نسيبة : القدس قرّة عين العالم الإسلامي

mainThumb

20-04-2010 02:57 AM

قال الدكتور حازم نسيبة ان القدس حاضنة قبلتنا الأولى في المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، ومسرى ومعراج رسوله الأمين، ومثوى قيامة السيد المسيح عليه السلام، والأنبياء والمجاهدين والصالحين على مرِّ العصور.


وأكد في محاضرته التي نظمتها الدائرة الثقافية في الجامعة الأردنية صباح  الاثنين بعنوان " ذكريات مقدسية" إن مصير القدس خط أحمر كما عبَّر عن ذلك جلالة الملك عبد الله الثاني في كل مناسبة من المناسبات؛ وهي قرّة عين العالم الإسلامي المترامي الأطراف، الذي يشكل أهله ربع سكان المعمورة، أي ملياراً ونصف مليار نسمة يتواجدون في قاراتها الخمس.



وتساءل : لماذا التركيز على مدينة القدس دون سائر مدن فلسطين المحتلة؟ والجواب هو أن القدس تُجسِّد فلسطين بمجموعها، تمثلها حاضرة أبدية لفلسطين روحياً وسياسياً وجغرافياً واقتصادياً واجتماعياً، ذلك أنها ملتقى شعب فلسطين وتقع في ملتقى القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا، فمن يسيطر عليها يسيطر لا على فلسطين وحدها، بل على منطقة الشرق الأوسط بأسرها.


وأكد تاريخياً ان القدس عربية منذ الأزل، منذ أقامها اليبوسيون العرب، وهم بطن من بطون الكنعانيين الساميين أهل البلاد الأصليين قبل خمسة إلى ستة آلاف عام. وكان ملِكُهُم الورع ملكي صادق، معاصراً لجد الأنبياء إبراهيم عليهم السلام في الخليل، وبينهما تلاقٍ روحي مثبت في التاريخ.


وقال لقد كان الملك عبد الله على حق عندما أعلن بأن القدس خط أحمر، ولم يخطئ طيب أردوغان عندما وصف طموح اليهود تجاه القدس بالجنون. إنهما يعرفان بأن العرب والمسلمين لم يجتمعوا في تاريخهم الطويل مثلما اجتمعوا لرد العدوان الأوروبي على القدس وفلسطين قبل نيف وثمانمائة عام، وأرغموا جحافل الفرنجة على العودة إلى البلدان التي أتوا منها. ولن يكون مصاير المهاجرين الروس والبولنديين والألمان وغيرهم بمختلف عن مصير أسلافهم، طال الزمن أم قصر.


وقال ان إسرائيل، حتى يومنا هذا ترفض الانصياع لجميع القرارات والمواثيق الدولية، بما في ذلك اتفاقيات جنيف الرابعة لعام 1949 التي تمنع منعاً قاطعاً انتقال أي مواطن من مواطني سلطة الاحتلال إلى الأراضي المحتلة أو الاستيطان فيها، كما يحافظ على حقوق الشعب الذي يقع ضحية الاحتلال. فأين إسرائيل من ذلك، في استيطانها الكثيف غير الشرعي في الأراضي المحتلة، الذي استشرى في طول البلاد وعرضها، وبالأخص في مدينة القدس وضواحيها التي بنى حولها حوالي عشرين بلدة تطوقها من كل جانب وتعزلها عن سائر أرجاء الضفة الغربية. بل إن هذا الاستيطان ابتلع أجزاء غير قليلة من الضفة الغربية عن طريق توسيع القدس عشرات المرّات، بحيث أصبحت تشكل سور القدس الجديد.


يذكر ان الدكتور حازم نسيبة ولد في مدينة القدس عام 1922م، وشغل العديد من المناصب الوزارية ، وسفيرا في العديد من الدول، ولنسيبة عدة مؤلفات من أبرزها: فلسفة القومية العربية وفلسطين والأمم المتحدة، باللغة الإنجليزية.وكتاب نحن والعالم،وتاريخ الأردن السياسي المعاصر، وذاكرة حيّة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد