صحيفة السوسنة الأردنية

التمس العذر منكم ايها الشعراء اليمنيون الأماجد، وفي مقدمتكم، عصام الخليدي، عبدالعزيز المقالح وعبدالله البردوني، وقد انتظرت الحزم ابو العزم العربي والغضب العربي كي يبدأ بعاصفة الحزم وقبل مؤتمر شرم الشيخ، من الاصل وليس الفرع ! انتظرته كما انتظر المقدسيون الصواريخ الصدامية يوما فوق بيوتهم، وتمنوا ان تستمر بكثافة دون إنقطاع حتى لو سقطت في احيائهم او على منازلهم. المهم، ان العرب قد شكلوا التحالف لأول مرة بعد انطلاق طائراتهم ال 185 فوق سماء اليمن ! وهذا فعل مع قول، أقدر عاليا نفاذه في الراهن العربي الذي يأتي بعد الربيع العربي الذي يدمي العواصم والمدن العربية من دمشق الى صنعاء وعدن وطرابلس الغرب... والسلسلة قد تطول. تحالف عربي، ومن يدري ان هذا التحالف ذاته اذا استمر بعد اليمن سوف يذهب لليبيا ومن ثم سوريا، ليخلص الواقع العربي من الاشلاء والانقلابات على الشرعية، الى حيث فلسطين والقدس ليهز العصى للصهاينة ؟ ليدخلهم لبيت طاعة التحالف العربي ! فهل ترون ايها القراء ان حلمي كحلم الشعراء العرب... والادباء العرب والقوميون العرب والبسطاء والسذج الحالمون من العرب ؟ ام ان ما اكتبه هو تخرصات كيميائي يكتب النتائج قبل اجراء تجربته في مختبره.

نعم يا شعراء اليمن اني احب صنعاء وعدن وتعز وإب والمكلا... كما تحبونها، فاليمن هي اصل التكوين والجذور للعرب ونحن فرع من الاصل، ونعترف كما المؤرخين من عصر هيرودوت حتى عصر د. على محافظة، انه لا توجد مدن ما بين دمشق وصنعاء وعدن في كل شبه جزيرة العرب بمافيها دول الهلال الخصيب سوى المدن الثلاث اما مكة المكرمة فهي ام القرى وليست ام المدن ! ومع اعتذاري وحبي لكل شعراء اليمن وكل اليمانيون، ستبقى الحكمة يمانية !

ولعلي في هذا المقام ان ادون، قبس من شعر الشاعر الفنان اليمني العدني، عصام الخليدي، حيث يقول في حبه لمدينة عدن:

أعشـقــك أهـــوى رمــالك مـهــد الحـضـارة يـا عــــدن

أنـتِ أصـلـي وانـتـمــائـي نبــض قـلـبــي يــا وطـــــــن

فـي صـباحك شـمـس تـشـرق دفء يـحـضـني ســكـــن

مـن لـيـالــي ألــف لـيـلـة أمـســيـاتــك ســحـــر وفـــــن

بالـفـرح تـمـطـر سـمـائـك بـســمة تـتـحــدى الـمــحـــن

والـوفـاء طـبـعـك وشــرعـك في المـحبة حــسـن ظــــن

وصـهـاريـجـك وصيــرة خــيــر شـــاهــــد لـلــزمــــــن

لــحــن للـتــاريــخ يـــشـــدو كـبــريــائـــك يــا عـــــدن

أنـتِ قــصة حــب خـالــد فــي التــسـامـح والــشـجـــن

كــم تـحـملــتي اللـي خـانـوا بـاعـوا بأرخـصهـا ثـمـــن

الأصـالــة مـــن صــفـاتـك مـهـمـا قــالــوا يـــا عــــدن

والله فـوق الــرأس اســمـك شـعـري يــعـلـنـهـا عـلــن.

ومقتبس آخر من شعر الدكتور الشاعر عبد العزيز المقالح عن صنعاء، بعنوان لا بد من صنعاء وان طال السفر وهي مقولة مشهورة للامام احمد بن حنبل، حيث يقول شاعرنا وشاعر اليمن المجيد عبدالعزيز المقالح تحت نفس العنوان:

(لا بد من صنعاء وإن طال السفر ) !
لا بد منها .. حبنا .. أشواقنا:
تدوي حوالينا : إلى أين المفر؟
إنا حملنا حزنها وجراحها
تحت الجفون فأورقت وازكى الثمر
وبكل مقهى قد شربنا دمعها
الله ما أحلى الدموع وما أمر
وعلى المواويل الحزينة كم بكت
أعماقنا وتمزقت فوق الوتر
ولكم رقصنا في ليالي بؤسنا
رقص الطيور تخلعت عنها الشجر
صنعاء وإن أغفت على أحزانها
حيناً وطال بها التبلد والخدر
سيثور في وجه الظلام صباحها
حتما ويغسل جدبها يوماً مطر

★ وتقبلو خالص شكري وتقديري

وهذه وردة المســـــــــــــاء... لعشاق اليمن وشعراءه وابناءه الكرماء الذي خالطتهم كما عشت معهم اياما وليال في صنعاء وتعز وعدن وغير مكان في ارض الله الواسعة.