صحيفة السوسنة الأردنية

الزائر لمدينة الصريح يصاب للوهلة الأولى بالصدمة وهو يعرج بين شوارعها المحطمة والمهترئة وكأنها قد رجعت خمسين عاماً إلى الوراء بفعل فاعل ، بلدتي اللتي تئن وتستكين وتشحذ بعيونها إلى ابنائها البررة المباركين ، الصريح بلدة الحلم والعلم والفكر و الثقافة والمتعلمين شوراعها محطمة ، واصبحت أشباه طرقات تذكرني بالممرات والطرقات الزراعية التي كانت تخطها الحيوانات .



بلدتي أرادو لها أن تلبس ثوب التحضر والتقدم بشملها بمشروع ما يسمى بالمجاري وتُهنا منذ ما يقارب الثلاث سنوات بين الخنادق والأنفاق المملوءة بالتراب صيفاً ، والأنهار والأخاديد شتاءً ولا من حسيب أو حتى رقيب وكأن الأمر لا يعني المتسولين ، عذراً أقد المسؤولين وممن يتحملون أمانة المسئولية ومعاني الإنتماء والولاء للطون .



ضعنا وانتسينا في زخم التراكمات وقتلونا وذبحونا أصحاب القرارات والرأي السديد بالمكاشفة والمصارحة والشفافية التي يتبجحون فيها صباح مساء وكأن الصريح بلدتي التي لها أعشق والتي هي جزء من هذا الوطن الذي نعتز بولائنا لترابه وسمائه وشجره وتربته الحمراء ، لا تعنيهم .



لقد تاهت مسؤولية العمل والمسؤولية فلا المقاول العتيد الذي فجر انفاقه في كل اتجاهات بلدتي قد اكمل عمله ولا عمدتنا رئيس بلدية اربد الكبرى الذي صرح في أكثر من مرة بأن المسؤولية تقع على عاتق وزارة المياه أو الأشغال ولا الحاكم الإداري قادر على لجم جحموه المتعهد المنفذ لمشروعه .



الأمر لا يعنينا ... الذي يعنينا هو ان يكون هناك محاسبة ومصارحة ومكاشفة حقيقية للمقصرين وان يتم انجاز المشروع وتعبيد شوارع الصريح .

من المسؤول عن أضرار ممتلكاتنا وخراب سياراتنا التي تحطمت جراء شوارعنا المهشمة وكأنها خارجة من حرب ضروس ؟

الأمر لمن يهمه الأمر !! مديراً كان أو وزيراً



والله من وراء القصد .