عمان - السوسنة - أكد النائب محمد راشد البرايسه أن الفريق الوزاري الجديد غير قادر على الاشتباك مع الأزمات والتحديات وأنه سيكتفي بالشكليات الى حين انتهاء مهمته، مشيراً في خطابه الذي ألقاه في الجلسة المسائية لمجلس النواب المخصصة للرد على بيان الحكومة الى أن تنفيذ مضامين كتاب التكليف السامي بحاجة الى حكومة ذات أكتاف عريضة، وأعلن في ختام كلمته حجب الثقة.. وتاليا النصّ الكامل لكلمة النائب البرايسه:
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الرئيس.. الأخوات والأخوة النواب الكرام
إن الرغبةَ في التغييرِ والإصلاحِ هو عنوانٌ لكلِ الحكومات... لكنَ المتفحصَ والمتمعنَ يصلُ الى نتيجةٍ واضحةٍ بأن الآليات السائدةُ والمتبعةُ أصبحت عتيقة وتجاوزها الزمن... وقد يعتقدُ البعضُ أن كلَ حكومةٍ تطرحُ رؤيةً للاصلاحِ تأتي أخرى لتهدمَ ما سبقَ بناؤه.. لكننا في معظمِ الأحيانِِ نكتشفَ أنه لا يوجد أي شيءٍ تم بناؤه أصلاً ليُهدم!!.
الأخوات والأخوة
إننا أمامَ حكومةٍ لا تختلفُ عن سابقاتها لا من حيث آليات التشكيل أو البرنامج الذي يشوبه الكثير من الغموضِ والألفاظِ المطاطية... وربما يكون الاختلافُ الوحيد هو مقاسات شخوص الوزراء من حيث الطولِ والعرض... ومع الاحترامِ لذواتِهم... فإن غالبيتهم معروفة مقاساتهم وانجازاتهم واخفاقاتهم... وزير ما زال يرأس مجلس ادارة شركة الاتصالات الأردنية.. حسب بيانات دائرة مراقبة الشركات والتي تتبع لنفس الوزير... ووزير آخر تسلّم منصبَ قاضي تمييز لمدة سنة و3 أشهر وما أن فاز بتعديل راتبه التقاعدي واعفاء جمركي حتى سطّر استقالته وطار!!... فهل نُفصح عن المزيدِ من قصصِِ وحكاياتِ الشُطّار؟!.
تسعةٌ وعشرونُ وزيراً.. يضافُ إليهم رئيسهم... يشكلّون فريقاً حكومياً لا يبعثُ على التفاؤل.. فريقٌ تم تشكيله دون أدنى إعتبار لأسسِ الكفاءةِ والحاجة.. وأجزم أنه غير قادرٍ على الاشتباكِ مع الأزماتِ والتحديات... وأعتقد أنه سيكتفي بـالشكليات الى حين انتهاء مهمته.. ليأتي فريقُ حكومي آخر.. ونعيدُ نحن ذاتَ الخطاب بألفاظٍ ومصطلحاتٍ مختلفة.
معالي الرئيس
الكلامُ هنا صريحٌ وبسيط.... والحديثُ عن مشكلاتِ الأردن وما يعاني منه الأردنيون باتَ مؤلماً وموجعاً... وعلى عكسِ المتصيدين بالماءِ العكر... فإننا حين ننتقد... فإن هذا من بابِ غيرتنا على وطننا.
لقد جاء في بيان الحكومة، وهنا اقتبس إن برنامجَ الحكومة يستندُ إلى كتابِ التكليفِ السامي ومحاوره العشرة التي تُفصّل الرؤية الملكية السامية... والمهمة الكبرى للحكومة تنفيذ الرؤية الملكية وتجسيدها في سياساتٍ وقراراتٍ تصب في مصلحةِ وطننا الغالي والشعب الأردني الكريم... وهنا نقول أننا بحاجة الى حكومةٍ ذات أكتاف عريضة لتكون قادرةٌ على تحقيق مضامين كتاب التكليف السامي.
الأخوات والأخوة
لقد عانينا جداً من غيابِ الفريق والرؤية... إلى أن أصبحت إصلاحات الحكومات المتعاقبة أقرب إلى أسلوبِ جس النبضات... التي جعلت مشيتها أشبه بـالبطة التي تحاول أن تمشي مشية الطاووس... فما عادت بطةً ولا أصبحت طاووساً!!. وهذه مدعاة الإحباط.
معالي الرئيس
بعيداً عن تجميلِ الصورة... يجب أن نعترفَ بأننا نعيشُ واقعاٌ عقيماً... فالحكومة في بيانها تقول لا يمكن لجميع تلك المشاريع والاجراءات أن تُعطي أُكلها، إلا من خلال قيام المواطن بتحمّل مسؤولياته في تغيير سلوكه الاستهلاكي العام.. حقاً إننا نشاهد أسخف مسرحية... السيناريو الأساسي فيها.. يعتمد على ارتفاع الأسعار.. والمواطن الذي تطلب منه الحكومة تحمّل مسؤولياته.. في حالة يأس وإنهيار... إنه واقعٌ يرفضه الدينُ والمنطق... ولم أجد أبلغ من كلماتِ الشاعر حافظ ابراهيم، إذ يقول:
أيها المصلحون ضاق بنا العيشُ ولم تحسنوا عليه القياما
وغدا القوتُ كالياقوتِ حتى نوى الفقيرُ الصياما!
الأخوات والاخوة
أجزمُ أن الأردنَ قد جفّ حقله وزرعه.. وأن الأردنيَ فقد توازنه وعقله... فالبطالة مستشرية.. والأسعار ملتهبة.. والرقابة وتطبيق القوانين نائمة... ومحاسبة الفاسدين غائبة... والضمائر ميتة... والحكومة بالثقة ملتهية!!.
إنها حقاً تناقضات عجيبة غريبة!!.. فالحكومة تقول في بيانها إن الحكومة حريصة على توفير السلع الاستهلاكية ضمن مستويات الأسعار المعقولة، وستتخذ كافة الاجراءات اللازمة لحماية المواطن من ارتفاع الأسعار غير المبرر. وهنا نقول وبناء على تجارب سابقة... مَن يعتقد أن هذه الحكومة قادرةٌ... فهذا شأنه... أما أنا... والله على ما أقول شهيد... بأني لستُ طامعاً أو طامحاً... إلا أنه ومن بابِ حُسن أداء أمانة تمثيل أبناء دائرتي الانتخابية.... وتوافقاً مع ضميري.... فإني أعلن حجب الثقة... ونسأل الله أن يُصلح الحال واليه عزّ وجلّ المشتكى
حفظ الله الأردن وجلالة الملك.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفاصيل الحالة الجوية ليوم السبت