حفيدة «سفاح بلاسزوف»: ليس هناك ذنب ينتقل بالوراثة!

mainThumb

29-09-2013 05:20 PM

السوسنة - كانت جنيفر تيغ مصنفة ضمن ما كان يعتبره النازيون «دون البشر»، لأن جدها آمون غوت، «سفاح معسكر بلاسزوف» في بولندا، لم ترق له بشرتها الملونة وشعرها الأسود.

ولم تكتشف جنيفر، المقيمة في مدينة هامبورغ الألمانية، تعمل في مجال الإعلان، حقيقة ما جرى معها في طفولتها سوى في سن الـ 38 عاماً، وتقول: «قتلني جدي آمون».


وآمون، جد جنيفر، هو المسؤول النازي الشهير، الذي أدى رالف فيين دوره في فيلم المخرج ستيفن سبيلبرغ، الذي كان معتاداً على إطلاق النار من شرفة داره المطلة على المعكسر، بشكل عشوائي على المرحلين إليه، أو إفلات كلابه المفترسة عليهم، لتقطعهم إرباً.


وتقول جنيفر معلقة على تاريخ جدها الدموي: «ليس هناك ذنب ينتقل بالوراثة، كل إنسان مسؤول عن أفعاله وسيرته فقط».


لكنها لم تتوصل إلى هذه القناعة إلا بعد تعمق طويل في تاريخ جدها، السفاح النازي الذي حوكم وأعدم شنقاً في بولندا عام 1946.

تبلغ جنيفر من العمر اليوم 43 عاماً، وهي متزوجة وأم لولدين، وجنيفر هي ثمرة زواج قصير بين ابنة غوت وطالب من نيجيريا كان مقيماً في بافاريا جنوب ألمانيا، وبعد أربعة أسابيع من ولادتها، وضعت في مركز ثم تبنتها عائلة بعد ذلك وهي في سن السابعة، واكتشفت جنيفر تاريخها وتاريخ عائلتها البيولوجي صدفة، أثناء تجولها في المكتبة العامة في هامبورغ، إذ صادفت كتاباً يحمل عنوان «ينبغي أن أحب جدي، أليس كذلك؟».


ويروي هذا الكتاب قصة والدتها التي فقدت الاتصال معها منذ فصلها عنها وعرضها للتبني، وتتقاطع كل الصور والأحداث في الكتاب مع ما تذكره جنيفر من أيام طفولتها.


وتقول: «لقد شعرت بنداء من داخلي، كان أشبه بموجة غطتني، خرجت من المكتبة وألقيت نفسي على مقعد».


بعد ذلك اتصلت جنيفر بزوجها لأنها كانت عاجزة عن قيادة السيارة، وعندما وصلت إلى بيتها، عادت وقرأت الكتاب من البداية حتى النهاية، ثم بدأت رحلتها في البحث عن هويتها، واستمرت خمسة أعوام.


وتقول: «في البدء، لم أُفاجأ بشخصية جدي، بل بشخصية جدتي التي كانت بالنسبة إلي شخصية مهمة في طفولتي، وكانت تشعرني بالدفء والأمان».


جدتها روت إلين كالدر، رفضت الاعتراف بما اقترفه زوجها، قبل أن تنتحر في 1983، فقد كانت محبة له، وهذا ما يثير استغراب حفيدتها التي تتساءل: «كيف يمكن أن تكون مُحبة، وحبيبة جلاد!، كيف يمكن أن تستقيم الصورتان معاً؟».


بعد ذلك بدأت جنيفر بالغوص في شخصية والدتها مونيكا غوت، المولودة عام 1945، يُفتتح هذا الفصل بعبارة: «آمون يحكم وجودنا، حتى بعد موته».


وتقول جنيفر عندما عادت والتقت والدتها بعد اكتشافها هذا الكتاب: «كبرت والدتي مع الصمت، ولم يكن بإمكانها أن تتحرر من هذا الثقل، أما أنا فبإمكاني أن أتحرر».


ذهبت جنيفر مرتين لزيارة قبور ضحايا معسكر بلاسزوف، وتقول: «عندما وضعت الزهور على القبور، كان ذلك إعلاناً لتحرري من تاريخ العائلة».



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد