مرزوق الغانم رئيسا للبرلمان الكويتي

mainThumb

06-08-2013 02:35 PM

السوسنة - استطاع النائب الكويتي الشاب مرزوق الغانم أن يفوز بسهولة بمنصب رئاسة مجلس الأمة الكويتي إثر تصويت سري للنواب في إنتخاب رئيس للبرلمان الجديد، إذ لوحظ أن قسما كبيرا من أصوات الوزراء ال15 الذين يحق لهم التصويت في إنتخابات المناصب البرلمانية قد ذهبت لصالح الغانم الذي حصل على 36 صوتا من أصل 65 (النواب 50+ الوزراء 15)، إذ تولى وزير التجارة الكويتي أنس الصالح على ما يبدو عملية تنسيق أصوات الوزراء.


وعبرت أوساط برلمانية عن دهشتها من ضعف التصويت لصالح النائب علي الراشد الذي بدا متفاجئا من إتجاهات التصويت التي ذهبت لصالح منافسه مرزوق الغانم، الذي بات أصغر رؤساء البرلمانات الكويتية سنا منذ عام 1963 حين أنتخب أول برلمان كويتي بعد نحو عام من وضع الدستور الكويتي.
 


أول تصريح


وحال إرتقائه الى منصب رئاسة البرلمان، أكد الغانم في كلمة مقتضبة جدا للنواب أنه يريد من هذا الموقع فتح صفحة جديدة مع الجميع، للتسامي معها فوق أي خلاف، والترفع عن جراحنا، وهي رسالة دلت مضامينها على أن الغانم ربما يقود مبادرة سياسية لإعادة المعارضة الكويتية الى الحلبة السياسية في أول إنتخابات مقبلة.
 


4 ترشحوا للمنصب


ومنذ إعلان نتائج الإنتخابات الأخيرة في السابع والعشرين من الشهر الماضي فقد أعلن النواب مرزوق الغانم، علي الراشد، علي العمير، روضان الروضان، الترشح لموقع الرئاسة، مع الإشارة هنا الى أن أيا من المشار إليهم لم يترشح سابقا لمنصب الرئاسة الذي ظل حكرا منذ عام 1985 على أحمد السعدون وجاسم الخرافي، في حين أن الراشد قد شغل موقع الرئاسة في آخر برلمان أبطله القضاء الكويتي، إذ تزول هذه الصفة عن الراشد سياسيا وقانونيا ودستوريا، علما أن آخر رئيس للبرلمان وفقا للأثر السياسي والقانوني هو جاسم الخرافي، وللمفارقة السياسية فإن الخرافي هو (خال) النائب الغانم.
 


أصغر رئيس للبرلمان


وتبدو الفرصة سانحة أمام الغانم لقنص مقعد الرئاسة خلفًا لخاله الخرافي، إذ يمتلك الغانم – المولود عام 1968- الذي سيكون في حال إنتخابه أصغر رئيس للبرلمان الكويتي منذ إنتخاب أول برلمان كويتي عام 1963 شبكة علاقاتت سياسية ومؤثرة في الداخل الكويتي، تؤهله للعب دور سياسي عميق، كما أن خطوط إتصاله السياسي بسكّان الطوابق العليا في القيادة السياسية، مفتوحة وساخنة، وهو ما قد يكون سببا في تجيير أصوات وزراء الحكومة الكويتية لمصلحة المرزوق، بوصفه خيارا آمنا.
 


خطاب هادئ ومعقول


 ويعتبر رئيس البرلمان الكويتي الجديد مقربا من النظام السياسي، علاوة على أن خطابه السياسي منذ دخوله البرلمان عام 2006 كان معقولا، وعمليا، ولم يخرق السقوف السياسية كما فعلت المعارضة السياسية، التي وقف الغانم في مناسبات عدة داعما لها، ولتوجهاتها، في حين أن مواقف أخرى للغانم كانت تكشف عن تنافر كبير مع المعارضة.
والغانم الذي لم يعرف له أي عمل سياسي قبل عام 2006، إذ اقتصر ظهوره إقتصاديا عبر رئاسة وعضوية مجالس إدارات شركات ومؤسسات عائلية، هو نجل شهبندر تجار الكويت رجل الأعمال علي ثنيان الغانم الذي يرأس منذ أكثر من عقد رئاسة غرفة تجارة وصناعة الكويت، علما أن والدة مرزوق الغانم هي الأكاديمية فايزة الخرافي أول إمراة تشغل منصب رئاسة جامعة الكويت.
 


أهمية المنصب


منصب رئيس مجلس الأمة الكويتي الذي شغل في الأسبوعين الماضيين بال كثيرين في الداخل الكويتي هو منصب مهم جدا في التركيبة السياسية الكويتية، وهو موقع يحظى شاغله بالأهمية السياسية التالية للأمير مباشرة، إذ يتقدم على شاغل منصب رئيس الوزراء، ويتقدم عليه بروتوكوليا في المناسبات العامة، إذ يقوم بضبط أداء البرلمان، وإدارة جلساته، وفي أحيان كثيرة تحديد سقف الخطاب السياسي للبرلمان، والتحرك للجم إنفلاته، ورغم أن الدستور لا ينص على هذه المهام لرئيس البرلمان، لكن القانون الداخلي للمجلس يعطيه الكثير من هذه الصلاحيات.
 


معارضتان و رئيس


ولرئيس البرلمان حضور دائم في المعادلة السياسية الداخلية، إذ يجتمع مباشرة وعلى إنفراد بالقيادة السياسية، وغالبا يكون جزءا من الخطة السياسية المتعلقة بالمشهد الداخلي، ويتم إطلاعه على توجهات القيادة في المرحلة المقبلة، كما أنه همزة الوصل الأساسية بين القيادة السياسية ونواب البرلمان، لكن مقاطعة المعارضة السياسية – وهي وازنة في المشهد الداخلي- من شأنها أن تضغط على أي رئيس مقبل للبرلمان، فبدلا من أن يتعاطى فقط مع معارضة داخلية يصبح مطلوبا منه التعاطي مع معارضة خارج البرلمان، علما أن الأخيرة كانت جزءا فاعلا من البرلمانات في السنوات الماضية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد