في ليبيا .. داعش يتغلغل إلى أذهان الأطفال

mainThumb

07-01-2015 05:08 PM

السوسنة - لم يعد خفياً أن من أهم سياسات التنظيمات الإرهابية تجنيد الأطفال، وهي سياسة يعتمدها "داعش" في أكثر من بلد ومن بينها ليبيا في قسمها الشرقي. ففي درنة وبنغازي وغيرها من مدن شرق ليبيا، فقدت الكثير من الأسر أبناءها بسبب تجنيدهم ترغيباً أو ترهيباً من قبل المتطرفين لإرسالهم إلى جبهات القتال في سوريا. وتساءل وقتها مراقبون عن وسائل هذه المجموعات المتطرفة لتجنيد الأطفال والشبان.

ففي عاصمة ليبيا طرابلس بدأ نشاط "داعش" واضحاً داخل المساجد، وفي مراكز تحفيظ القرآن التي سيطر عليها أشخاص بدعم شخصيات نافذة في وزارة الأوقاف ومن دار الإفتاء.

محاضرات للجهاد

ولعل قصة "عمر" (اسم مستعار) لدليل وإن بسيط عن كيفية استقطاب الأطفال. فعمر فتى يبلغ 13 عاماً يلفت الانتباه بسرواله القصير على غير عادة الشبان في جيله. وعند سؤاله عن الموضوع قال: "بسبب التوقف شبه التام للدراسة وتغيب المدرسين الهاربين من الوضع الأمني إلى خارج طرابلس، أدخلني والدي لدورة تحفيظ قرآن في مسجد "مصعب" بحي أبو سليم بالعاصمة طرابلس، فوجدت اهتماماً بالغاً من قبل المحفظين في المسجد".

وراح الطفل يسرد قصصاً عن شجاعة السلف الصالح في الجهاد. ويشدد على أن الدراسة في المسجد أولى من الدراسة في المدرسة التي تتبع الدولة "الكافرة"، بحسب تعبيره.

وعند سؤاله عن عدد زملائه في المسجد قال "تقريبا 30". سألناه عن متابعة أسرته لدراسته في المسجد فقال: "أبي لا أراه إلا في المساء، فهو يعمل بورشة إصلاح سيارات ومن يعتني بي هو الشيخ أبو عبد الرحمن- الذي قال إنه لم يحفظه إلا بعض السور بينما يلقي عليه أكثر من درس في اليوم عن ثبات السلف الصالح في معارك الجهاد ضد الكفار.

إلى ذلك، كشف عمر أن الشيخ أسماه "أبو خالد" تيمناً باسم خالد بن الوليد سيف الله المسلول.

دنانير وهدايا

من جهة أخرى، أوضح "عمر" أن أباه الفقير لا يعطيه شيئا يذكر كمصروف له، بينما يعطيه الشيخ "عشرين ديناراً" أسبوعياً، إضافة "لجلباب" فضفاض وطاقية، وبطاقة رقم هاتف، إضافة لولائم العشاء التي تقام يومياً بعد صلاة المغرب بالمسجد. وأضاف الفتى أن الشيخ أبوعبد الرحمن طلب منه دعوة أطفال الحي للانضمام للمسجد.

وعن سبب امتلاك الطفل "أبو خالد" رقم هاتف الشيخ، قال إن الشيخ طلب منه إبلاغه عن الناشطين في الحي. فعمر رغم صغر سنه لقب "أبو خالد"، من أجل زرع روح التمرد على والديه بحجة أنه وصل لسن تجعله يملك قراره، وعندما طلبنا منه ضرورة إبلاغ والده قال إن الشيخ قال له "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".

أما المفاجأة فكانت أن المسجد يقع تحت إشراف وزارة الأوقاف، وعند السؤال تبين أن الشيخ ابوعبد الرحمن معين من قبل الوزارة لمتابعة عمل المسجد والإشراف على طاقمه وعددهم 3 ينشطون في إعداد دورات لتعليم الناشئة منهج السلف الصالح.العربية

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد