صحيفة السوسنة الأردنية

اطلعت النقابات المهنية الأردنية على التعميم الصادر عن وزارة الصحة والموجة إلى الأطباء في الوزارة ، و الذي تدعوهم فيه إلى المشاركة في دورة تدريبية سيعقدها ما يسمى مركز التعاون الدولي ( مشاف ) في الكيان الصهيوني ، إننا نبدي استغرابنا و أسفنا لما تفعله وزارة الصحة ، و هي تروج لأطبائها التطبيع مع العدو الصهيوني ، و الذي يكشف مدى التسهيلات التي تقدمها الحكومات الأردنية المتعاقبة للتطبيع و إقامة العلاقات المشبوهة مع جهات صهيونية ، وهي ذات الجهات والعصابات الصهيونية التي ارتكبت وما زالت ترتكب أبشع الجرائم بحق أهلنا في فلسطين ، هذا الكيان الصهيوني الذي قام على اغتصاب أرض فلسطين العربية الإسلامية ، و شرد أهلها ، وها هو اليوم يمارس القتل والتدمير والحصار الظالم للأهل في فلسطين ، كل فلسطين .

كان الأولى بوزارة الصحة أن تلقي بمثل هذه الدعوات في سلة النفايات ، فهي لا تستحق أن تقرأ ، لا أن تعمم ، فلا يمكن قبول الدعوة من عدو مجرم ، ولا يمكن أن نتوقع من عدو خيرا" لأطبائنا ولصحتنا ، و لا لبلدنا وأمتنا ، ولسنا بحاجة في أردننا الغالي المعروف بتقدمه الطبي إلى خبرات ومعرفة من أيدي ملطخة بدمائنا ، ومن عقول مهووسة بالغطرسة والحقد لكل ما هو عربي ومسلم .

من المؤكد أن الأطباء الأردنيين لن يستجيبوا لمثل هذه الدعوات المشبوهة ، وهم كما زملائهم الصحفيين الأردنيين الذين رفضوا حضور دورات تدريبية في وقت سابق لدى هذا الكيان الغاصب ، وكما هم أصحاب الفنادق الأردنية الذين رفضوا إقامة احتفالات للسفارة الصهيونية في قاعاتهم ، وهم إخوة ذلك الأردني الشهم الذي طرد السفير الصهيوني من مطعمه ذات يوم ، والأطباء الأردنيون هم أبناء الشعب الأردني الذي رفض التطبيع مع العدو الصهيوني وما زال ، وهم طليعة متميزة من المهنيين الأردنيين الذين وقفوا سداً منيعاً أمام التطبيع ، وأفشلوا كل محاولات الاختراق للمجتمع الأردني .

إننا في النقابات المهنية الأردنية ندرك غايات العدو الصهيوني من محاولاته للتطبيع ، ونعلم أن غاياته أبعد من عقد الدورات التدريبية وحضور البعض لها ، إنها محاولات خبيثة تستهدف اختراق أمن بلدنا بمفهومه الشامل .

إننا نجدد موقفنا الواضح في رفض التطبيع مع العدو الصهيوني ، ومن ذلك عدم حضور أي نشاط يقيمه العدو الصهيوني أو تشارك وفوده فيها ، ويعتبر مطبعاً كل من يشارك في مؤتمرات أو دورات أو ندوات يقيمها أو يحضرها العدو الصهيوني، نرفض ذلك لأننا لا نعترف بوجود هذا الكيان ، ولا نعترف بمشروعية المعاهدات والاتفاقيات التي عقدت معه ، ونؤكد أن هذه المعاهدات والاتفاقيات مخالفة للدستور الأردني ، ولميثاق جامعة الدول العربية .

إننا ندعو مجلس النواب لممارسة دوره في إيقاف مثل هذه الممارسات التي تسيء إلى بلدنا والى موقفه السياسي ، وندعو النواب إلى محاسبة الحكومة ووزير الصحة فيها ، الذين أعلنوا للأطباء عن هذه الدورة ، وقاموا بالترويج لها . كما ندعو المعنيين إلى محاسبة البعض في وزارة الصحة الذين أظهرت الأوراق أن ما يسمى بالسفارة الصهيونية في عمان ترسل لهم الخطابات مباشرة ، ودون علم الحكومة أو الوزارة بذلك .

إننا في النقابات المهنية نؤكد مطالبتنا بإلغاء معاهدة وادي عربة المشؤومة ، وطرد السفير الصهيوني من عمان العروبة والإسلام ، وسنبقى نهتف :

لا للتطبيع مع العدو الصهيوني .

و من أجلك يا أردن نقاوم التطبيع .

النقابات المهنية الاردنية

عمان في 13 / 2/ 2008