الهاشميون غرسوا الشجرة .. وكلنا حماتها

mainThumb

17-11-2009 12:00 AM

بقلم الدكتور فكري الدويري
 
أشبه الإسلام بشجرة امتن الله بها واختار من يغرسها ، فكان أهلا لرعايتها والعناية بها . ذلكم هو محمد الهاشمي الذي قال : إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشا من كنانة ، واصطفى هاشما من قريش ، واصطفاني من بني هاشم .
وقد تفانى في رعايتها وتجلى ذلك حين قال في يوم الحديبية _ وقد منعته قريش من دخول مكة _ " فوا لله لاازال أجاهد على الذي بعثني الله به ، حتى يظهره ، أو تنفرد هذه السالفة " وظهر ذلك يوم حنين عند ثباته في الموقف العصيب وقد ابتعد عنه أصحابة حين قال " أنا النبي لاكذب أنا ابن عبد المطلب " ثم ازدادت رعاية هذه الشجرة وكثر حماتها ، الذين ورثوها أمانة ، وصانوها عقيدة ، خلفا عن سلف . كما ازدادت فروع هذه الشجرة التي أورقت وزهت واتت ثمارها ، وتعضدت وتعددت أغصانها.
فجذور الشجرة تمثل عقيدة الإسلام ، وساقها يمثل أسسه ومصادرة وأركانه ، وخطه وطريقه ونظرته الكلية إلى الكون والإنسان والحياة ، وكل غصن فيها يمثل جانبا من الجوانب الإسلامية : تاريخ ، وفقه ، وفكر متنوع وخلق ، ونظم لكل جوانب الحياة واطارتها ؛ للفرد والأسرة والمجتمع ، وللدولة في سياساتها الداخلية والخارجية ونوع علاقاتها وأسس هذه العلاقات ، إلى غير ذلك من التفاصيل .
وان الذي يسري في عروق هذه الشجرة وأغصانها وأوراقها وثمارها هو روح العقيدة الإسلامية ، والارتباط بالله تعالى والعمل ابتغاء مرضاته .
وكل جزء أو شعيرة من هذه الشجرة لا تسري فيها هذه الروح ليست من الشجرة ، وغريبة عن جسمها وطبيعتها " الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار "
فهذه الشجرة الاصيله ، صفا نبتها ، وبورك طلعها بغرس الهاشمين لها حتى غدت خالصة للإسلام لانصيب فيها لغيرة أبدا
وما دام حماة هذه الشجرة يقظين واعين لكل ما يتعلق بها وبمكنوناتها ، فهي تعطي ثمرها للناس كافة ؛ مسلمين وغير مسلمين ؛ ممن يتفيؤن ظلالها ، ويعيشون في أكنافها . ويوم يغفل حماتها عنها فاءن الأعداء الحاقدين الطامعين يحاولون القضاء عليها ، وتشويه صورتها مستغلين ضعف المسلمين أنفسهم ، واختلافهم على انتظام الشجرة واتساقها وخروجها عن الصورة المرسومة لها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله علية وسلم .
وإذا كان الأعداء يبذلون جهودا آثمة في زرع الألغام والإمراض في أرضها ، وحقن أغصانها بالسموم ، فاءن مسؤوليتنا اليوم أن نضع أيدينا بأيدي الهاشميين للذود عن حياضها ، وتطهير أرضها وتقليم أغصانها حتى تظهر أمام العالم لأغمة فيها ، ولا معيقات ، ولا تشعبات ، وارفة الظلال ، مباركة يرميها الناس بالحجر وترميهم بالثمر .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد