هل راتب ألف دينار يحقق الأمان في الأردن .. فيديو

mainThumb
ألف دينار لا تكفي، المصاريف كثيرة والنفقات عالية

05-05-2025 04:24 PM

عمّان – السوسنة – مؤمن السرابيل - شارع مزدحم بالحياة والهموم، صوت سيارات الأجرة يعلو، لكنه لا يغطي على صرخات صامتة يطلقها الفقراء كل يوم في صراعهم للبقاء.
".. ألف دينار لا تكفي، المصاريف كثيرة والنفقات عالية ... "، هكذا بدأ مواطن أردني حديثه، رجل في الستينات من عمره، يعمل سائق سيارة أجرة منذ سنوات، يقضي يومه في الشوارع، يسابق الوقت ليجمع ما يسد به رمق أولاده. وعندما سُئل عن راتبه، ابتسم بمرارة وقال:" 320 دينار ... يا دوب تكفي أجرة المنزل. لا أريد أن أقول لك الرقم كنت خائف تضحك!" ."
يتوقف قليلاً، يغمض عينيه ثم يضيف: "أحتاج لأكثر من ألف دينار بالشهر حتى أعيش، مش أرفه حالي، بس أعيش..."
طبقة متوسطة... لم تعد موجودة
لم يكن ذلك الرجل الستيني استثناءً، بل نموذجاً مكرراً في بلدٍ تتآكل فيه الطبقة المتوسطة يوماً بعد يوم، وتحل محلها طبقة كادحة، منهكة، تناضل من أجل البقاء، بعدما تخلّت عنها السياسات الحكومية والقرارات الاقتصادية التي فشلت في وقف النزيف المعيشي.
في أحد الزوايا، جلس "أبو خالد" يضحك ساخرًا من واقعه، حين سُئل عن راتبه قال:" 213 ديناراً وهيني بطقطق!"، في إشارة إلى أعمال حرة بسيطة وغير منتظمة بالكاد تُطعم أبناءه.
وفي الجهة المقابلة، كان أسامة، شاب في العشرينات، عاطل عن العمل، علق قائلاً:ألف دينار؟ والله أعيش فيها كما أريد.."!!.
بينما شاب آخر وضع سقفًا للحياة الكريمة قائلا :الراتب المناسب؟ أقل شي 1900 دينار بالشهر… ممكن أعيش مبسوط شوي."
بطالة تفتك بالشباب... والحد الأدنى لا يسمن ولا يغني
تشير الأرقام الرسمية إلى أن معدل البطالة في الأردن بلغ 21.4% لعام 2024، وما تزال النسب مرتفعة خاصة بين الجامعيين بنسبة 25.8%، ما يعكس انفصال التعليم عن سوق العمل، وغياب رؤية حكومية قادرة على خلق فرص حقيقية.
ومع دخول قرار الحد الأدنى للأجور (290 دينار) حيز التنفيذ بداية عام 2025، تساءل الأردنيون:"هل هذا هو الحل؟ وهل يعقل أن يعيش الإنسان وأسرة على 290 دينار في ظل تضخم لا يرحم وأسعار لا تتوقف عن الصعود؟"
الأسعار نار.. والضرائب حطبها
يتحدث المواطنون عن معاناتهم اليومية مع الضرائب والرسوم الحكومية التي ترتفع باستمرار، بينما الرواتب باقية في قاع السلم الاقتصادي. أسعار الكهرباء والمياه، المحروقات، المواد الغذائية، أجور النقل والسكن... كل شيء في ارتفاع إلا الدخل!
ورغم الوعود الحكومية بـ"تحسين معيشة المواطن"، إلا أن النتائج على الأرض تقول غير ذلك، حيث تراجع معدل المشاركة الاقتصادية إلى مستويات مقلقة، وخصوصًا بين النساء، رغم جهود رفعها، والتي لا تزال أقل من المعدلات العربية.
هل من أمل؟
يبدو أن الأردن يقف على مفترق طرق، حيث لم تعد الطبقة المتوسطة قادرة على دعم الاستقرار المجتمعي، بعد أن انهارت تحت ثقل الأسعار والضرائب وسوء توزيع الموارد.
جيل كامل من الشباب اليوم يتساءل:
"هل لي مكان في هذا البلد؟ وهل أستحق حياة كريمة دون أن أضطر للهجرة أو انتظار المجهول؟"

اقرأ ايضاً:







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد