سنة لشاعر المليون .. وسنة لأمير الشعراء

mainThumb

10-04-2010 09:00 PM

كشفت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عن أن الدورة الرابعة من مسابقة «أمير الشعراء» التي تُعنى بإبداعات شعر العربية الفصحى سوف تُقام بالتناوب مع مسابقة «شاعر المليون» التي اختتمت مساء الأربعاء الماضي موسمها الرابع 2009 –2010 في مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي.
وقال عيسى المزروعي، مدير إدارة المشاريع الخاصة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، إن التصفيات التمهيدية للموسم الرابع 2010 – 2011 من مسابقة «أمير الشعراء» سوف تبدأ بعد شهر رمضان المبارك، في حين تُقام التصفيات النهائية في الربع الأخير من العام الجاري عوضاً عن الموعد المُعتاد سنوياً خلال فترة الصيف، على أن تُقام الدورة الخامسة من برنامج «شاعر المليون» خلال موسم 2011 – 2012، على أن يكون الربع الأخير من كل عام موعداً ثابتاً لانطلاق أحد البرنامجين بالتناوب سنوياً.
القصيدة بكل ألوانها
ومسابقة «أمير الشعراء» مسابقة ثقافية كبرى، يتنافس على مضمارها شعراء القصيدة الفصحى بكل ألوانها وأطيافها، سواء أكانت القصيدة عمودية مقفاة كما عرفت منذ العصور القديمة، أم تلك التي خرجت عن إطار الشكل القديم المتوارث، لتندرج اليوم بعد موجة التحديث والتجريب تحت مسميات عدة، كالقصيدة الحرة أو تلك التي شاع تداولها باسم قصيدة التفعيلة.
وفي الدورة الماضية من المسابقة التي اختتمت في أغسطس 2009 فاز الشاعر السوري حسن بعيتي بلقب «أمير الشعراء» وجائزة المليون درهم بمشاركة 35 شاعراً في التصفيات النهائية من أصل أكثر من 7500 شاعر عربي تقدموا للمسابقة. وفاز بلقب الدورة الثانية التي اختتمت في اغسطس 2008 الشاعر الموريتاني سيدي محمد ولد بمبا.
أما فعاليات الدورة الاولى فقد اختتمت في أغسطس 2007 بتتويج الشاعر الإماراتي عبدالكريم معتوق أميراً للشعراء.
اكتشاف المواهب
وحول التغييرات الجديدة من ناحية التناوب في إقامة البرنامجين، أوضح سلطان العميمي أنها تأتي ضمن استراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وفي ظلّ النجاح الكبير والأصداء الواسعة التي حققتها مُسابقتا «شاعر المليون» و«أمير الشعراء» حيث تقرّرت إقامتهما بالتبادل سنوياً، إذ تمّ تحقيق الغايات والأهداف الكامنة من وراء إطلاقهما منذ العام 2006 مع ولادة وتأسيس الهيئة، والتي منها إعادة الاهتمام بالشعر العربي بكافة أشكاله، وتقديم واكتشاف مئات المواهب الشعرية المبدعة والمجددة في الشعر العربي، وإرساء قواعد لنقد الشعر النبطي، وتعزيز ملكة تذوق الشعر والأدب لدى الناشئة والجيل الجديد.
وأشار العميمي إلى أن ذلك سوف يُتيح لكل من حامل لقب «أمير الشعراء» وحامل بيرق «شاعر المليون» للاحتفاظ به لفترة زمنية أطول، بما يُسلط الأضواء الثقافية والإعلامية عليهما وعلى كل الشعراء الذين يشاركون سنوياً، بحيث يتم تنظيم فعاليات أدبية للمشاركين على مدار العام، وطباعة دواوين شعرية مقروءة ومسموعة لهم، وضمان توزيعها بشكل أمثل.
كما أنّ ذلك يُعطي لجان التحكيم فرصة أكبر لاختيار الشعراء المُبدعين خاصة مع مشاركة الآلاف من المترشحين سنوياً في مجالي الشعر النبطي والشعر الفصيح، ودراسة إمكان تنظيم جولات عربية للجنة تحكيم أمير الشعراء على غرار شاعر المليون.
فضلا عن إعطاء مساحة أطول لفريق الإعداد وإدارة البرنامج للتحضير للمسابقة وابتكار الأفكار التطويرية المُبدعة، والتجديد المتواصل من النواحي الفنية والإخراجية، والتي تتم سنوياً وفق أرقى المعايير العالمية.
تأكيد مكانة الشعر
من جهته أكد محمد خلف المزروعي، مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن المشروع الثقافي المتميز للهيئة تمكن خلال فترة وجيزة من تثبيت رسوخه على الصعيدين العربي والعالمي، وتمثل ذلك بشكل خاص في إعادة إحياء الشعر النبطي الأصيل والنهوض بشعر العربية الفصحى، وتأكيد مكانة الشعر في الأدب العربي، والترويج له، وإحياء الدور الإيجابي للشعر العربي في الثقافة العربية والإنسانية وإبرازه كرسالة محبة وسلام.
وأوضح أن مسابقات الشعر المبتكرة هذه نجحت في استقطاب أكبر عدد ممكن من الشعراء البارزين، وبشكل خاص تمكنت من اكتشاف المواهب العربية التي لم تتح لها فرصة الظهور الإعلامي مُسبقاً على الرغم من قدراتها الإبداعية المميزة، وتقديمها بشكل لائق عبر شاشة قناة أبوظبي الفضائية، مُشكلين محكاً ثقافياً فاعلاً على أرض العاصمة الإماراتية التي باتت تشكل اليوم ملتقى ثقافياً مهماً عربياً وعالمياً.
حفاظ على الهوية والتراث
وأكد المزروعي أن جميع المبادرات والبرامج التي قامت وستقوم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتنفيذها تمثل جزءاً لا يتجزأ من خطتنا للارتقاء بالشعر والفن والثقافة والأدب والموسيقى في الإمارات والعالم، إيماناً منها بأهمية الحفاظ على هويتنا وتراثنا بما يحمله هذا التراث من رسالة حضارية إنسانية إلى بقية شعوب العالم. وإن الفعل الثقافي المميز والمؤثر للعاصمة الإماراتية ما كان ليتحقق لولا رعاية ودعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يحثنا دائماً على بذل المزيد من الجهود.
وتهدف مسابقة شاعر المليون، التي تنظمها وتنتجها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، إلى تكريس جهود الحفاظ على أحد أشكال الشعر العربي القديم وتسليط الضوء على أفضل شعراء القصيدة النبطية في العالم العربي.
وقال المزروعي إن برنامج «شاعر المليون» يواصل مسيرة نجاحه عاماً بعد آخر، مؤكداً الجهد الكبير لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث في الارتقاء بالشعر النبطي والأدب العربي عموماً، من خلال إبراز دور العاصمة أبوظبي ورؤيتها في احتضان هذا الشعر ونقل منجزه الثقافي إلى العالم أجمع ليشمل كل عربي في مختلف بقاع الأرض، وبما يُجسد استراتيجيتنا الثقافية وسعينا الدؤوب للمحافظة على تراث وأصالة تقاليدنا.
وقد عمل البرنامج منذ انطلاق نسخته الأولى وحتى نسخته الرابعة على منح ما يُقارب الـ 200 شاعر اهتماماً إعلامياً غير مسبوق، وهم الذين كانوا في غالبيتهم العظمى مُغيبين إعلامياً عن الساحة الشعرية، وذلك على الرغم من مقدرتهم الأدبية المتميزة."وكالات"
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد