مزرعة للأبقار ومنازل وحدائق على مقبرة معدي بدير علا

mainThumb

26-09-2007 12:00 AM

السوسنة - بترا - في مخالفة لصون حرمة الموتى تجاوز مواطنون على حرمة مقبرة معدي في لواء ديرعلا حيث أقاموا عليها " مزرعة للأبقار والمواشي ،وبيوتا سكنية مؤجرة ، بالإضافة إلى حدائق منزلية مزروعة بأشجار الزيتون " عطلت الغرض من استخدام المقبرة .

وأكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عبد الفتاح صلاح أن الاعتداءات أخلت بمسارات حدود المقبرة وجعلت البيوت تتداخل مع المقبرة ومن ثلاث جهات ، مما ينعكس على الخدمات المقدمة للمنطقة مستقبلا كونها ستصبح من مناطق التنظيم العشوائي مشيرا إلى انه وبناء على شهادة الأهالي فان غالبية المعتدين يملكون أكثر من قطعة ارض أو بيت سكني في منطقة الاعتداءات .. وهذه الاعتداءات جاءت بمجملها لغايات استثمارية باستثناء اعتداء واحد يسكنه ورثة المعتدي .

" تتبع بلدية معدي الجديدة للواء دير علا في محافظة البلقاء ويبلغ عدد سكانها 13772 نسمة ".

"ولحل مشكلة الاعتداءات المستمرة على ارض المقبرة منذ السبعينيات من القرن الماضي شكلت لجان تضم وزارة الأوقاف ووزارة الشؤون البلدية وسلطة وادي الأردن التي أوصت بتسكين المواطنين في بيوتهم على ان تقوم السلطة بتعويض الأوقاف بأرض بديلة" بحسب أمين عام سلطة وادي الأردن موسى الجمعاني .

وقال ل"بترا" انه بناء على قرار اللجنة وفرت السلطة قطعة ارض بديلة ، إلا انه تم الاعتراض عليها من قبل وزارة الأوقاف لبعدها ووعورتها وطالبت بان تكون مساوية لمساحة ارض المقبرة المعتدى عليها .

فيما بين وزير الأوقاف .. أن الأرض البديلة التي تقدمت بها السلطة في منطقة تل الرمل وأم حماد هامشية ولا تخدم أي حاجة وقفية وتقل من حيث المساحة عن الأرض المعتدى عليها بمرتين تقريبا .

وأكد تصميم الوزارة على إزالة الاعتداءات عن ارض المقبرة وأنها بانتظار رد السلطة على الكتاب الذي وجه في شهر شباط الماضي حول توفير قطعة ارض بديلة مناسبة ليصار إلى عرضها على مجلس الأوقاف لاتخاذ القرار المناسب .

في حين بين الجمعاني انه تعذر على السلطة ولشح الأراضي الشاغرة في المنطقة الإيفاء بالتزام توفير ارض بديلة لزيادة الطلب على الحصول على أراض سكنية .

مدير التنظيم في وزارة الشؤون البلدية المهندس عمر شابسوغ أكد ان المخططات التنظيمية لبلدية معدي التي تسلمتها الوزارة من السلطة عام 2002 تخلو من ارض المقبرة وتظهر عليها فقط بقعة بيضاء غير مصنفة ، مما يعني أنها تقع ضمن مسؤوليات السلطة كونها خارج تنظيم حدود البلدية .

وبخصوص المقابر أوضح شابسوغ ان التسوير والتشجير والمحافظة على المقابر وتجهيز القبور وتزويد المقابر بالمظلات لاستقبال المعزين وإيصال الخدمات للمقبرة من اختصاص وزارة الشؤون البلدية .

وكالة الأنباء الأردنية التقت بعض الأهالي الذين تجاوزا على ارض المقبرة حيث بينوا ان قضيتهم قضية قديمة جديدة وأنهم طالبوا بتطويب منازلهم التي شيدت على ارض المقبرة بأسمائهم وناشدوا المسؤولين اكثر من مرة لحل قضيتهم وترخيص بيوتهم .

وأوضح وزير الأوقاف ..انه بناء على المادة 1234 من القانون المدني فأن الوقف لا يوهب ولا يورث ولا يوصى به ولا يرهن ويخرج من ملك الواقف ولا يملك للغير .

وقال احد المتجاوزين فراس احمد غنام انه تفاجأ عند مراجعة السلطة بان منزله الذي ورثه عن أجداده منذ أكثر من ثلاثين عاما يقع ضمن ارض المقبرة ،فيما أيدته بذلك أم مأمون رشراش التي تفاجأت لدى تقديمها طلبا لترخيص منزلها بأنها معتدية على ارض المقبرة منذ أكثر من سبعة عشر عاما.

ونفى آمين عام سلطة وادي الأردن ما ذهب إليه أهالي المنطقة بعدم معرفتهم بأنهم معتدون على ارض المقبرة وأوضح أن السلطة ومنذ عام 1977 وضعت يدها على تنظيم الأراضي بمنطقة الأغوار واستخراج "قوشان " الملكية حيث لم تكن هناك مخططات للأراضي .

فيما اعترف عبد الله الصوالحة وورثة شقيقه المرحوم محسن الصوالحة أصحاب مزرعتي الأبقار والأغنام بأنهم معتدون على ارض المقبرة منذ خمسة عشر عاما ، وابدوا استعدادهم لمغادرة المكان في حال طلب منهم ذلك .

." الإسلام كرم الإنسان المسلم حيا وميتا ، ونهى عن الجلوس على المقابر احتراما للموتى ورعاية لحرمتهم ، وان كسر عظم الميت ككسر عظمه وهو حي ، ومن السنة رفع القبور ما يعادل شبرا" حتى لا يداس " حسب قول مدير أوقاف محافظة البلقاء سليمان الشيحان.

وأضاف .. من آداب واحترام الموتى عدم ترك الدواب ترعى في المقابر، وقد سن الإسلام زيارة المقابر لأخذ العظة والاعتبار ، حيث قال الرسول الكريم " كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور الا فزورها فأنها تذكركم بالآخرة" .

رئيس بلدية معدي إبراهيم أبودية بين أن مقبرة معدي الرئيسية التي تخدم المنطقة الفوقا والتحتا ذات الكثافة السكانية العالية تبلغ مساحتها أربعين دونما ، وتعود ملكيتها للأوقاف بعد تخصصيها للوقف من سلطة وادي الأردن ، وان هناك نوعين من الاعتداء قديم ويبلغ عدده 13 منزلا ومزرعة أغنام وأبقار وستة اعتداءات جديدة ومزرعة أغنام وأبقار ومنزل استثماري مؤجر إلى العمال الوافدين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد