكون الإعلام خادمًا للوئام، وهو، أي الإعلام، ليس هدفًا بحدّ ذاته، وإنما هو خادم ووسيلة سلام وبناء جسور.
 
أمّا فيما يختصّ بالحوار الدينيّ، فركز المركز على المهمّ والضروريّ في أن يكون هنالك إرشاد لشبابنا الأعزاء، في الابتعاد عن خطابات الكراهية التي لا يخلو منها أي مجتمع، وفي التصدي لها، وعدم الإنجرار الأعمى خلفها. فالإعلام قد يكون، مع كلّ أسف، الناقل الرئيسيّ لخطابات الكراهية، عوضًا عن وجهه المضيىء في التصدي للكراهية وأعوانها وأشكالها، وكذلك في العمل على تثقيف الشباب وتوعيتهم من خطر الكراهية التي قد تتحوّل من مجرّد شعور عابر إلى عمل عنيف، لا سمح الله ولا قدّر!
 
نعم، وكما يُقال، الإعلام سيف ذو حدّين. دعونا نجمّله باستخدامنا له لما يخدم الألفة والتلاقي، وليس الكراهية والتناحر.
 
الرأي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد