الإسلام يصلح لكل زمان ومكان والقرآن دليل العالم

mainThumb

07-11-2019 12:12 PM

بعث الله سيدنا محمد برسالة وديانة الإسلام بعد الرسالتين السماويتين اليهودية على نبينا موسى والمسيحية على نبينا عيسى عليهما السلام. في الوقت الذي كان أهله أهل قريش يعبدون الأصنام من غير الله ويسمون بالمشركين، أرسل سيدنا محمد عليه السلام للناس أجمعين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (سبأ: 28)). وجاء القرآن الكريم صالحاً لكل زمان ومكان ولكل الأمم التي خلقها الله. والذي يثبت ذلك أن ما ورد في القرآن الكريم يصلح لكل مخلوقات الله من مختلف المعتقدات سواء أكانوا أهل كتاب مثل أصحاب الرسالة اليهودية وأصحاب الرسالة المسيحية وغيرهم . وقد إخترنا موضوع توصية الله في كتابه العزيز على الوالدين لنثبت ذلك.
 
أوصى الله بالوالدين في القرآن الكريم في أكثر من سورة وكانت التوصية تختلف من آيه إلى أخرى. فمثلاً  في الآية رقم 23 في سورة الإسراء أوصى بهما إحساناً (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (الإسراء: 23)). لأنهما مؤمنين بالله والإحسان أعلى بدرجات من الحسن (حسناً)، ووصى الله الإنسان بوالديه إذا بلغ أحدهما أو كلاهما الكبر أن لا يتأفف من العناية بهما ولا ينهرهما عن أي فعل يفعلونه وأن لا يقول لهما إلا قولاً كريماً. ولكن في الآية رقم 8 من سورة العنكبوت أوصى بالوالدين حسناً (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (العنكبوت: 8))، لأنهما غير مؤمنين ويجاهدان أولادهما في أن ي يصبحوا مشركين مثلهما ومع ذلك أوصى الله بهما خيراً وقال سوف ترجعون إلي جميعاً وأنبؤكم بما كان كل فريق منكم يعمل.
 
وأما في الآية رقم 15 من سورة الأحقاف أوصى الله بالوالدين إحساناً (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (الأحقاف: 15))، لأنهما مؤمنين وصالحين. وأما في الآية رقم 15 من لقمان طلب من الإنسان أن يصاحبهما في الدنيا بالمعروف حتى لو جاهداه على أن يشرك بالله مثلهما (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (لقمان: 15)). فيا سبحان الله كم هو رحيم في الوالدين لأن الأم تعبت في الحمل والرضاعة والتربية وكذلك الأب في رعاية الأم والأولاد.
 
وهذه الآيات التي يلتزم بها المسلمون في تطبيقها عملياً في الدول الغربية وأمريكا وغيرها من الدول في التعامل مع كبار السن جعلت الكثير من أهل تلك البلدان يدخلون في الإسلام. فكم أنت عظيم يا الله وكم أنت كريم على عبادك. ومن المتوقع أن يصبح الناس في معظم الدول في العالم مسلمين خلال العشرون سنة القادمه. هذه عظمة الإسلام وأنه يصلح لكل زمان ومكان.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد