المخدرات تؤرق المجتمع الاردني لكنها لم تصل حد الظاهرة

mainThumb

10-06-2014 03:04 PM

السوسنة - على الرغم من تزايد اعداد المتورطين بتعاطي المخدرات في المملكة ,الا ان الوضع في الاردن يصنف بالآمن ولم يتعد حدود الظاهرة .

وفي الوقت الذي اشارت فيه الجمعية الاردنية للوقاية من العقاقير الخطرة والمخدرات ان الوضع وصل حد الظاهرة , رفضت ادارة مكافحة المخدرات ذلك التصنيف معتمدة على المعيار العلمي للامم المتحدة وهيئة الرقابة الدولية الذي يقول " انه اذا بلغ عدد المتعاطين في بلد ما واحدا بالمئة من العدد الاصلي للسكان ، فإنها تشكل ظاهرة ، واذا كان العدد اقل من ذلك تصنف على انها مشكلة " .

رئيس الجمعية الدكتور عبد الله عويدات قال انه وعلى مدار السنوات الماضية والجمعية موجودة في الميدان حيث تقوم بالمراقبة ، والبحث العلمي , ومن خلال اللقاءات التي تجريها مع فئة الشباب والناس بشكل عام ، فانهم يتحدثون ان موضوع المخدرات اصبح مؤرقا وان على الجميع التكاتف للوقوف امام خطر هذه الافة .

واشار الى انه يتم التحضير الان لاجراء بحث علمي على مستوى المملكة ، ليشمل طلبة المدارس والجامعات , والمقاهي , وشرائح مختلفة من المواطنين , موضحا ان الجمعية اجرت دراسة ميدانية منذ حوالي عشر سنوات بينت ان نسبة المتعاطين من الاردنيين وصلت الى 0004ر0 بالمئة.

وقال الدكتور عويدات ان " ظاهرة المخدرات تزداد في ظل الحروب ومن خلال السياحة والانفتاح اضافة الى الفقر والبطالة , فكلما زادت الارجل الغريبة الموجودة في البلاد تزيد من انتشارها وتفشيها ".

النقيب انس الطنطاوي من قسم الدراسات والعلاقات العامة في ادارة مكافحة المخدرات بين ان عدد المتعاطين لم يتجاوز العام الماضي الثلاثة الاف و700 شخص بدون المكررين , لانه من الممكن ان نحصل على ارقام اكبر نتيجة تكرار التعاطي موضحا ان عدد الاناث المتعاطيات كان اقل من مئة .

وقال ان الفئة العمرية المستهدفة لهذه الافة هي بين 20 و 30 سنة ، وهي الفئة المستهدفة على مستوى العالم , مشيرا الى وجود مشكلة في قضية المخدرات على مستوى المملكة وعدم وصولها الى شكل الظاهرة , اذ انه ووفقا للمعيار الدولي فان وجود متعاط واحد في اي بلد يعد مشكلة يجب الوقوف عندها .

واضاف : اذا كان عدد سكان المملكة مع المقيمين يصل الى حوالي عشرة ملايين نسمة ، ومن يحملون الرقم الوطني حوالي 5ر6 مليون , فانه يتوجب وجود مئة الف مدمن من ضمنهم 70 الف اردني حتى نقول اننا نعاني من ظاهرة حسب المعيار الدولي . وبين ان الاردن بلد آمن في محيط مضطرب ولا زال بلد ممر للمخدرات وليس مقرا ، الا انه لا بد ان نتأثر ، خاصة في ظل الاضطرابات الامنية الحاصلة في دول الجوار ، فعصابات التهريب ليس لها وطن , واي اقليم في العالم يشهد اضطرابات يتم تحويل التجارة الى اقليم اخر .

وعن الزيادة في نسبة المتعاطين عن العام الماضي قال ان هذه الزيادة لها معيار علمي وهو : اذا كانت الزيادة عالمية واقليمية وبحكم ان الاردن جزء منهما ، فيتم مقارنة الزيادة في البلد مع الاقليم , فاذا كانت ضمن الزيادة في الاقليم فلا توجد مشكلة ، اما اذا كان في الاقليم تناقص او ثبات وفي البلد زيادة فعندها تكون المشكلة التي يجب الوقوف عندها مليا .

ومع ذلك فان المملكة وفقا للنقيب الطنطاوي تعتبر اقل دولة في الاقليم من حيث تعاطي المخدرات والاتجار بها رغم الزيادة التي حصلت ، بالمقارنة بعدد السكان ,مشيرا الى وجود زيادة اقليمية وعالمية غير مسبوقة للسنوات الثلاث الاخيرة .

واشار الى انه تم ضبط اكبر قضية مخدرات في منطقتي الشرق الاوسط وشمال افريقيا واكبر قضية مخدرات منذ تأسيس ادارة مكافحة المخدرات شملت 314 كيلو كوكائين خلال ايار الماضي ، كانت قادمة من دول اميركا الجنوبية باتجاه الاردن مرورا الى بعض دول الجوار ، وبغض النظر عن اتجاهها ، فقد اتخذنا الاجراء اللازم لانها تستهدف تدمير الانسان وهدفنا حمايته اينما كان .

وقال انه تم خلال الشهر الماضي ضبط خمسة ملايين حبة كبتاغون مع عصابة دولية في قضية واحدة تتجه الى دول الجوار , مشيرا الى وجود تعاون وتنسيق كبيرين مع دول المنطقة كاملة للقضاء على المخدرات ومنع التهريب ، وذلك ضمن اتفاقيات دولية , بل ان التنسيق على اعلى درجة ويتم احيانا عبر الهاتف لسرعة التعامل مع قضية المخدرات المارة عبر الحدود .

واشار الى دعم مدير الامن العام , لادارة مكافحة المخدرات بالقوى البشرية المؤهلة والمعدات والاجهزة والتقنيات العلمية الحديثة ما كان له اثر كبير في عمل الادارة ، كما تم افتتاح خمسة اقسام جديدة لمكافحة المخدرات في الرصيفة وغرب اربد وعجلون وغرب البلقاء والطفيلة ، وفرع مخدرات في كل من الدرة والمدورة .

وقال ان الاسرة هي خط الدفاع الاول ، مشيرا الى ان بعض الاسر وبسبب الانشغالات الدائمة ، لا تتواصل بشكل كاف مع ابنائها , كما ان عدم وجود الرقابة والمتابعة يوفر مناخا للابناء فيما يتعلق بالسهر خارج المنزل لاوقات متأخرة .

ولفت الى اننا نعيش حاليا في فضاء مفتوح , فلا تقييد للمعلومات والمعرفة ، وهناك بعض المواقع الالكترونية ( منتديات عالمية ) تروج للمخدرات بلغات عالمية وتعطي مفاهيم خاطئة عنها ما يؤدي الى تبني بعض ابنائنا لهذه المفاهيم والترويج لها من حيث لا يشعرون ، وطرق التعاطي .

وقال ان رفيق السوء لم يعد الصديق التقليدي السيء فقط بل اصبح موجودا في البيت الى جانبنا , داعيا الاهل الى الجلوس مع الابناء ومحاولة تصحيح المفاهيم الخاطئة التي تروج لها تلك المنتديات عن المخدرات . وبين ان ادارة مكافحة المخدرات لديها صفحة رسمية على موقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) وهي مضادة لتلك المواقع ، مشيرا الى ان الادارة تلقي محاضرات في المدارس والجامعات ، وتعقد دورات لأعوان مكافحة المخدرات للآباء والامهات , وهناك برامج للوقاية ومركز لعلاج المدمنين تابع للادارة اذ تمت معالجة 350 شخصا حتى بداية الشهر الحالي علاجا سيكولوجيا طبيا دينيا اجتماعيا .

ويتم كذلك وفقا للطنطاوي متابعة المتعالجين بعد خروجهم من المركز بفحصهم مجددا للتأكد من عدم عودتهم للمخدرات , فبرامج الرعاية اللاحقة تحتاج الى مؤسسات تتبناها لتؤمن للشخص المتعافي وظيفة وزواجا وغير ذلك , موضحا ان بعض افراد المجتمع يرفضونه ، حيث يتم معاقبة الاسرة كاملة اذا تورط احد افرادها بالمخدرات .

واكد ان جزءا من هؤلاء المتعافين يعودون الى التعاطي اذا تم رفضهم من قبل المجتمع ويتعرضون لما يسمى بالانتكاسة ، مبينا ان التعاطي بعد الانتكاسة يعتبر اشد خطورة من التعاطي الاول .

بدوره اكد رئيس قسم علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور مجد الدين خمش ان المخدرات لم تصل في المملكة الى حد الظاهرة انما تعتبر مشكلة امنية واجتماعية ونفسية لان فيها مخالفة للقانون .

واشار الى ان المشكلة النفسية للفرد المدمن تكمن في تقلبات المزاج والعدوانية وحدة الطباع والشعور بالخوف والانفصال عن الواقع موضحا انه كلما تعمق الفرد بالادمان فانه يصبح رهينة له ولا يستطيع التخلص منه فيصبح على مفترق طرق اما لطلب العلاج في المراكز الصحية الامنية او المصحات الخاصة والتي يترتب عليها اعباء مالية كبيرة او الاستمرار بطريق الادمان اذ يصبح المدمن بحاجة الى جرعات اكثر من السابق ما يؤثر على صحته .

ودعا الدكتور خمش الشباب الى الابتعاد عن اي مادة مخدرة وعدم التفكير بالتجربة ولو لمرة واحدة لانها كفيلة بالادمان ، كما نصحهم بالابتعاد عن رفاق السوء مشددا على اهمية دور الاسرة الكبير في توعية الابناء بهذه الافة الخطيرة ومراقبة سلوك الابناء وعقد الندوات وعرض افلام قصيرة حول هذه الافة في المدارس والجامعات .بترا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد