صحيفة السوسنة الأردنية

عجبي والله من الاعتداءات الصارخة التي نسمع بها بين حين وحين على كرامة الانسان الاردني الذي وكما يؤكد جلالة سيدنا قائد الوطن الملك الانسان عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه هو خط أحمر . نفهم ان تتخصص شركات أو افراد وفق الانظمة المعمول بها في بيع أو تقديم خدمات في المجالات المختلفة لمن يطلبها سواء كانوا افرادا أم مؤسسات وشركات وفق شروط يتم الاتفاق عليها لكن ان نسمع عن بيع ( شقى وتعب الانسان الاردني ) فتلك جريمة لا تغتفر ....




 من يصدق ان في الاردن الملتزم باتفاقيات دولية تحظر الاتجار بالبشر والذي انجز في شهر اذار المنصرم وضع استراتيجية وطنية تضمنت مجموعة من البنود والمحاور للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي تحط من قدر وكرامة الانسان والذي انجز في العام الماضي اصدار قانون يمنع الاتجار بالبشر ( القانون رقم 9 لسنة 2009 ) الذي يجرم كافة اشكال الاتجار بالبشر ....




توجد ( عبودية قسرية ) حيث ما زال فيه حفنة من عديمي الضمير والانسانية الذين يستغلون حاجة الناس وخير مثال حي على هذا الاستغلال مجموعة العمال الذين دوى صوتهم عاليا من ضيم شركة الفوسفات الاردنية التي تقوم بتشغيلهم من خلال متعهد يقاسمهم كدهم وعرق جبينهم . المضحك المبكي في آن واحد ان الشركة كانت تعتمد قبل خمس سنوات على متعهد ( شخص واحد ) لتامين الشركة بمستخدمين لكي يعملوا في اقسامها المختلفة ومنها اقسام فنية وتدفع للمتعهد عن كل ( راس ) مبلغ معين يزيد عن 500 دينار يأخذ المتعهد اكثر من نصفه والباقي للعامل المغلوب على أمره ومن دون اية امتيازات ضمنها له قانون العمل والعمال وحين ( ضج العمال ) عملت الشركة على تغيير الشكل في التعامل مع الابقاء على المضمون حيث استبدلت المتعهد الفرد بالجمعية التعاونية لمستخدمي مناجم الفوسفات وفق اتفاقية مماثلة لتلك التي كانت مبرمة مع المتعهد الفرد وبقي حال عمال ( السخرة ) كما كان ... اجر قليل لهم وحصة اكبر للجمعية التعاونية من تعبهم وكدهم ... وحرمان من كافة الامتيازات التي يحصل عليها زملائهم المثبتين في الشركة رغم ان الحمل الاثقل في العمل والانجاز على عاتق العمال ( العبيد ) ....



وعذرا هنا على استخدامي بعض العبارات المصطلحات .... لكني لم اجد انسب منها لوصف الماساة التي يعيشها نحو 61 مستخدما يعملون في مرافق واقسام الشركة والمحرومين من ابسط حقوقهم الانسانية التي ضمنها لهم قانون العمل والعمال . كل ما استطاع ( المسخوطين ) عمله ان نفذوا اعتصاما على أمل ان يصل صوتهم الى رب الاسرة الكبيرة قائد الوطن الملك الانسان لانصافهم ... لكن هذا الصوت سرعان ما خبا ( بحكم الحاجة واحوال اسرهم الصعبة ) حين التقاهم مدير المنجم الذي اطلق وعودا بمعالجة مشكلتهم خلال اقل من شهر مهددا بفصل من يستمر أو يتحدث في هذا الموضوع ...!!!



جريمة بشعة بكل بمعنى الكلمة واستغرب السكوت عليها من قبل الجهات المعنية لا بل ان الحكومة الرشيدة مطالبة بفتح تحقيق فوري حفاظا على ماء الوجه وسمعة الاردن وكرامة انسانه .... وللحديث بقية عن استغلال الموارد الوطنية Majed_quraan@yahoo.com