صحيفة السوسنة الأردنية

في عام 1991م في عهد جلالة المغفور له الملك حسين بن طلال طيب الله ثراه  صدرت الارادة الملكية السامية  في تأسيس الجامعة الهاشمية  في محافظة الزرقاء لتكون منهل علم ومنارة معرفة وسط صحراء تفتقر لأي جامعة حكومية تخدم ابناءها , فجائت الإرادة الملكية الساميه  , وأطلق عليها اسم الهاشمية نسبة لأعرق الأسر, تلك الأسرة التي بعث الله منها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم اشرف الخلق والمرسلين وأنحدر منها سلالة مليكنا المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه .



كنت في زيارة الى الجامعة الهاشمية وقمت بالتجول بين ربوعها الجميلة متأملا فن العمارة وإتقان البناء وتنظيمه داخلها وبين تكامل المرفقات وتوزيعها , بدا لي كل شيء جميل ومكتمل وأعجبت بروعة التنظيم والتخطيط وتقسيم الكليات والمرافق , كان كل شيء على اكمل وجه .



 نظرت الى ساعتي وإذ بها الواحدة بعد الظهر !!! كان هنالك فراغ كبير في الوقت , إنها الواحدة بعد الظهر ولم أسمع صوت المؤذن يعلن ان موعد الصلاة قد حان!!! , سألت أحد العاملين في الجامعة : أين يقع مسجد الجامعة ؟ فأجابني :  ليس هنالك مسجد في الجامعة !!! قلت له : أين إذن تقيمون الصلاة ؟ فقال لي : في المصليات المنتشرة داخل المباني , ثم اخبرني عن مكان احد هذه المصليات  وعندما ذهبت الى ذالك المصلى وجدت نفسي في ممر ضيّق إكتست ارضه قطعة سجاد بالية حيث كان في إتجاه القبلة درجا يعتليه الطلاب مرورا الى الطوابق العليا !!! .


تسائلت حينها كثيرا كيف لهذه الجامعة ان تكون احد اهدافها ومهماتها " العناية بالحضارة العربية والعقيدة الإسلامية ونشر تراثها والاهتمام بالقيم والأخلاق، وتعميق قيمها الروحية والأخلاقية، وتنمية الشعور بالانتماء للوطن وروح المسؤولية" وهي ليس من ظمن مرفقاتها مسجد مستقل أسوة بباقي الجامعات الحكومية ؟ .


لم أجد أي مبرر لعدم وجود مسجد خاص لجامعة حملت داخل طيات إسمها اشرف العائلات وأطهرها بني هاشم , لم أجد ضيق في المساحة او عجز في الموزانة يحول بينها وبين بناء مسجد تعتلي مئذنته هدوئها الجميل .
جامعة عريقة كهذه الجامعة وصل عدد طلابها خلال العام الجامعي الحالي إلى ما يزيد عن (19) ألف طالب وطالبة موزعين على (51) تخصصاً في مرحلة البكالوريوس، و(33) تخصصاً في مرحلة الدراسات العليا: (27) ماجستير، و(1) دبلوم عالي، و(5) دبلوم مهني , بحاجة الى مسجد يقيم فيه الطلاب فروضهم وصلواتهم .



لابد لإدارة الجامعة الإسراع في تنفيذ مشروع بناء المسجد والبدء في التأسيس له وتخصيص الموازنه المناسبة لإتمامه , فجامعة الهواشم لابد لها ان تحوي مسجد يليق بإسمها ليكون لؤلؤة وسط احضانها .