عميش في سجال حول العولمة والكونية

mainThumb

17-03-2014 08:27 PM

السوسنة - يشارك سمير عميش في السجال العالمي الدائر حول العولمة والكونية والنظام العالمي الجديد. ففي كتابه الجديد القومية والعولمة الصادر عن دار أزمنة في عمان، يستعيد أستاذ الكيمياء الفيزيائية الأردني محاور هذه الإشكالية، مشدداً على أن الدولة متعددة القوميات تشكل ضمانة تاريخية للقوميات المواطنة، ما دامت هذه الدولة مؤدلجة ومسيسة لخدمة الانتماء الوطني وتأصيله. ويناقش المؤلف فكرة القومية في التجربة العربية، عبر كتابات ساطع الحصري ومنيف الرزاز وميشيل عفلق ونديم البيطار، وسواهم ممن نظّروا للفكرة ولتعبيراتها الواقعية المنشودة. ويعرض في سياق تمثيلاته إلى الثورة العربية الكبرى بصفتها ثورة قومية حديثة.

ويواصل عميش اغناءه لفكرة القومية من خلال نماذجها الشيوعية والأوروبية والافرو-آسيوية، وصولاً الى الفصل الثالث من الكتاب الذي يدور حول محور أميركا ومستقبل العالم. فاستناداً إلى آراء مفكرين ومحللين سياسيين، يرى الكاتب أن الولايات المتحدة، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، لم تستطع، على رغم من حرصها على القيادة العالمية، أن تحقق لنفسها هذا الدور. ويلفت المؤلف الانتباه إلى جهود الرأسمالية المضخمة من اجل تجاوز القوميات والقفز من فوقها، تحت شعارات العولمة والكونية، أو توحيد الأذواق الفنية والاستهلاكية. لكن ذلك يخفي برأيه نزعة للهروب إلى الأمام، تكشف عن عمق المأزق المحدق في خيارات كهذه. فتوحيد الاذواق يواجه بتيار معارض، حفاظاً على الطابع القومي لكل ثقافة : الكنديون يعبرون عن قلقهم البالغ من قيام الولايات المتحدة بابتلاعهم ثقافياً، وفي سنغافورة يعاد إحياء التراث والقيم المحلية، وتشجيع استخدام لغة الماندرين مكان الإنكليزية... وكذلك تجري تململات تؤكد المحافظة على الطابع القومي الثقافي في مناطق واسعة من العالم. ولعل في الاحتجاجات المتوالية على العولمة التي تقترحها اميركا والدول الصناعية، ما يؤكد رفض سكان الكوكب الانصياع لارادة قطب سياسي أو اقتصادي وثقافي محدد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد