صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة -  أكدت الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى كاثرين أشتون أنها لم تأت الى مصر للوساطة أو التدخل، مشيرة إلى إجرائها مباحثات فى القاهرة حول الأوضاع السياسية في البلاد وأهمية أن تسير مصر للأمام.

وقالت آشتون، في مؤتمر صحافي الخميس بالقاهرة، إنها أجرت خلال زيارتها لمصر عدداً من اللقاءات الهامة مع الرئيس المؤقت عدلي منصور ومع النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى ونائب رئيس الوزراء الدكتور زياد بهاء الدين والإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس وممثلي المجتمع المدني وممثلي التحالف الوطني لدعم الشرعية وحزب النور، مشيرة إلى أن المباحثات خلال هذه اللقاءات تناولت عدداً كبيراً من الموضوعات.

وأشارت إلى أنها التقت أمس الأربعاء وزير الخارجية نبيل فهمي حيث تركزت النقاشات حول الجهود البمذولة لإزالة الأسلحة الكيماوية فى سوريا.
وبالنسبة للاقتصاد قالت آشتون إن الاتحاد الأوروبى شريك قوى يعمل مع الحكومة المصرية والمجتمع المدني وغيرهم لبحث كيفية مساندة المصريين وخاصة الأكثر احتياجاً والقيام بكل ما نستطيع في هذا الشأن.

وأوضحت أشتون أنها التقت أشخاصاً كثيرين فى مصر بعد 25 يناير (كانون الثاني) 2011 حيث أعربوا لها عن آمالهم بأجل أن تكون مصر ديمقراطية، معربة عن اعتقادها بأن هذه الامال ما زالت كما هي ولهذا فإن أهمية إيجاد أسلوب للاستمرار في هذه الرحلة والمسيرة تأتي على رأس الأولويات.

وأضافت أنها بحثت مع رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور المصري عمرو موسى الموضوعات الخاصة بالدستور والعمل الذي يجري من أجل كتابته وأهمية تحقيق مبدأ الشمولية للتأكد من أن المستقبل السياسى لمصر هو في أيدي الشعب المصري الذي يقرر بنفسه مصيره.


ورداً على سؤال حول ما دار خلال لقائها مع الفريق أول عبد الفتاح السيسى الذى استمر ساعتين والرسالة التى نقلتها اليه، قالت أشتون إن اللقاء استمر وقتاً طويلاً وتم خلاله بحث عدد كبير من الموضوعات مثل الوضع فى سيناء، وقالت نحن مهتمون به كما تحدثنا عن الطريق الذي تسير فيه الحكومة للأمام وأهمية أن تكون العملية السياسية بها شمولية.

وأضافت "تحدثنا عن فرص تحسين الاقتصاد حيث كانت مباحثات مهمة"، موضحة أنه من "المهم القول إن لديها شعوراً حقيقياً بأن الجميع يسعون للسير للأمام بطريقة صحيحة".

ورداً على سوال حول رؤية الاتحاد الأوروبى إذا قرر الفريق أول السيسي خوض الانتخابات الرئاسية القادمة قالت أشتون إن "الأمر متروك للأفراد ليحددوا إذا ما كانوا يريدون خوض انتخابات أم لا"، مضيفة "ليس لدى فكرة وليس لدى الاتحاد الأوروبى على الإطلاق أيّ رؤية حول ذلك وشعب مصر هو الذي سيحدد من يريد أن يكون مرشحاً ومن سيصوتون له".

وحول استمرار رفض الإخوان المسلمين المشاركة فى العملية السياسية وإصرار الاتحاد الاوروبى على مبدأ الشمولية قالت أشتون إن الشمولية تعني محاولة إدماج الجميع ومد اليد للجميع وإنه من المهم إيجاد طرق للحوار وهذا ما يقوم الاتحاد الأوروبى بتشجيع الجميع عليه ليس لأننا نتدخل ولكن لأن لدى الاتحاد الأوروبى خبراته لأننا نعرف من خلال خبراتنا فى أوروبا مدى أهمية التفاعل والاندماج في العملية السياسية".

وأضافت "هناك حاجة للاستمرار لتحقيق ذلك وهذه عملية لا تتحقق بين يوم وليلة ولكنها تأخذ وقتا وهناك اهمية لاستمرارها" وقالت "اننا لا نصر على اى شيء فهذه بلدكم ونحن سعداء ان نكون شركاء معكم وداعمين لمصر فى طريقها لايجاد ديمقراطية بشكل شمولى" .
وحول ما اذا كانت أجرت اتصالا مع الدكتور محمد البرادعى بعد سفره من مصر مؤخراً قالت " اعتقد ان البرادعى موجود فى اوروبا ولكن لم أتحدث معه أخيراً".

وعما اذا كانت ترى فرصة للمصالحة فى مصر فى المستقبل قالت "نحن لا نقوم بوساطة فى أي مباحثات وأعتقد أنه كان هناك العديد من التواصل المباشر بين الأطراف ولكن لا أعرف تفاصيل عن ذلك ويمكنكم سؤال الأطراف المعنية".

وأضافت "أنها تعني بهذا التواصل المباشر أنها تسمع أناساً يقولون إننا نفهم أهمية الشمولية والمثال على ذلك كتابة الدستور فقد كانت هناك عدة طرق لجمع الأطراف من أجل انخراط الناس فى هذه العملية"، لافتة إلى أن هذا أمر مهم ولابد من ايجاد وسيلة للسير للأمام تسمح للناس بالمشاركة بشكل كامل في العملية السياسية.

وقالت "نعتقد أن هذه العملية ستأخذ بعض الوقت ولكن من المهم أن يشعر الجميع أنهم قادرون على المشاركة في العملية والمشاركة في العملية السياسية بشكل عام في المستقبل".