الروابدة : يجب عدم تقديم أي هوية على الهوية الوطنية

mainThumb

16-02-2014 01:29 PM

السوسنة - أكد رئيس مجلس الاعيان عبدالرؤوف الروابدة أهمية وحدة الهوية الوطنية الأردنية، والالتزام بها وإعلان ذلك الالتزام، وعدم تقديم أي هوية أخرى إلى جانبها سواء أكانت الهوية الأخرى وطنية أو قومية أو دينية.

وأوضح خلال محاضرة له مساء السبت في الجمعية الخيرية الشركسية بحضور رئيسها العين سمير قردن، أنه يجب النظر إلى الهوية الوطنية على أنها عنصر أساسي متمم للهوية القومية والدينية، محذرا من بروز أكثر من هوية وطنية واحدة في وطن واحد، لما في ذلك من دعوة صريحة للصراع وتمهيد لاختراق القوى المضادة، مشددا على أن القفز عن الهوية الوطنية لحساب الهوية القومية أو الدينية تهميش لدور الوطن والمواطن وزراعة للإحساس بالغبن والتجاوز، الأمر الذي يضعف زخم التوجه الوحدوي.

وأضاف أن من الواجب أن يكون واضحاً أن الهوية الوطنية هي هوية جامعة لا تقبل الإقصاء أو التهميش لأحد، وان الانتماء الوطني للأردن، هو محضن الهوية الوطنية والخصوصية الحضارية.

وقال إن الانتماء شعور داخلي يستقر في الضمير ولا يبرزه إلا العمل المخلص الواضح لخدمة الوطن، كل الوطن، وبجميع مكوناته، معتبرا ان المواطنة الحقة تتنافى بشكل جذري مع تقديم الولاء السياسي لأي جهة غير الوطن ولأي جهة تمثل جزءاً في الوطن على الولاء السياسي للوطن ككل.

ونوه الى ان التعددية في العرق أو الدين أو الأصل أو الثقافة عنصر إغناء وضرورة لتماسك الوحدة الوطنية، مبينا ان "التعددية حقيقة قائمة في كل مجتمعات الأرض، وهي تمثل هويات فرعية للمواطنين تثري العمل السياسي والاجتماعي، عندما لا تكون بديلاً عن الهوية الوطنية وعندما تتناغم ضمن الولاء السياسي للدولة، وعندما لا تغدو تعددية في الولاءات السياسية وعناوين لتقسيم عناصر الوطن الواحد".

واشار الى ان غياب الفهم العميق للمواطنة والالتزام بالوطنية "جعل بعض المتطرفين في الإقليمية والعقائدية يستخدمون المواطنة قميص عثمان للدفاع عن الأفكار الانعزالية التقسيمية أو للتعبير عن الرغبة في الاستقواء على الدولة والحصول على الامتيازات أو للتعبير عن الالتزام لقوى أو دول أخرى".

ورأى ان من واجبات الالتزام بوحدة الهوية الوطنية الاصرار على الاشتراك في العمل العام على جميع المستويات وعدم اللجوء الى العزلة او الصمت، والحفاظ على الممتلكات العامة ودفع الرسوم والضرائب واحترام ممتلكات الاخرين وحرياتهم وكراماتهم.

وعرض الروابدة في محاضرته لمراحل تطور مفهوم المواطنة والمتغيرات التي أثرت عليه في نهاية القرن العشرين وأبرزها انهيار الاتحاد السوفييتي وظهور العولمة وثورة الاتصالات التي حولت العالم الى قرية صغيرة والقرية الى حي، وما أسماه بـ "التشظي الاجتماعي" الذي أدى الى تدهور القيم وظهور قيم جديدة، وأيضا "التطرف الليبرالي المتغول"، والاحباط السياسي لدى المواطن العربي لعوامل عدة.

واعتبر ان أركان المواطنة هي الانتماء للأرض والمساواة والمشاركة، مشيرا الى عدد من الاستثناءات التي لا تتعارض مع ركن المساواة كتحديد سن الانتخاب والمناطق الاقل حظا، واستحالة الوصول الى ما يسمى بالمساواة الرقمية.

وفرّق الروابدة بين مفهومي المواطنة والوطنية، موضحا ان الالتزام بالواجبات هو التعبير الحقيقي عن الوطنية، وان مفهوم الوطنية أعمق من مفهوم المواطنة وهي أعلى درجات المواطنة لأن الانتماء الوطني هو عنصر المواطنة الأساسي وبدونه لا تقوم لها قائمة.

وأضاف إن المواطنة انتساب للجغرافيا ويكتسبها المواطن بمجرد انتسابه للدولة وحمل جنسيتها بالولادة أو التجنس، ولكن المواطن لا يكتسب صفة الوطنية إلا بالعمل الجاد والصادق لصالح الدولة وتقديم مصالحها على أي مصالح أخرى، مشيرا الى ان الوطنية هي الجانب الفعلي أو الحقيقي للمواطنة، فالمواطنة عملية فكرية والوطنية ممارسة عملية.

كما تناول تطور مفهوم المواطنة في الاردن في عدة مراحل منذ نشأة الدولة ووحدة الضفتين وشيوع العقائدية الحزبية وظهور العمل الفدائي وعودة الديمقراطية، مشيرا الى ان الديمقراطية هي الرافعة للمواطنة الحقيقية.

ودار حوار موسع في نهاية المحاضرة التي أدارتها العين الدكتورة هيام كلمات، تناول عددا من القضايا كقضية منح حقوق مدنية لأبناء الاردنيات المتزوجات من أجانب، حيث رأى الروابدة أن من الأفضل منحهم تسهيلات، كي لا تحدث خروقات دستورية، مبينا أن الدستور الاردني لا يفصل بين حقوق سياسية ومدنية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد