صاحب كشك الزرعيني يروي للسوسنة قصته مع الملك المؤسس .. صور

mainThumb

22-04-2012 12:15 PM

اربد – السوسنة – مصطفى طوالبه - على بقعة صغيرة من الأرض، وسط شارع مزدحم، في مدينة اربد أو (عروس الشمال)، كما يحلو للأردنيين تسميتها، يقع كشك (الزرعيني) ـ نسبة إلى زرعين في قضاء جنين ـ لبيع الكتب .

يقف أحمد محمود درويش، المعروف بـ(أبو العبد الزرعيني)، ذو الثمانية وسبعين عاما، أمضاها في بيع الكتب المختلفة، داخل الكشك الأزرق، الذي بات من أهم المعالم التي تتميز بها عروس الشمال.

ابو العبد الزرعيني باح سره لـ"السوسنة"، كاشفا عن بيعه الكتب منذ أن كان في الرابعة عشر من عمره، كما تناول الفطور في قصر جلالة الملك المؤسس الشهيد الملك عبد الله الأول بن الحسين.

وقال الزرعيني، "بدأت في بيع الكتب منذ الصغر ،على بسطة متواضعة في الشارع المعروف الآن بشارع السينما، واستمرّت هذه البسطة حتى عام 1979 م، ثم استأجرت بعدها كشكاً من بلدية إربد يقع حالياً على دوار الساعة لبيع الكتب".

وروى الزرعيني لـ"السوسنة"، أحد المواقف التي ما زال يتذكرها ويفتخر بها، قائلا : " في أحد الأيام التي كان فيها الملك عبدالله المؤسس يزور إربد مرّ بي ولاحظ أني أبيع الكتب، فوقف وقال لي : يا بني انتقي لي كتباً لأرى مدى نباهتك ... فانتقيت له كتب الشعر والأدب لأني كنت أعرف أن الملك كان أديباً مثقفاً شاعراً وجمعت له كتب أحمد شوقي، وطه حسين، وعباس العقاد، وجبران خليل جبران، والأخطل الصغير، وبدر شاكر السياب، وإيليا أبو ماضي، وأبو القاسم الشابي وغيرهم، فربّت على كتفي .. وقال : أحسنت يا بني .. فقلت له يا مولاي اقبلها هدية مني، ولكن الملك الشهيد سكت وأشار إلى أحد مرافقيه فأعطاني خمسين جنيها فلسطينيا.. وكانت تساوي في تلك الأيام الكثير، وعندما عدت إلى المنزل رويت ما حدث معي لأمي، فدعت للملك وأخذت مني الخمسين جنيها حيث اشترت بها قطعة أرضٍ والتي ما زلت أسكن فيها أنا وأبنائي، وأقمنا فيها بيوتنا فكانت هذه الحادثة مأثرة من مآثر الهاشميين لن آنساها طوال عمري".

وتابع الزرعيني، "بعد شهر مر بي الملك مرة أخرى ولاحظ إني أبيع الصحف فقال لي يا بني في كل صباح تحضر لي الصحف إلى القصر وكان يقول لمرافقيه لا تدعوه يخرج من القصر حتى يتناول الفطور".

ويذكر الزرعيني الشخصيات المرموقة التي كانت تتردد على بسطته لشراء الكتب أمثال بهجت التلهوني، شفيق ارشيدات، حيدر محمود،  فرح إسحاق، محمود المطلق، عبد الرؤوف الروابده.

وعبِّرُ الزرعيني عن حسرته على تلك الأيام التي كان فيها الكتاب ذو قيمة كبيرة بين المثقفين والعامة وكان الكتاب الزاخر بالثقافة هو الكتاب الأكثر قراءة بخلاف هذه الأيام التي تدنى فيها مستوى القراءة كمّاً ونوعاً .

وأشار الزرعيني إلى أن بيعه للكتب في هذه الأيام لا يكفي لسد أجرة الكشك للبلدية ولكن حبه للكتاب هو ما يدفعه للاستمرار، متمنياً على الجهات الرسمية أن تدعمه مادياً ومعنوياً لكي يستطيع الاستمرار ببيع الكتب .. تلك الكتب التي عشقها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد