بيان لحزب الجبهة الأردنية الموحدة عن قضية المعلمين

mainThumb

21-03-2010 12:00 AM

 

إن حزب الجبهة الأردنية الموحدة وهو يتابع آخر التطورات على حركة احتجاج المعلمين في كافة أنحاء البلاد، ليخاطب المجتمع والحكومة عبر هذا البيان ويؤكد على الحقائق التالية:

إننا في حزب الجبهة الأردنية الموحدة ندرك تماماً أن المرحلة الراهنة التي يجتازها الوطن هي من الحساسية والدقة والأهمية والخطورة بحيث تتطلب من الجميع أن يكون في أعلى وأكمل درجات الوعي وتحمل المسؤولية ووضع الأمور في نصابها الصحيح، إذ لا مجال للتباين في الاجتهاد وبعثرة الجهود ولا سيما في ظل السياسات الإسرائيلية العدوانية والانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل والمحاولات الأمريكية للتدخل في الشأن الوطني الأردني تحت ستار نشر الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، فالجهود يجب أن تنصب في هذه المرحلة على ما يراد بوطننا من شرور، وما يواجه من أخطار وتحديات داخلية وخارجية.

إن حزب الجبهة الأردنية الموحدة وهو يكرس جل جهوده ونشاطاته على حماية الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات الجسام وذلك من خلال المواقف المتعددة للحزب تجاه مختلف القضايا الوطنية، فإننا لا نستطيع أن ننعزل عن هموم أبناء شعبنا وقضاياهم اليومية في التربية والزراعة والصحة وغيرها من الميادين فنحن متصلين بهم فكراً وضميراً ومسؤولية وعاطفة، ولا نجامل أي كان على حساب المبادئ والثوابت ومعيارنا في ذلك مصلحة الوطن والمواطن أولاً ودائماً.

إننا نؤمن بسمو مهنة التعليم وقدسيتها وإننا نغتنم هذه المناسبة لنتوجه إلى كل معلم في بلدنا بالتحية والمحبة والتقدير والعرفان فهو رمز للعمل الصامت وعنوان للتضحية وطوال تاريخ الدولة الأردنية الحديث كان المعلم ولا يزال نموذجاً رائعاً من نماذج العطاء والنهضة والتقدم يؤدي رسالته المستندة إلى تاريخنا العربي – الإسلامي وتراثنا الإنساني المتقدم على أكمل وجه، وأن الكثير من رجالات الوطن الذين نحب ونحترم قد بدأوا حياتهم العملية معلمين في مدارس الوطن، حملوا الرسالة المقدسة من قرية إلى قرية وعندما تسلموا أمانة المسؤولية في مواقع متقدمة كانوا مثالاً في النزاهة والعطاء والرجولة والانتماء.


إننا في حزب الجبهة الأردنية الموحدة نقدر الدوافع النبيلة التي دفعت المعلمين إلى الغضب والاحتجاج والمطالبة بالإنصاف وإعادة الاعتبار للمعلم وإننا نتحفظ على كل ما جاء في تصريحات وزير التربية والتعليم، وإننا ندعو إلى تمكين المعلمين في إطار قانوني يحمي حقوقهم ويدافع عنهم ويمكنهم من أداء رسالتهم على أكمل وجه، وإننا نؤمن أن المعلمين هم فئة واعية مستنيرة قادرة على تحمل واجباتها ومسؤولياتها. إن الظروف الصعبة التي يعمل فيها المعلم والأستاذ الجامعي تستدعي أن تعمل الحكومة بشكل مستعجل على دراسة ظروف العاملين في حقل التربية والتعليم العالي في ظل الظروف بالغة الصعوبة التي يعاني منها العاملين في هذا الميدان وذلك ضمن إمكانيات وموازنة الدولة حتى يستعيد الأردن مكانته على مستوى المنطقة في هذا الميدان.

أخيراً إننا في حزب الجبهة الأردنية الموحدة نؤمن أن أعظم ثروة وأثمن كنز في بلدنا المحدود الموارد والإمكانات والذي يعاني من عجز الموازنة وارتفاع المديونية وتغلغل الفساد هو الإنسان الأردني، وإننا نرى أن المسألة لا تتوقف عند ظروف المعلمين أو عمال الزراعة أو غيرهم من العاملين في الوزارات والدوائر الحكومية وإنما هي أعمق وأشمل من ذلك فالاحتقان الشعبي والعنف المجتمعي وتراجع الثقة بالدولة ومؤسساتها هو نتاج سياسات وبرامج غريبة ووصفات جاهزة وأجندة خفية، كنا ولا زلنا في حزب الجبهة الأردنية الموحدة نحذر منها وندعو إلى إعادة النظر في آثارها ونتائجها وقد طالت نداءاتنا وتوالت ولم يبقى لدينا من مزيد إلا أن نهيب بالجميع إلى الارتقاء إلى مستوى التحديات ومعالجة الأمور بروية بعيداً عن الارتجال والمزايدات من أجل مصلحة وكرامة وعزة هذا البلد الصابر المصابر ولنشق طريقنا إلى الأمام ونبني جبهتنا الداخلية قوية متينة متراصة تصمد أمام أقوى التحديات في وطن واحد لمستقبل واحد بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله وأدام ملكه.

رئيس اللجنة السياسية

د. محمد تركي بني سلامه

20/3/2010



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد